الأولى و الأخيرة

موقع الصفحة الأولى

انتهى ماراثون انتظار الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة والتعيينات الخاصة بالمحافظين دون حصول أحد على درع "وصدقت التوقعات" حيث دخلت وسائل الإعلام في سباق ضرب الودع حول ترشيحات رئيس الوزراء وتعددت الأسماء حتى حسم الأمر بإعادة تكليف الدكتور مصطفى مدبولي لتشكيل الحكومة للمرة الثانية.
ولم يهدأ ضرب الودع بشأن الوزراء والوزارات المستحدثة. 
وبدأت الجمائل والتمنيات بترشيح أسماء بعينها لوزارات معينة والأسباب الداعية لتلك الشخصية لتولي المنصب الوزاري.. أنفض مولد ضرب الودع بأن الحكومة الجديدة مكونة من 31 وزارة وتم استبعاد 20 وزيراً.
الجديد في الحكومة الجديدة تعيين 23 نائبا للوزراء بينهم 3 لكل من وزارتي النقل والاتصالات، و2 لوزارات التربية والتعليم، والمالية، والخارجية والهجرة.. والجديد أيضاً تعيين نائبين لرئيس الوزراء هما كامل الوزير وخالد عبد الغفار.
أنفض مولد ضرب الودع دون أن يحصل أحد على درع "وصدقت التوقعات".
 

 تعجب واستفهام 
 

التشكيل الوزاري الجديد حمل ما أطلق عليه النزول بسن الوزراء إلى 59 عاما وتعيين أصغر وزير بتولي وزارة الإسكان شابا يبلغ من العمر 42 عاما، وملئ الضجيج أركان الإعلام المصري وكأنه حدث لم يشهده العالم من قبل علما بأنه في يناير من العام الجاري جرى تعيين شاب عمره 34 عاما رئاسة الوزراء في فرنسا!! 
الحديث عن النزول بأعمار الوزراء وكأننا أمام فريق كروي جرى تجديد عناصره باختيار لاعبين صغار السن لتحسين الأداء في الملعب لتحقيق بطولة في الموسم الجديد، فالعمر ليس مهما، الأهم الأداء فكريستيانو رينالدو يبلغ من العمر قرابة 37 عاما ويؤدي وكأنه في السابعة والعشرين وربما أقل بكثير.. ولاعب النادي الأهلي التونسي علي معلول دليل أخر على أن الأداء ليس بالسن. 
من الملاحظ أن معظم المصريين أصابتهم الدهشة من التشكيل الوزاري الجديد، فمثلا مدير إحدى المدارس الخاصة يستيقظ صباحا وبدلا من حضور طابور الصباح في المدرسة وتحية العلم المصري "إن كان يحدث في المدارس الخاصة" ذهب ليؤدي اليمين الدستورية وزيرا للتعليم.. هنا أضع علامات من التعجب وأسأل هل تطوير التعليم يتطلب ناظر مدرسة خاصة أم أستاذ بكلية التربية أو أحد الدكاترة المتخصصين بمركز بحوث التعليم يعرف مكمن الأزمة وحلها أو أحد، وكلاء وزارة التربية والتعليم؟ 
وأيضا وزارة الزراعة يتولاها رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي الحاصل على بكالوريوس في الأعمال والتجارة من جامعة عين شمس وقضى 40 عاما من عمره في مجال البنوك والمال.. ألم يكن من الأفضل الاستعانة بأحد الأساتذة بكليات الزراعة ولدينا في ذلك المجال خبراء عالميين؟ ألم يكن من الأنسب الاستعانة بأحد الخبراء بمركز البحوث الزراعية الممتلئ بالكفاءات وآلاف الأبحاث لتطوير وتجديد وتحديث الزراعة في مصر.
وما علاقة الحاصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وحتى وإن عمل بمجال الطيران بالسياحة والآثار؟
أسئلة كثيرة وعلامات متعددة من التعجب بشأن الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها بمبدأ التغيير من أجل التغيير.
ولا يسعنا في نهاية الحديث إلا أن نقول: لمصر مدبولي وشركاه.. وللشعب رب يحميه ويرعاه.. ولضاربي الودع الصبر والسلوان.

تم نسخ الرابط