طوابير أمام صيدلية الإسعاف
أزمة نقص الأدوية مستمرة.. الصحة تتجاهل معاناة المرضى وتصدر الأنسولين للخارج
مازال المواطن المصري يشتكي من نقص الأدوية وفي مقدمتها الأنسولين، ومازالت وزارة الصحة تتجاهل معاناة المرض وتكتفي بتقديم الوعود بقرب حل الأزمة خلال 3 أشهر، في الوقت الذي تصدر في الوزارة الأنسولين إلى الخارج وتترك المريض المصري يعاني في الطوابير أمام صيدلية الإسعاف.
وكان العديد من المواطنين اشتكوا من عدم وجود الأنسولين المحلي في الأسواق، إلا في صيدلية الإسعاف فقط، ومن يريد الحصول عليه، يجب أن يقف في طابور طويل قد يصل إلى أكثر من 100 شخص، للحصول على قلم أنسولين واحد مع اشتراط إجراء تحليل سكري في كل مرة.
تصدير شحنات من الأنسولين
أمام الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء، وزير الصحة والسكان، فاعترف بتصدير شحنات من الأنسولين المصنع محليا، إلى أمريكا الجنوبية، رغم الأزمة الحالية، وعاد "عبد الغفار" ليبرر تصدير الأنسولين رغم نقصه في سوق الدواء المصري، قائلا إنه تم تصدير شحنة واحدة وبكميات صغيرة، وأكد عدم وجود أي أزمة في إنتاج الأنسولين محليا، وأن المشكلة تتعلق بالأنسولين المستورد.
ومع تأكيد وزير الصحة أن مصر تحتاج إلى حوالي 27 مليون عبوة أنسولين سنويا، وأن الطاقة الإنتاجية لمصنع المهن الطبية، الذي يتبع مجموعة أكديما، تصل إلى 18 مليون عبوة سنويا، ولكنه ينتج 12 مليون عبوة سنويا فقط، ما يعني أن الفجوة تصل إلى حوالي 15 مليون عبوة سنويا، فكيف يتم تصديره مع وجود تلك الفجوة؟
المصابين بالسكري
وكان الاتحاد الدولي للسكري IDF، كشف في عام 2021، أن مصر من ضمن أعلى الدول العربية في عدد المصابين بمرض السكري، وأن عدد المصابين به بين 20 و79 عامًا، تجاوز الـ 11 مليون شخص.
وبدأ تصدير الأنسولين المصري إلى كوبا في شهر مارس 2024، تحت اسم Insulinagypt، وكشفت وزارة الصحة وقتها عن أن الأنسولين المصري يتم تصديره إلى 11 دولة إفريقية، بحصة سوقية تتراوح بين 12 إلى 18 مليون ڤيال سنويا.
تجاهل طوابير المرضى
أما الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، فتجاهل طوابير المرضى أمام صيدلية الإسعاف، مشددا على عدم وجود أزمة في الأنسولين المصري، وقال إن الأنسولين المصنع محليا يضاهي المستورد.
وأكد رئيس هيئة الدواء أن مخزون الأنسولين بمصر آمن، وأن الهيئة تعمل مع المصنعين المصريين والدوليين على استمرار توفيره، كما سيشهد سوق الدواء المصري سيشهد خلال الفترة القليلة المقبلة طرح كمية كبيرة تغطي وتدعم المخزون الاستراتيجي من الأنسولين، وكشف عن أن مخزون الإنسولين "فيال تام الصنع" بشركة المهن الطبية تخطى المليون، كما توجد خامات بالمصنع تكفي لصناعة 3 مليون فيال.
شحن كميات إضافية
وأعلن عن شحن كميات تكفي لعمل مليون و350 ألف فيال في سبتمبر المقبل، ووشحن كمية اخرى مماثلة في نوفمبر، كما يبلغ مخزون الأنسولين في شركة سيديكو 93 ألف فيال تام الصنع، وهناك 334 ألف اخرى تحت الإنتاج، كما يكفي رصيد الخامات لإنتاج مليون و725 ألف فيال، وهناك خامات جار شحنها تكفي لإنتاج 800 ألف أخرى.
وكان برنامج الحكومة الجديدة، كشف عن استهداف رفع قيمة صادرات الدواء المصري والمنتجات الطبية إلى 2 مليار دولار في عام 2026 /2027، كما يهدف البرنامج إلى وصول نسبة تغطية التأمين الصحي للسكان لتصل إلى 85% بحلول نفس الفترة سالفة الذكر.