قصة " أم شهد " و الفتيات الفقيرات
تطورات جديدة في محاكمة "سفاح التجمع" و النيابة تؤكد ضرورة القصاص العادل
تتصدَّر قضية " سفاح التجمع " عناوين الأخبار في مصر منذ أشهر، إذ تعكس فصولها تفاصيل مأساوية وفاجعة تلامس أعماق المجتمع، المتهم كريم محمد، الذي أصبح يعرف بـ" سفاح التجمع "، متورط في سلسلة من الجرائم البشعة تشمل قتل ثلاث نساء وتفاصيل مرعبة حول معاملات بعد الوفاة.
تفاصيل القضية
فبدأت فصول القضية عندما تم القبض على كريم محمد، المتهم بقتل ثلاث نساء والتعامل مع جثثهن بطرق غير إنسانية، والتحقيقات كشفت عن وقائع صادمة تتعلق بأسلوب حياته وجرائمه، حيث كان المتهم يعيش مع ضحاياه بعد وفاتهن، في ظل حالة من الرعب والفزع التي هزت المجتمع.
وأعربت محامية حنان منسي، المعروفة بـ" أم شهد "، شريكة سفاح التجمع، عن حزنها العميق بعد الاطلاع على نص التحقيقات الخاصة بموكلتها والمتهم كريم محمد، المعروف إعلاميًا بـ" سفاح التجمع " أن "أم شهد" كانت تستغل الفتيات الفقيرات الهاربات، خاصة القاصرات، حيث كانت تعمد إلى بيع أجسادهن للمتهم مقابل المال، وتغريهن بالحياة المرفهة.
أوضحت التحقيقات أن " أم شهد " اعترفت في تحقيقات النيابة بأنها مارست الرذيلة مع المتهم في سيارته بعد أن فشلت في العثور على فتاة بالمواصفات التي طلبها، مما دفعها لتقديم نفسها له للحصول على الأموال التي كان يقدمها بسخاء.
وأكدت المحامية أن المتهمة كانت تقدم للفتيات الفقيرات، وليس ابنتها "شهد"، حيث كانت تبحث عن فتيات بلا مأوى تلبي متطلبات المتهم الغريبة مثل أن تكون نحيلة وصغيرة الحجم، وهو ما أرجعته المحامية إلى رغبة المتهم في تسهيل حمل الضحايا في "شنطة سفر".
وأكدت المحامية أنها أصيبت بالاشمئزاز بعد الاطلاع على تفاصيل القضية، وصرحت أنها لم ترغب في الدفاع عن المتهمة لكنها مكلفة بذلك من قبل المحكمة، وأشارت إلى أن دور " أم شهد " اقتصر على توفير الفتيات للمتهم، ولم تشارك في جرائم القتل.
وفي المحكمة، ظهرت المتهمة " أم شهد " بملابس السجن البيضاء، وغطت وجهها بغطاء رأسها لتفادي عدسات الكاميرات، حيث دخلت في نوبة بكاء قائلةً إنها نادمة على ما فعلته وتؤكد أنها لم تشارك في جرائم القتل، مرددة " معرفش السفاح أنا ماعملتش حاجة "، حجزت المحكمة القضية لجلسة 9 سبتمبر للحكم على " أم شهد " في التهم الموجهة إليها.
وفي جلسات محاكمة " سفاح التجمع "، التي جرت في محكمة جنايات القاهرة، ظهرت الكثير من التفاصيل المؤلمة، فالمتهم كريم محمد دخل في حالة بكاء أثناء مرافعة النيابة العامة، حيث طالبت النيابة بتطبيق أقصى درجات العقوبة، وأكد ممثل النيابة العامة في الجلسة " الشريعة الإسلامية جاءت لنا بالقصاص من المتهم، ويجب أن يكون هناك ردع قوي لحماية المجتمع ".
ومن جانبه، قدم دفاع المتهم طلبات لتأجيل القضية وعرضه على فحص نفسي، وهو ما قوبل بالرفض من النيابة العامة، وقد قدم الدفاع عذرًا للمتهم بأنه يعاني من انفصام في الشخصية ويحتاج إلى تقييم نفسي، بينما أكدت النيابة العامة أن المتهم ليس مريضًا نفسيًا بناءً على استجواب الطبيب الشرعي.
المستجدات والتطورات
وفي الجلسة الأخيرة، أرجأت المحكمة القضية إلى 9 سبتمبر المقبل، حيث ستنظر المحكمة في الأدلة والشهادات المقدمة|، وكانت هناك مطالبات من الدفاع لتأجيل القضية لمزيد من التحضير للمرافعة، بينما أكدت النيابة العامة جاهزيتها لتقديم حججها.