جدل حول التوقيت والفائدة
ازدواج قناة السويس.. من صفقة رأس الحكمة إلى الرد الإسرائيلي المفاجئ
برغم خروج الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، كاشفا عن مصدر تمويل المشروع المقترح لازدواج قناة السويس، ونفيه أن تكون لأموال صفقة رأس الحكمة دورا في المشروع، حال تنفيذه، إلا أن تصريحات "ربيع" لم توقف الجدل حول أهمية المشروع، وفائدته، وتوقيته، وبالطبع مصادر تمويله، خاصة في ظل انخفاض حركة المرور في القناة بشكل كبير هذا العام بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
علاقة مشروع ازدواج قناة السويس بصفقة رأس الحكمة
وكان رئيس هيئة قناة السويس نفى في تصريحات تلفزيونية، تمويل مشروع ازدواج قناة السويس المقترح من أموال صفقة رأس الحكمة، وقال إن تمويل المشروع سيكون من الميزانية الاستثمارية للهيئة، دون أن تتحمل الموازنة العامة للدولة أعباء إضافية، إضافة إلى أن التنفيذ ستتولاه قاطرات وكراكات "قناة السويس"، كما نفى يشكل قاطع الاقتراب من أموال الصندوق السيادي للهيئة.
وقبلها، كشف "ربيع" عن دراسة مشروع للازدواج الكامل للمجرى الملاحي لقناة السويس، وأن تلك الدراسة تشمل دراسات الجدوى والبيئية والهندسية والمدنية وبحوث التربة والتكريك، والتي تجريها الهيئة بالتعاون مع كبرى الشركات الاستشارية العالمية المتخصصة في هذا المجال، على أن تنتهي خلال حوالي 16 شهرا.
وبعد الانتهاء من دراسة ازواج قناة السويس، سيعرض المشروع على الحكومة، مع توفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروع المقترح من الميزانية الاستثمارية للهيئة، والتي تعتمدها وزارة المالية، دون أن تتحمل الموازنة العامة للدولة أعباء إضافية.
وأشار الفريق أسامة ربيع، إلى أن الميزانية الاستثمارية للهيئة نجحت في تغطية جميع مشروعات تطوير المجرى الملاحي لقناة السويس منذ عام 2019، والتي شملت أيضا شراء القاطرات وتطوير اللنشات والكراكات، وتشغيل القطاع الجنوبي، دون أن تتحمل الموازنة العامة للدولة أي مليم.
أهداف مشروع ازدواج قناة السويس
وعن أهداف مشروع ازدواج قناة السويس، قال "ربيع" إن تحقيق الازدواج الكامل للقناة في الاتجاهين، سيؤدي إلى رفع تصنيف القناة وزيادة تنافسيتها، مع رفع قدرتها العددية والاستيعابية لاستيعاب جميع فئات وأحجام السفن العالمية.
وكشف "ربيع" عن إتمام المرحلة الأولى من مشروع تطوير القطاع الجنوبي بتوسعة قناة السويس 40 مترا جهة الشرق من الكيلو 132 ترقيم قناة إلى الكيلو 162 كم، مع العمل على الانتهاء من الجزء الثاني من تطوير القطاع الجنوبي بمشروع ازدواج قناة السويس عند البحيرات المرة الصغرى بطول 10 كيلو مترا، من الكيلو 122 ترقيم قناة إلى الكيلو 132، والذي استلزم إزالة حوالي 46.5 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه، ووصلت نسبة الإنجاز إلى 75%.
فائدة مشروع ازدواج قناة السويس
وعن تفاصيل مشروع ازدواج قناة السويس، والذي تتم دراسته بالتعاون مع شركتين دوليتين، قال "ربيع" إنه تجرى حاليا عملية ازدواج لمسافة 10 كيلو مترات في البحيرات المرة الصغرى والكبرى، والتي سيتم ضمها إلى قناة السويس الجديدة، ليكون طولها 82 كيلومترا بدلا 72 كيلومترا حاليا، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة عدد السفن التي تعبر القناة.
ولفت "ربيع" إلى أن قناة السويس لا يوجد فيها ازدواج كامل حاليا، وهناك حوالي 80 كيلومترا كوصلة فردية بدون ازدواج، 50 كيلومترا في الشمال و30 كيلومترا في الجنوب.
وفي حالة إتمام مشروع الازدواج، ستستوعب قناة السويس حوالي 140 سفينة بدلا من 101 سفينة في الوقت الحالي، في ظل النمو المتوقع في عدد السفن السنوية نتيجة زيادة حجم وحركة التجارة العالمية.
ومن فوائد المشروع أيضا، حسب الفريق أسامة ربيع، خفض عدد ساعات مرور السفن من 11 ساعة إلى 9.5 ساعة، ولكن الأهم هو ضمان الأمان الكامل للملاحة، ونتذكر أن حادثة سفينة «إيفر جيفن» كانت في القطاع الجنوبي نتيجة عدم وجود ازدواج.
رد إسرائيل على مشروع ازدواج قناة السويس
وعند الحديث عن قناة السويس، لابد من مراقبة ردود الفعل والنوايا الصهيونية، خاصة بعد تزايد الحديث عن مشروع قناة بن جوريون، والذي يستهدف ربط ميناء إيلات على البحر الأحمر مع ميناء عسقلان على البحر المتوسط، والمجاور للحدود الشمالية لقطاع غزة، ويرمي الكيان الصهيوني من وراء المشروع، حال إتمامه، إلى منافسة قناة السويس.
ولكن بعد الكشف عن دراسة هيئة قناة السويس لمشروع ازواج المجرى الملاحي، خرجت الصحافة الصهيونية لتعلق على المشروع، وقالت إنه يستهدف زيادة حجم التجارة العابرة في القناة، عبر اختصار زمن العبور ومنع الاختناقات المرورية.
ولفتت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الصهيونية، إلى أن قناة السويس يمر عبرها حوالي 12% من التجارة البحرية العالمية.
وذكرت الصحيفة انه حال تنفيذ مشروع ازدواج قناة السويس، فسيسمح بالحركة الدائمة والمستمرة في القناة، دون الحاجة إلى تنسيق أو تعطيل بحيث لن يسمح بالحركة في أقسام معينة إلا في اتجاه واحد
أما موقع port2port الصهيوني، والمتخصص في أخبار النقل والمواصلات، فقال إن الدراسة المصرية لمشروع ازواج المجرى الملاحي تأتي برغم انخفاض حركة المرور في قناة السويس بشكل كبير هذا العام نتيجة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ولكن القاهرة تدرس المشروع استعدادا لزيادة حركة المرور بعد ذلك، ولكن الموقع أشار إلى تحديات كبيرة لتمويل المشروع المقترح، مع محدودية الموارد المالية ومصادر الدخل.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قال من قبل إن ازدواج قناة السويس من خلال القناة الجديدة، قضى بشكل كامل على كل ما أثير حول وجود مسارات بديلة أو منافسة للقناة.
وتم افتتاح قناة السويس في يوم 17 نوفمبر 1869، وتمتد قناة السويس من بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط، إلى السويس الواقعة على خليج السويس بالبحر الأحمر.