5 مواد فقط في كل شعبة
خبراء عن نظام الثانوية العامة الجديد: يخفف الأعباء والنتائج بعد 3 سنوات
بعد فترة من الترقب، أعلن وزير التعليم تفاصيل نظام الثانوية العامة الجديد، والذي شهد تقليل عدد المواد التي يدرسها طلبة المرحلة الثانوية، مع دمج مواد وإلغاء مواد واعتبار أخرى خارج المجموع، وذلك لتخفيف الأعباء عن الطلاب واولياء الأمور، وسد العجز الكبير في أعداد المدرسين.
وكشف محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، عن تفاصيل نظام الثانوية العامة الجديد، وقال إنه سيساعد على مواجهة نقص عدد المعلمين، والذي سيبدأ تطبيقه ابتداء من العام الدراسي المقبل 2024/ 2025، على جميع الصفوف المرحلة الثانوية.
وكشف وزير التعليم عن أنه لن يتم تطبيق نظام الثانوية التراكمية، ولكن التطوير يستهدف تحديث المناهج الدراسية لإعطاء فرص للتقويم والاختبارات الإضافية، حيث يدرس طلاب الثانوية العامة مناهج متطورة تتناسب مع احتياجات سوق العمل، وأبرزها البرمجة والذكاء الاصطناعي ومعالجة القضايا المجتمعية.
نظام الثانوية العامة الجديد
وضمن خطة تطوير نظام الثانوية العامة الجديد، ستكون اللغة الأجنبية الثانية "الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الصينية، الإسبانية"، مادة نجاح ورسوب ولا تضاف للمجموع، مع دمج مادتي الفيزياء والكيمياء للصف الأول الثانوي في مادة واحدة اسمها العلوم المتكاملة، مع إلغاء مادة الجيولوجيا من شعبة العلوم.
إضافة إلى إلغاء مادة الجغرافيا من الدراسة في الصف الأول الثانوي، على أن تصبح مادة تخصص للشعبة الأدبية في السنة التالية، لتكون مواد الفرقة الأولى للثانوية العامة الجديدة: اللغة العربية - اللغة الأجنبية الأولى - التاريخ - الرياضيات - العلوم المتكاملة - الفلسفة والمنطق، مع مواد غير مضافة للمجموع وهي التربية الدينية - اللغة الأجنبية الثانية، لتكون مواد نجاح ورسوب.
وتضمن خطة التطوير خفض المواد المضافة للمجموع في الصف الأول الثانوي إلى ست مواد فقط، ودمج الرياضيات البحتة والتطبيقية في مادة واحدة اسمها الرياضيات في شعبة الرياضيات.
وإلغاء مادتي الفلسفة وعلم النفس من الشعبة الأدبية وإضافة مادة الإحصاء.
وستكون المواد الدراسية في نظام الثانوية العامة الجديد على النحو الأتي:
شعبة العلوم الثانوية العامة
اللغة العربية 80 درجة
اللغة الأجنبية الأولى 60 درجة
الأحياء 60 درجة
الكيمياء 60 درجة
الفيزياء 60 درجة
إجمالي المجموع 320 درجة.
شعبة الرياضيات الثانوية العامة
اللغة العربية 80 درجة
اللغة الأجنبية الأولى 60 درجة
الرياضيات 60 درجة
الكيمياء 60 درجة
الفيزياء 60 درجة
إجمالي المجموع 320 درجة
الشعبة الأدبية الثانوية العامة
اللغة العربية 80 درجة
اللغة الأجنبية الأولى 60 درجة
التاريخ 60 درجة
الجغرافيا 60 درجة
الإحصاء 60 درجة
إجمالي المجموع 320 درجة.
أراء الخبراء
وطالب الدكتور حسام بدراوي، خبير التعليم، رئيس مجلس أمناء حزب العدل، بتحويل عملية تقويم الطلاب إلى عملية ممتعة وعادلة وشاملة، تختبر ما يعرفه الطلاب فعلا، إضافة إلى دراسة أدائهم والعمل على تنمية مهاراتهم في التعلم وتحقيق الذات.
وقال "بدراوي" إنه يجب القضاء على تلك العملية المرعبة والمسماة قلق الامتحانات، والتي أدت إلى استفحال ظواهر سلبية مثل الدروس الخصوصية وشراء المذكرات والغش في الامتحانات، للهروب من أزمة المجموع المنخفض.
وأكد خير التعليم أن النجاح في الامتحانات يمثل دليلا على نجاح المعلم وليس الطالب، لأن التلاميذ لديهم القابلية للنجاح حال تعليمهم بشكل جيد.
وشدد "بدراوي" على معايير تقويم الطلاب لابد يكون فيها الصلاحية، والتي تعني أن الامتحان يقيس ما هو مطلوب قياسه بالفعل، وكذلك الموثوقية، وتعني أن الامتحان يعطى نفس النتائج للطلاب حال صححه مصححون مختلفون، مع توافر العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص بنفس الدرجة لكل الممتحنين.
وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن تغيير النظام الجديد للثانوية العامة يجب أن يتم خلال دراسة القرار، واستطلاع أراء الخبراء لمعرفة إيجابيات وسلبيات النظام الجديد، ويمكن تجريبه لمدة سنة، لمعرفة النتائج، وبعد دراسة التجربة ونتائجها يتم اتخاذ قرار بالتعديل أو الاستمرار فيه أو إلغاءه.
عجز المدرسين
وقدم "مغيث" اقتراحا لمواجهة العجز الكبير في عدد المعلمين بالمدارس، يتمثل في تأهيل مدرسي المواد الأدبية، لتدريس المواد اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية.
وانتقد الخبير التربوي جعل اللغة الأجنبية الثانية مادة خارج المجموع، وأشار إلى أن هناك مواد لا تضاف للمجموع مثل التربية الوطنية والتربية الدينية الإسلامية لأنه يتم الاعتماد على مؤسسات خارج المدرسة لتقديم دورها، ولكن اغفال أهمية دراسة الطلاب اللغة الأجنبية الثانية.
أما علاء الجندي، خبير المناهج التربوية والتعليمية، فقال إن نتائج نظام الثانوية العامة الجديد ستظهر خلال حوالي 3 سنوات أو أكثر.
وأيد "الجندي" قرار دمج المواد الدراسية، وأكد أن أول من سيستفاد منه هم أولياء الأمور، لأنه سيخفف الأعباء عنهم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، كما يساهم في سد عجز المدرسين.
وكانت وزارة التعليم أكدت أن المجلس للتعليم قبل الجامعي، وافق على خطة نظام الثانوية العامة الجديد، لتقليل عدد المواد الاجبارية بالمرحلة الثانوية لمواكبتها للنظم العالمية.
تاريخ نظام الثانوية العامة
ومر نظام الثانوية العامة بالعديد من التغييرات والتجارب، ففي عام 1994 تم تطبيق أول نظام ثانوية عامة على عامين، ليدرس الطالب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب حسب التخصص في الصف الثاني الثانوي.
وظهر وقتها نظام التحسين في المجموع، وكان يمكن للطالب دخول الامتحان في الدور الثاني في شهر أغسطس، لتحسين درجاته في المواد التي يرغب فيها، سواء نجح فيها أو رسب.
أما في عام 1996 فجرى إلغاء نظام المواد الاختيارية، ولكن نظام الثانوية العامة استمر على نظام السنتين.
وفي 1997 ألغى رئيس الوزراء الأسبق الدكتور كمال الجنزوري العمل بنظام التحسين، بعد إثبات فشله.
وفي عام 2013 بدأ العمل بنظام جديد لتكون شهادة الثانوية العامة من عام واحد فقط، مع وجود نظام التشعيب، وهم 3 شعب أدبي، وعلمي علوم، وعلمي رياضة.
أما في عام 2019 فأعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم عن نظام الثانوية العامة الجديد، تحت اسم النظام التراكمي، لتعود شهادة الثانوية العامة إلى نظام السنتين، على أن تكون من شعبتين فقط، وهما الأدبي والعلمي.