لإقامة جراج متعدد الطوابق
هدم مقابر باب النصر يعيد الجدل حول مكان دفن ابن خلدون
مع تردد الأنباء حول بدء هدم عدد من مقابر باب النصر من أجل بناء جراج متعدد الطوابق، تجدد الجدل حول مصير مقبرة مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون، وهل دفن بالفعل في تلك المقابر، وبالتالي تعرض مدفنه للهدم، أم جرى دفنه في مكان ىخر داحل او خارج مصر؟
وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي وصور تكشف عن أعمال هدم مقابر باب النصر، والتي يؤكد الكثير وجود رفات رموز تاريخية فيها أبرزهم ابن خلدون، وقال مصطفى الصادق، وهو باحث متخصص في التراث، إن الكثير من المقابر الموجودة أمام باب النصر في موازاة شارع البنهاوي، جرى هدمها بالفعل.
مكان دفن ابن خلدون
وأضاف "الصادق"، في منشور كتبه عل صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن المصادر التاريخية تؤكد أن مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون دفن في مصر، لكن مكان قبره بالضبط مازال مجهولا، وهناك مؤرخون يقولون إن قبره موجود في منطقة مقابر الصوفية الموجودة في باب النصر، والبعض الآخر يؤكد أن ابن خلدون مدفون خارج تلك المنطقة.
أما الدكتورة مونيكا حنا، عميدة كلية الآثار والتراث الحضاري في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، فأثارت هي الأخرى جدلا آخر عن بدر الدين الجمالي، وزير الخليفة المستنصر، ومكان مقبرته وهل توجد في باب النصر وتعرضت للهدم أم لا.
هدم المقابر
وكان اللواء إبراهيم عبد الهادي، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، تفقد أعمال هدم المقابر في شارع البنهاوي بمنطقة باب النصر، وذلك في الموقع المزمع بناء جراج متعدد الطوابق فيه، بهدف توفير أماكن انتظار للأوتوبيسات السياحية وسيارات زوار المناطق التاريخية والأثرية في منطقة القاهرة التاريخية.
وقال نائب محافظ القاهرة، إنه جرى إخلاء 1171 مقبرة و49 مدفنا من مقابر المنطقة التي تقع يسار باب النصر، وتحديدا في شارع البنهاوي، من أجل بناء جراج متعدد الطوابق لخدمة زوار القاهرة التاريخية.
قرار وقف الدفن
ويأتي ذلك بعد إصدار محافظ القاهرة، القرار رقم 1117 لسنة 2024، والذي قضى بوقف الدفن في تلك المدافن، مع نقل الرفات إلى مدافن بديلة.
وقال اللواء إبراهيم عبد الهادي، أنه تم البدء في إزالة المدافن بعد تعويض أصحاب المقابر بأخرى بديلة، وبعد نقل الرفات من المدافن القديمة إلى الجديدة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر في يونيو 2023، تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء، لتقييم موقف نقل المقابر في منطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، بعد وجود العديد من الاعتراضات على قرارات إزالة مقابر لشخصيات عامة وتاريخية، على ان تضم هذه اللجنة جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي.
مقبرة الخالدين
وقالت مؤسسة الرئاسة وقتها إن القرار يأتي انطلاقا من حرص مصر على تقدير رموزها التاريخية وتراثها العريق على النحو اللائق، كما تعمل اللجنة على تحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، مع دراسة البدائل المتاحة والتوصل لرؤية متكاملة وتوصيات يتم الإعلان عنها للرأي العام.
وقرر الرئيس السيسي أيضا إقامة مقبرة الخالدين، وذلك في موقع مناسب، على أن تكون صرحا يضم رفات عظماء ورموز مصر من أصحاب الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، والتي ستشمل متحفا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ليجري نقلها بواسطة المتخصصين والخبراء.