نتنياهو يضع 29 تغييرا على المقترح
الفصائل تتمسك بمقترح بايدن.. وحماس لن تشارك في حوار الدوحة اليوم
أعلنت حركة حماس والتي باتت الممثل الشرعي للمقاومة الفلسطينية عن عدم حضورها المفاوضات الخاصة بإبرام صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
الاجتماع الذي يعقد اليوم /الخميس 15 أغسطس 2024/ بالعاصمة القطرية الدوحة بحضور مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ونظيريه المصري والإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري بناء على طلب دول الوساطة الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر ،وفقا للبيان الذي أصدره الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي جو بايدن لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق الخاص لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، إلا أن حركة حماس قررت عدم المشاركة ولكنهم سيلتقون الوسطاء للحصول على نتائج المفاوضات.
حماس: نتنياهو يسعى لوهم وسراب
وكانت حماس قد أصدرت بياناً يوم 11 أغسطس عقب إصدار البيان الثلاثي طالبت فيه الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2/7/2024، استنادا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيداً من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا.
وأوضحت حماس أنها منذ بداية العدوان حرصت على إنجاح جهود الأشقاء الوسطاء في مصر وقطر، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية على شعبنا، وأكدت دعمها لأي جهد يحقق وقف العدوان، لكن العدو واجهه كل المحاولات بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، وذهب للتصعيد في عدوانه على شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر، وصولاً لاغتيال رئيس الحركة الشهيد إسماعيل هنية وارتكاب مجزرة مدرسة التابعين في مئة بحي الدرج بمدينة غزة وهم يؤدون صلاة الفجر يوم السبت 10/8/2024م، ما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة من المدنيين وجرح ما يزيد على 250 منهم. في تأكيد لنواياه باستمرار العدوان وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ودلل القيادي بحركة حماس عزت الرشق على ما جاء بالبيان بالإشارة إلى اعتراف وزير حرب الاحتلال بأن إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة إعادة المختطفين والحديث عن انتصار مطلق محض هراء وذلك يؤكد ما قلناه دوماً بأن نتنياهو يكذب على العالم وعلى ذوي الأسرى، ولا يأبه لحياة الأسرى ولا يريد التوصل لاتفاق وأن كل ما يهمه هو استمرار الحرب وتوسعها..
وقال الرشق إن كل ما قدمته حماس من مرونة وإيجابية بموافقتها على ما ورد في بيان بايدن وقرار مجلس الأمن لتسهيل التوصل لاتفاق اصطدم بتعنت نتنياهو وتهربه من استحقاق التوصل لاتفاق.. وطالب الرشق العالم بالضغط على نتنياهو وحكومته لوقف العدوان وحرب الإبادة، والتوصل لصفقة تبادل، فالنصر الذي يبحث عنه نتنياهو وهم وسراب.
ومن جانبه أكد عضو المكتب السياسي لحماس د. سهيل الهندي أن الحركة تطالب بالتزام واضح من الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو الماضي وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات، وإذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق.
فيما توقع القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن يأتي من الوسطاء ما يفيد أن إسرائيل قبلت بما هو مقدم، وأي لقاء يحب أن يكون على أساس الحديث عن آليات التنفيذ.
الفصائل: لا تراجع عن مبادرة بايدن
كما أصدرت حركات حماس ولجان المقاومة والمجاهدين والأحرار بيانا أمس الأربعاء / 14 أغسطس 2024/ أكدوا فيه تمسكهم بضرورة بحث آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أوراق الإطار المقدمة من الوسطاء التي تحقق وقفا شاملا للعدوان، وانسحابا كاملا للاحتلال، وكسرا للحصار وفتحا للمعابر، وإعادة الإعمار وتحقيق صفقة جادة لتبادل الأسرى.
وأكدت الحركات الأربعة أن ما يسمى باليوم التالي للحرب هو شأن وطني فلسطيني خالص، يناقش على مائدة مستديرة تضم كافة الفصائل والأحزاب الوطنية الفلسطينية فقط لا غير، وإن كل محاولات الاحتلال والإدارة الأمريكية وحلفائهم لخلق إرادات بديلة قد تحطمت بصمود شعبنا وبسالة مقاومتنا، وإن أي محاولات من أي جهة كانت تسعى لأن تكون أداة طيعة في يد الاحتلال وبديلًا عن إرادة الشعب الفلسطيني ستعامل معاملة العدو الصهيوني.
ومن جانبها حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من محاولات الاحتلال التلاعب بالاتفاق وقالت في بيان لها "ننظر بعين الريبة إلى الدور الأمريكي في تبني رؤية الاحتلال وفرض شروط جديدة، مؤكدة على موقف فصائل المقاومة الراسخ بأنه لا يمكن إعادة التفاوض على القضايا التي تم الاتفاق عليها سابقاً؛ فالمفترض أن يُخصص الاجتماع اليوم لبحث الخطوط العريضة النهائية لوقف العدوان، والتي وافقت عليها المقاومة، ولإجبار الاحتلال على الالتزام بها، أما فتح القضايا المتفق عليها للتفاوض مجدداً أو قبول أي شروط جديدة من قبل الاحتلال، يعتبر مناورة تهدف إلى إضاعة الوقت لصالح العدو. لذا تحذر الجبهة من أي تلاعب جديد من مجرم الحرب نتنياهو لفرض شروط جديدة تنسف الاتفاق السابق.
مسؤول أمريكي لا اتفاق يوم الخميس
وكان مسؤول أمريكي قد أستبعد التوصل لاتفاق اليوم.. وقال لموقع أكسيوس إن استئناف المفاوضات بداية وليس النهاية لوجود فجوات بين إسرائيل وحماس بشأن العديد من القضايا المتعلقة بتنفيذ اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار وأن الجانبين يتخذان مواقف متشددة بشأنها، مؤكداً أن الفجوات المتبقية يمكن سدها وليس لدينا وقت لنضيعه.
في حين نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين أن الدبلوماسية هي الحل الوحيد لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، لأن إسرائيل حققت كل ما يمكن تحقيقه عسكريا في قطاع غزة وفشلت في تدمير الأنفاق لأنها أكبر مما توقعته مع تضاءل احتمالات إضعاف حماس.. فيما يعتقد مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (وفقا لنيويورك تايمز) أن إسرائيل لم تثبت قدرتها على تأمين مناطق سيطرتها في غزة.
الخلافات الخمسة بين المقاومة وإسرائيل
وفي سياق متصل كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن الخلافات الخمسة المعرقلة لإبرام الصفقة وهي محور فيلادلفيا والذي تصر مصر وحماس على الانسحاب الشامل للجيش الإسرائيلي وهو ما ترفضه تل أبيب خاصة مع اكتشاف أنفاق ضخمة على الحدود المصرية، وذلك وفقا لمعاريف التي أكدت أن حماس لا تعترض على إسناد كامل لمصر للإشراف على المحور.
ثاني الخلافات، عودة النازحين لشمال قطاع غزة أو المرور الحر من جنوب القطاع لشماله بينما تطلب إسرائيل وضع إجراءات لمنع مرور المسلحين لشمال غزة.
ثالث الخلافات، تطالب حماس بالإفراج عن قائمة طويلة من ذوي المحكوميات العالية بمن فيهم مروان البرغوثي وأحمد السعدات، دون حق النقض من جانب إسرائيل. وتطالب إسرائيل بحق النقض وترحيلهم إلى بلد ثالث. فيما تصر حماس على إطلاق سراحهم إلى غزة والضفة الغربية.
رابعا: وافقت حماس على زيادة عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء إلى 30 مختطفا في المرحلة الأولى لكن إسرائيل تشترط قائمة بأسماء الأسرى الأحياء وزيادة عددهم بأقصى حد ممكن في المرحلة الأولى.
خامس الخلافات والتي وصفتها معاريف بالمشكلة الأكبر هي كيف يؤثر تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة على موقفها.
مناورات نتنياهو لعرقلة الاتفاق
يوم الثلاثاء الماضي (13 أغسطس 2024) كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مناورات نتنياهو خلف الكواليس لجعل التوصل إلى اتفاق شبه مستحيل، في الوقت الذي يزعم فيه أنه لا يعرقل التوصل إلى اتفاق ويتهم حماس بعرقلة المفاوضات.
وقالت الصحيفة أنها حصلت على وثائق بشروط نتنياهو الجديدة والتي سلمت للوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية) يوم 28 يوليو الماضي قبل مباحثات العاصمة الإيطالية روما بوقت قصير، وهي تفاصيل لم تكن مدرجة في الاقتراح الإسرائيلي في مايو.. وتتضمن أن تبقى القوات الإسرائيلية مسيطرة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة (أي محور فيلادلفيا)، كما أظهرت الوثيقة مرونة أقل بما يتعلق بالسماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم في شمال قطاع غزة بمجرد توقف القتال.
وأوضحت نيويورك تايمز أن بعض أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي يخشون من أن تؤدي الإضافات الجديدة إلى إفساد الاتفاق والوصول إلى طريق مسدود لأن شروطه الجديدة تهدد بعرقلة المحادثات في وقت يبدو فيه إمكانية التوصل إلى اتفاق في متناول اليد.
وكانت صحف أمريكية وإسرائيلية ومسؤولين إسرائيليين اتهمت نتنياهو بوضع 29 تغييراً على اقتراح 27 مايو لعرقلة المفاوضات.
وفي سياق متصل أشارت صحيفة معاريف إلى أن حركة حماس لا ترفض المشاركة في جولة المفاوضات وإنما ترى أنه لا حاجة لمفاوضات جديدة والأهم موافقة إسرائيل على ما وافقت عليه الحركة وهو مقترح بايدن.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن أكثر من 100 حاخام يهودي بأمريكا أرسلوا أمس / الأربعاء 14 أغسطس 2024 / رسالة لنتنياهو طالبوه فيها بالتوقيع على الصفقة.