بعد استهداف الاحتلال للمدارس
افتتاح مدارس فلسطينية في مصر لتعليم 15 ألف طالب من غزة
لم تكن مجزرة مدرسة أبو عريبان بمخيم النصيرات في غزة أولى المجازر الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين بالمدارس ضمن حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .. فلقد دمر جيش الاحتلال على مدى 280 يوما 115 مدرسة وجامعة بشكل كلي و328 مدرسة وجامعة بشكل جزئي وذلك وفقا لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني بقطاع غزة.
وقد أدى استهداف الاحتلال للمدارس بحرمان أكثر من 630 ألف طالب وطالبة بقطاع غزة من استكمال عامهم الدراسي ، حيث قامت قوات الاحتلال بهدم وإخراج أكثر من 85% من مدارس القطاع عن الخدمة ..
وفي ذلك السياق أوضح وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني أمجد برهم تدمير 280 مدرسة في قطاع غزة من إجمالي 309 مدارس وباقي المدارس تحولت لمراكز إيواء للمواطنين الذين هدمت منازلهم .. أما الجامعات فقد تعرض 30 مبنى وهو ما يمثل أكثر من 75% من مبانيها للتدمير والمباني المتبقية تحولت أيضا لمراكز إيواء، ما أدى إلى حرمان نحو 88 ألف طالب وطالبة بالقطاع من الالتحاق بالعملية التعليمية الجامعية .
وفي سياق سعي السلطة الفلسطينية لإغاثة قطاع التعليم بقطاع غزة ، أعلن برهم عن زيارته للقاهرة خلال الأيام القليلة القادمة للترتيب لافتتاح مدارس فلسطينية في مصر لطلبة قطاع غزة المتواجدين هناك، والذين يصل عددهم نحو 15 ألف طالب.. أما طلبة الثانوية العامة في القطاع سيكون لهم خطط فور انتهاء العدوان الإسرائيلي..
علماً بأن 1090 طالب ثانوي من العالقين في مصر يؤدون حالياً امتحانات الثانوية العامة سواء طلبة العام الدراسي 2023 / 2024 ، وطلاب المنازل والطلاب الراسبين من العام الماضي في مادة أو مادتين.. فضلاً عن أن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قامت بافتتاح 19 مدرسة بالضفة الغربية ، لتعليم طلاب غزة المتواجدين في الخارج للتعليم عن بُعد والبالغ عددهم 11 ألف طالب وطالبة، وقد تطوع معلمون ومعلمات ومديرو مدارس ومشرفون تربويون.
وأوضح برهم في بيان صحفي أن مجلس الجامعات الفلسطينية عقد اجتماعا بحضور جامعات قطاع غزة لبحث آليات انعاش العملية التعليمية، وإعادة مسارها ومحاولة إنقاذ العام الأكاديمي لطلبة القطاع، وتوفير فرص التدريب العملي لطلبة كليات الطب، وطب الأسنان، والهندسة، والمختبرات الطبية في جامعات الدول الصديقة، وتوفير أماكن لتدريب الطلبة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على إرسال هؤلاء الطلبة إلى جامعات مصر، وباكستان، وجنوب أفريقيا، وتوفير كل المنح الخاصة بهم للالتحاق بهذه الكليات.. مشيراً إلى أن جزء من هؤلاء الطلبة متواجد في جمهورية مصر العربية، والجزء الآخر في غزة يقوم بالدراسة عن بعد.
باب الأزهر مفتوح لطلاب فلسطين
وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قد قرر بالسماح لطلاب وطالبات المعاهد الأزهرية في غزة وخانيونس وشمال غزة باستكمال دراستهم وأداء امتحانات الثانوية الأزهرية بقسميها العلمي والآدبي ..
ووجه شيخ الأزهر باستقبال الطلاب المتواجدين في مصر، في بيت شباب ١٥ مايو التابع للأزهر، وتوفير كل سبل الإعاشة والإقامة طوال فترة الامتحانات؛ حرصًا على مستقبلهم وعدم إضاعة سنة دراسية عليهم.
وخلال استقبال شيخ الأزهر لهم قال "لقد تألمتْ قلوبنا طيلة الأشهر الماضية منذ بدء العدوان، وعشنا معكم المأساة الإنسانية التي عانيتم منها يومًا بعد يوم، ولكن لقاءنا بكم اليوم بعث فينا الأمل من جديد، لقد علمتم العالم معنى الصمود والمثابرة والأمل والثقة في الله، وأرى ذلك في صمودكم وإصراركم على استكمال تعليمكم، ونحن في الأزهر الشريف نسعد بتواجدكم معنا، وسوف نعمل على توفير كل سبل الراحة لضمان تفوقكم، وبابي وباب الأزهر مفتوحٌ لكم في أي ساعة حللتم من ليل أو نهار" ، مؤكدا متابعته لأحوال الطلاب على مدار الساعة للوقوف على كل احتياجاتهم وتلبيتها في أسرع وقت.
ومن جانبهم قال الطلاب والطالبات "لقد كتب الله لنا النجاة بعدما قُصفتْ منازلنا ومعاهدنا، وفقدنا كثيرًا من أصدقائنا وأقاربنا، ووفقنا الله للانتقال إلى مصر، ووجدنا الأمل في الأزهر الشريف وفي شيخه؛ حيث استكملنا دراستنا، وتلقينا كل أوجه الدعم الذي ساعدنا على استكمال دراستنا والتركيز في تحصيل المواد بعدما كان حلم استكمال الدراسة يبدو بعيد المنال ".