الأولى و الأخيرة

وفشلت روما:

نتنياهو يتحدى القاهرة والمقاومة ويضع شروطا لإفشال التفاوض

موقع الصفحة الأولى

كعادة الجولات السابقة لمفاوضات وقف حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتبادل الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية بالأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي.. انتهت مباحثات الأحد / 28 يوليو 2023 / بالعاصمة الإيطالية روما بدون تقدم.. أو كما وصفته هيئة البث الإسرائيلية كان لقاء من أجل اللقاء فقط ولم يحدث خلاله أي اختراق في المفاوضات غير المباشرة. 
لقاء روما والذي ضم رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، لم يصل لشيء يذكر بسبب رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين.
وكان وفد الاحتلال قد قدم وثيقةٍ توضح الموقفَ الإسرائيلي من مقترح الصفقة يتضمن التعديلات الجديدة التي أضافها رئيس وزراء حكومة الاحتلال وتم تسليمها للإدارة الأمريكية السبت /27 يوليو 2024 / لمناقشتها في اجتماع روما. 

 


ووفقا لموقعي "واينت" و"واللا" الإسرائيليين فأن الاقتراح يتضمن إنشاء آلية أجنبية لمراقبة عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع لشماله لتجنب دخول أي مسلحين، ومنع نقل الأسلحة، دون تحديد كيفية عمل هذه الآلية أو من سيكون المسؤول عنها.. كما تضمن المقترح تغييرات في المواقع التي ستتم فيها إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في المرحلة الأولى من الصفقة، بالإضافة إلى شرط بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر خلال تنفيذ المرحلة الأولى. 
وأبلغ المفاوضين الإسرائيليين، وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نظرائهم في الاجتماع عدم مغادرةَ الجيش الإسرائيلي محورَ فيلادلفيا" صلاح الدين" إلا إذا تم تركيب أجهزة كشفٍ عن الأنفاق، إضافة إلى بناء حواجزَ تحت الأرض لمنع بناء الأنفاق، والحصول المسبق على أسماء الأسرى الأحياء لدى المقاومة الفلسطينية الذين سيفرج عنهم في الدفعة الأولى وذلك وفقا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي.

مفاوضات تفصيلية


وكان موقع "واللا" الإسرائيلي قد قال قبل عقد الاجتماع "أنه من غير المتوقع أن يتضمن اجتماع روما مفاوضات تفصيلية بشأن الفجوات المتبقية، في حين سيجري التركيز، بصورة أساسية، على استراتيجية المضي قدماً، إذ لا يأمل المفاوضون الإسرائيليون أن يؤدي الاجتماع في روما إلى انفراجه ما" بسبب مقترحات نتنياهو، الذي يريد / وفقا لموقع أكسيوس الأمريكي نقلا عن مسؤول إسرائيلي/ صفقة من المستحيل الحصول عليها، في الوقت الحالي، وهو غير مستعد للتحرك وبالتالي قد نتجه نحو أزمة في المفاوضات بدلا من صفقة.
واستبعدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية نقلا عن مصادر في فريق التفاوض الإسرائيلي إرسال الوسطاء الردّ الإسرائيلي المحدّث إلى حماس.
وفي سياق متصل ذكرت مصادر فلسطينية أنّ حركة حماس، ترفض استلام أيّ مقترحات جديدة، وأنّها تُصرّ على اعتماد المقترح الأخير الذي كانت قد سلّمته إلى الوسطاء.. وأنّ الحركة متمسكة بموقفها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزّة، بما في ذلك محورا نتساريم وفيلادلفيا.. كما أبلغت حماس الوسطاء عدم قبولها أيّ صيغةٍ جديدة لا تتضمن نصاً واضحاً على وقف إطلاق النار.
وهذا ما أكده موقع «واللا» الإسرائيلي، الذي أشار إلى أن كبار المسؤولين في فريق التفاوض والجهاز الأمني يرون أن حركة حماس لن تقبل بالمقترح المُعدل، وأن ذلك سيؤدي إلى أزمة في محادثات روما.
فضلا عن تمسك القاهرة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان حرية حركة المواطنين في القطاع، والانسحاب الكامل من محور صلاح الدين "فيلادلفيا" ومعبر رفح من الجانب الفلسطيني وأن ما تطرحه إسرائيل مخالف لاتفاق المعابر 2005 واتفاقية كامب ديفيد.

 


وفي الوقت الذي اتهم فيه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إسرائيل بـعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة ووضع العراقيل في كل جولة مفاوضات.. ترى حركة حماس والمقاومة الفلسطينية تعتقد أن لقاءات روما جزء من مسلسل "المماطلة والتسويف الاسرائيلي لتحقيق مزيد من المكاسب"، لأنها ليست معنية بمسار التفاوض وتريد تعزيز أنشطتها الاجرامية في غزة.
هذا، وقد حملت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نتنياهو وائتلافه الحكومي مسؤولية مصير الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، لأنهم ينظرون إلى الاعتبارات الأخلاقية وحتى الأمنية على أنها هامشية وأن الاعتبار السياسي أهم وأبقى.. وأن نتنياهو يخطئ الحقيقة عن علم بقوله إن "الأسرى يعانون لكنهم لا يموتون". وفي الحقيقة الأسرى يعانون وبعضهم يموتون.
ويأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر يوميا ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والتي وصل عددها وفقا للمكتب الإعلامي للحكومة الفلسطينية إلى 300 مجزرة على مدى 296 يوما أدت لاستشهاد 39324 وإصابة 90830 منذ السابع من أكتوبر الماضي.. بخلاف عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وأكثر من عشرة ألاف مفقود.

تم نسخ الرابط