و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

قضية متجددة ولن تنتهي

االانبا دانيال :"لا طلاق الا لعلة الزنا" إجتهاد للبابا وهو غير صائب

موقع الصفحة الأولى

تداولت منصات إليكترونية وصفحات مواقع التواصل الإجتماعى مقطع فيديوعن الطلاق  كان بمثابة لغما مشتعلا يبحث عمن يطفئه قبل الإنفجار لانه يتصل بصلب العقيدة ويهدد بنشر الإنقسام بين أبناء المسيح ! فلم تكن الأزمة هذه المرة فى إحدى المناظرات المذهبية أو القضايا الجدلية العامة التى تخص المواريث أو المعجزات أو حتى صيام السيدة العذراء الذى ينتهج الجميع طقوسه هذه الفترة بل إختص القضية الأزلية العالقة بين السماء والأرض على مر العصور والتى يتم ترحيلها من حقبة باباوية إلى أخرى لحساسيتها الشديدة لكونها تتعلق بمصير ملايين من الأسر وما يترتب عليه من تباعيات بحلوها ومرها وهى قضية "الزواج الثانى "؛ حيث تضمن مقطع الفيديو المسرب حديث جمع بين الأنبا دانيال " أسقف المعادى" وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الإرثوذكسية" وأحد القساوسة خلال إجتماع مغلق مع الكهنة ليجيب عن السؤال الصعب هل يوجد فى المسيحية طلاق لغير علة الزنا أم لا؟! 

ورجح البعض كون المقطع المسرب ليس بجديد ولكن ظهوره مؤخرا على وسائل التواصل الإجتماعى يمكن أن يكون بمثابة بالونة إختبار لجس نبض الشارع القبطى حال صدور قانون الأحوال الشخصية الموحد لغير المسلمين لاسيما وانه أشعل حالة من الغضب لإصطدامه مع تعاليم البابا شنودة الثالث المنبثقة من الكتاب المقدس وهى فى نظرهم ثوابت دونها الموت لا يمكن المساس بها أو تغييرها أو تبديلها بحسب الأهواء الشخصية حتى ولو نبعت من أسقف أو قيادة كنسية أخرى ؛ فتفاسير البابا شنودة كانت ولازالت دستورا عقائديا لدى غالبية الأقباط سواء كانوا إكليروس أو علمانيين .

ورأى الأنبا دانيال أن تمسك البابا شنوده بالقاعدة"انه لا طلاق الا لعلة الزنا لم يكن أمراً صائباً وقال نصا:

"إن الكنيسة قعدت سنين  طويلة ماشيه بالقانون ونقدر نقول إن اجتهاد البابا شنوده كان محاوله لحفظ الأسرة المسيحية  بس ما نفعتش والنتيجة زي ما انتوا شايفين المظاهرات والعيال بيعملوا فينا ايه !!

وأضاف : إن الإحتياج العصري والضغط يخلينا نفكر في حلول لأولادنا، واحنا علينا عبء كبير في الرعاية ودي حاجه اسمها التدبير الكنسي فأن الكنيسة أعطت للأسقف انه ممكن يخالف القانون من أجل تدبير إحتياج أولاده و لازم ناخد الأمور بطريقة عصرية"

 

دياكون ديسقوروس : الأسقف الذى يعلم بتعاليم غير الكتاب المقدس فليكن "محروما"

ومن جانبه أوضح دياكون ديسقوروس " مينا أسعد " أن  تشريع الكتاب المقدس صالح بلا تفاوض لكل زمان ومكان  دون انتقاص او تغيير بينما اذا ما نظرنا الي الحالة الإجتماعية والقانونية لعصر تدوين الكتاب المقدس وما قاله المسيح له كل المجد والاكرام حول الطلاق وقصره على عله الزنا ومنع الطلاق للهجر نجد أن عصره كان محتكما لثلاث مجموعات من القوانين ، الاولى القانون والتقليد اليهودي والثاني هو القانون اليوناني والثالث هو القانون الروماني.

وأضاف قائلا أن الاسقف او البطرك الذي يعلم بغير الكتاب المقدس (في موضوع الطلاق)  فليكن محروما/ اناثيما

؛ متسائلا ماذا إن قام أحد الاساقفة بإبداء رأي مخالف للكتاب المقدس في موضوع الطلاق واراد التصريح بالطلاق لغير الزنا ؟

وأكمل: فليكن محروما بسلطان وحي بولس الرسول ومن فم ابينا الطوباوي مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية المائة والسابع عشر.

ووصف ديسقوروس تصريحات الأنبا دانيال عبر مقطع الفيديو انها "كلام فارغ" وضد الإيمان المسيحى وهذا ليس جديدا على الأسقف لانه سبق وسب أربعة من أعظم أساقفة المجمع المقدس خلال حديث تلفزيونى له بينما أن لائحة ٣٨ التى توسعت فى أسباب الطلاق من وضع أراخنه علمانيين وليس رجال دين كانوا على خلاف مع البطرك وعندما عاد البطرك الغاها وكل المزاعم بوجود طلاق قبل العهد البابا شنودة خاطئة لأن كتاب شريعة الزوجة الواحدة الذى دونه البابا شنودة عندما كان  أسقف للتعليم تم بتوجيه مباشر ومراجعه من البابا كيرلس السادس بالإضافة الى أن كل سير الأباء الأولين إجتمعت على عدم الطلاق سوى لعلة الزنا منهم القديس اغسطينوس وغروغوريوس الناطق بالألوهيات و باسيليوس الكبير و البابا كيرلس الكبير وغيرهم .

 

مخطوطة أثرية من القرن السابع بحرمان من طلق إمرأته لغير علة الزنا

وفجر دياكون ديسقوروس مفاجأة من العيار الثقيل حول وثيقة مخطوطة أثرية – حصلت " الصفحة الأولى" على نسخة منها ويرجع تاريخها الى القرن السابع الميلادى للأنبا إبرام ـ أسقف الأقصر موضوعه حاليا فى المتحف البريطانى تشير إلى أن كل من طلق إمرأته لغير علة الزنا يعتبر " محروما" ومن ساعده فى ذلك من الإكليروس محروما أيضا.

 

نصوص الكتاب المقدس فى اللغة الأصلية تحرم الطلاق بين الزوجين

وفى سياق متصل أكد إيبوذياكون فرهاد مفاهيم كتابية عن الزواج مترجما للنصوص الأصلية فى الكتاب المقدس فى قوله" 

θεὸς συνέζευξεν ἄνθρωπος μὴ χωριζέτω

" فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ". 

 What therefore God hath joined together, let not man put asunder.

ويتم توضيح المقصود من ٣ افعال؛ ( جمَعَه.  لا يفرقه. يلتصق). 

 الفعل (جمَعَه )

συνέζευξεν ( سينيزڤكسن) هو فعل ماضى فى الصيغة الاخبارية مبنى للمعلوم مصرف مع ضمير الغائب المفرد( جمعه) من الفعل συζεύγνυμι( (سيزيڤغنيمى)

ومنه كلمة   ζυγος ( زيغوس. زيجوس) = النير. الذى يعنى( الخشبة التى توضع على ظهر اثنين من الحيوانات لجر المحراث معاً)

والفعل فى زمن الماضى البسيط الذى يدل على حدث تم فى الماضى، وواضح ان السيد المسيح يشير الى ماحدث منذ البدء  كزواج جمعه الله، وبالسقوط تشوه هذا السر الى ان جاء المخلص واعاد الامور الى وضعها الاصلى( زوجة واحدة وزواج واحد). 

وعبارة [ جمَعَه الله] ، تعنى ان الزواج المسيحى عقد بين ٣ ( الله اولا. والزوج والزوجة، ). فالله ممثلا فى رجال الكهنوت هو من يعقد سر الاكليل المقدس.

وأضاف قائلا : أن الفعلχωριζέτω

لا يفرقه=let no man put  asunder

( صيغة امر)= لا تدع احد يفرق.(غير مسموح. طبعا فيما عدا الزنا)

χωριζέτω. ( خوريزيتو)

فعل فى زمن المضارع صيغة الأمر ، مبنى للمعلوم مصرف مع ضمير المفرد الغائب ، من الفعل. χωρίζω( خوريزو) بمعنى يفرّق او يشطر واداة النهى μήوبالتالى فأن المعنى المقصود أن سر الزواج يعقد بين الطرفين( جمعه الله) فهو ليس عقد بين ٢ بل ٣ لان الله - تبارك اسمه- هو الذى اسس الزواج فى الجنة منذ بدء الخليقة والفعل ( جمعه) ف الماضى لانه حدث مرة واحدة فقط للطرفين عند الزواج ؛ فالصيغة هنا صيغة:

 ( أمر)  يفيد النهى عن تفريق الزواج( imperative   ) يعنى ليست مجرد معلومة بل نهى واجب النفاذ وايضا فى زمن المضارع الذى يدل على ان الحدث بدأ ويستمريعنى أمر بعدم التفريق حتى نهاية حياتهما اى عدم فك رباط الزواج بالارادة الانسانية مهما كانت( ليس مجرد ارادة الزوج او الزوجة او اى شخص بل تشمل اى انسان) ويكون المفهوم الدقيق ان  ما جمعه الله ، نأمر انه لا يجوز لانسان ان يفرّقه مدى الحياة.

وذكر فرهاد انه فى عهد البابا بطرس السادس (البطريرك 104) المتنيح سنة 1726:

ابطل الطلاق للأسباب المتعددة، غير السبب الواحد الذي ذكره الكتاب. وقد حدث مناقشة في ذلك مع علماء المسلمين . فكتبوا له الفتاوى بأن هذا هو تعليم ديانته، وليس لأحد عليه معارضة. وصدر له بذلك فرمان من الوالى.

أقباط:ليكن الكتاب المقدس صادقا والكل كاذبا

ورأى ميشيل رشدى أن الله بين فى الكتاب المقدس أن  الطلاق أيام موسى النبي كان بسبب غلاظة القلوب بينما أن تصريحات الأسقف بتفسير كل منظر الى إمرأة بكونه زنى بها فى قلبه ويستحق الطلاق وبذلك ستزداد أعداد المطلقين وبالتالى تفسيره خطأ ويستحق المحاسبه عليه ويحمل خلط فى التفسير وخلال عهد البابا شنودة لم يكن يجرؤ بهذه التصريحات .

وأعرب الدكتور بطرس عبد المسيح أن مقطع الفيديو يحمل مغالطات كثيرة ولم يسمح القديس يوحنا ذهبى الفم بالطلاق أو يؤيد كلام الأسقف بل أن مفاهيم وتعاليم الكتاب المقدس ثابته وصالحه فى كل العصور وتفسيرها حسب الزمان ما هو الا رفض لتعاليمه ومن كان صامتا فى عهد البابا شنودة فليصمت إلى الأبد وليكن الكتاب المقدس صادقا والكل كاذبا.

تم نسخ الرابط