و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

خطايا القمص جبرائيل فى الكشح

استغل الأحداث لاكتساب "شعبية "وزايد على أسقف سوهاج والبلينا من أجل "الشهرة"

موقع الصفحة الأولى

لا يمكن إنكار وجود مناخ مشحون طائفيا بقرية الكشح التابعة لمركز دار السلام في سوهاج منذ سنوات يخرج مثل السحابة السوداؤ ثم يتلاشى بين الحين والأخر وهى إستثناء وليست القاعدة العامة فى محافظة سوهاج التى تحظى بترابط وثيق بين الأقباط والمسلمين منذ القدم ويغلب على سكانها طابع أولاد البلد والكرم و يتبادلا الزيارات والمواجب فى الأفراح والأحزان وهى الروح السائدة بين أبناء الوطن الواحد التى لا تفرق بل تجمع .

و نالت الكشح  حظا سيئا لأسباب متشابكة ترجع لطبيعتها الديموغرافية نظرا لكون الغالبية العظمى من سكانها أقباط مع عدم وجود خدمات البنية التحتية التى يمكنها إنعاش قرية لتصير على سطح الحياة الأدمية ولكن هذا هو الحال الذى خلق مناخ متأجج بالصراع والإضطرابات فى الوقت الذى كان لمركز دار السلام  المجاور الحظ الأوفر فى خدمات التعليم والعلاج و الترفيه مما قضى على عوامل إشتعال الفتن.

 

أصل الحكاية

لكى تتجلى الصورة كاملة يجب عرض أصل الأزمة التاريخية فى تلك القرية " المنكوبة" والتى شهدت أول أزمة عام ١٩٩٨ بوقوع مشاجرة بين ثلاثة أصدقاء إنتهت بمقتل إثنين أقباط منهم والقبض على الجانى ومن وقتها أصيبت النفوس بمرارة ولم تعد الأمور على طبيعتها حتى حدثت مآساة أطلقوا عليها " الكشح٢" بسبب خلاف بين تجار أقباط ومسلمين على الماليات وعلى أثرها نشبت اشتباكات عنيفة أودت بحياة ٢١ قبطى وتم القبض على الجناة ومحاكمتهم الا أن الحكم بعد الطعن لم يروق للبعض بعد تبرئة ساحة المتهمين لكون الإتهام "مشاع " ولا يمكن حصر المتورطين فيه.

 

خطايا القمص جبرائيل فى الكشح

رسم القمص جبرائيل عبد المسيح كاهنا عام ٨٧ على كنيسة الملاك والشهداء بقرية الكشح وتمت ترقيته قمص عام ٢٠٠٠ بعد حادثه الكشح الثانية بغرض رفع المعنويات.

خرج القمص جبرائيل عبد المسيح ينوح خارجيا وداخليا ويستنجد بالمجتمع الدولى ووسائل الأنباء الأجنبية من تلقاء ذاته ودون الحصول على اذن من الأسقف الخاضع له يدلى بتصريحات جهنمية عن وجود " إضطهاد" للأقباط فى الكشح و تربص بهم  وبالطبع اتت تصريحاته على طبق من فضه لممثلى الحكومات العالمية ومنظمات حقوق الإنسان لتبرير التدخل فى شئون مصر واللعب بورقة الفتنة لتنفيذ أجنداتهم المشبوهه.

ودون القمص جبرائيل سلسلة مقالات لسنوات فى بعض الصحف الأجنبية تحمل صورته الشخصية بجانب صحف أخرى ذات طابع قبطى وقتها وكان يشترى منها مئات النسخ ليوزعها على مريديه ومعجبية بعد أن تحول من كاهن روحانى إلى زعيم سياسى له معارف وإتصالات خارج مصر يتابعونه و يلبون طلباته ويدعمونه ماديا ولوجستيا.

وبعد فترة قصيرة لمع أسمه فى كل الأوساط الدولية وساحات حقوق الإنسان مثل منظمة الأمم المتحدة و Human rights watch وبدأت تصله دعوات لحضور مؤتمرات ومنتديات دولية للحديث عن أحداث الكشح وبالفعل تم الإتفاق مع الدكتور وليم ويصا لعمل كتاب عن الكشح حمل عنوان " الكشح والحقيقة الغائبة" كال خلاله الإتهامات للداخلية والبرلمان والإعلام المصرى بالتواطؤ مع الجناة عن طريق عدم عرض الحقائق الكاملة للأحداث وتمت ترجمته لعدة لغات بعد أن تحول الى مادة خصبة على موائد المنظمات الحقوقية الأجنبية .

استغلال حالة الأنبا ويصا الصحية

 

استغل القمص جبرائيل حالة الأنبا ويصا" أسقف سوهاج والبلينا"  الصحية للظهور وممارسه هوايته المفضلة بحثا عن الشهرة و الشعبية لاسيما بعد إصابته الأخيرة والتى حدت من حركته وإجراءه عمليات جراحيه بالقدم مما ساهم فى إفساح الطريق للقمص ولكن ليس دائما تأتى الرياح بما تشتهيه السفن ؛ فبعد أن خرج مؤخرا بتصريحات عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعى معلنا عن وقوع كارثة جديدة فى الكشح ووجه إستغاثات لجهاز الأمن الوطنى و الأمن العام وتحديد موعد لمقابلة المسئولين لتوضيح أمور وصفها " بالخطيرة" وعن وجود تهديدات بتكرار مذبحة عام٢٠٠٠ مرة أخرى بعد تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعى مقطع فيديو لمشاجرة فى قرية الكشح ؛ سرعان ما نشرت مطرانية سوهاج والبلينا بيان رسمى مذيلا بتوقيع الأنبا ويصا يخالف تصريحات القمص  ويؤكد على استقرار الأمور وأن ما تم نشره بواسطة الكاهن يمثل بعض الخلافات الفردية تنتج عن أمور الحياة اليومية وبعد أن تم التواصل معه أقر بأن ما قام بنشره لحرصة على سرعة إحتواء الخلافات لعدم تصاعدها.

 والسؤال الأهم إذا سلمنا جدلا بوجود بعض العناصر الإجرامية أو المتطرفة فى قرية الكشح وضواحيها بمحافظة سوهاج التى يوجد بها حوالى عشرة كنائس وعشرات القساوسة ؛ لماذا لا يخرج فى كل مرة سوى القمص جبرائيل للحديث عن الأزمات ولا يخرج بقية القساوسة أو الأنبا ويصا بنفسه؟ الا إذا كان الأمر يعد داخل ذهنه فقط دون غيره.

تم نسخ الرابط