وافدة من دول يتوطن بها المرض
وزارة الصحة تكشف حقيقة ظهور حالات إصابة بالملاريا في مصر
كشفت وزارة الصحة عن ظهور حالات إصابة بمرض الملاريا في البلاد كانت وافدة من دول يتوطن بها المرض.
وأكدت الوزارة في بيان عن وجود نظام ترصد قوي، قادر على الاكتشاف المبكر للحالات، وذلك من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية.
وأشارت إلى أن وزير الصحة قدم لمدير عام منظمة الصحة العالمية ملفا يتضمن جهود الوزارة في مواجهة المرض وإجراءات الحصول على الإشهاد بخلو مصر من الملاريا، للبدء في اتخاذ الخطوات اللازمة للتحقق من خلو مصر من المرض.
خلو مصر من المرض
من جانبه أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، استقبل وفدا من منظمة الصحة العالمية تمهيداً لحصول مصر على الإشهاد الدولي بالخلو من مرض الملاريا.
وأوضح أن فريق المنظمة قام بتنفيذ زيارة ميدانية، الأسبوع الماضي للتحقق من عدم حدوث سريان لمرض الملاريا داخل مصر.
وأشار عبدالغفار إلى أن فريق المنظمة قام بزيارة عددا من المستشفيات، والوحدات الصحية بمحافظات القاهرة، والفيوم، وأسوان، وذلك لمراجعة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تطبقها الدولة لمنع إعادة توطن مرض الملاريا بالبلاد، مضيفا أنه تمت مراجعة ملفات الحالات، وكذلك المعامل والأنظمة المساعدة ونظام الإحالة، وبروتوكولات العلاج المطبقة.
أدلة العمل القياسية
يذكر أن مصر كات أعلنت أن بعثة المنظمة قامت بزيارة معامل وحدات الملاريا، لمراجعة قدرة العاملين على التشخيص السليم والترصد المستمر للحالات، وزيارة وحدات مكافحة نواقل الأمراض بالمحافظات.
وفي نفس السياق، تأكدت البعثة من تطبيق إجراءات مكافحة البعوض الناقل للمرض، والمناطق التي تشكل خطورة في تزايد أعداده، وكذلك مراجعة إجراءات الإصحاح البيئي، وأدلة العمل القياسية الخاصة بترصد المرض، والإبلاغ الفوري عن أي حالات مكتشفة.
وأصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا أكدت خلاله، أنه تم الانتهاء من إعداد وتقديم ملف مصر خالية من الملاريا للحصول على شهادة من منظمة الصحة العالمية فى القضاء على الملاريا.
وأوضحت الوزارة أن هذا جاء نتيجة برامج التطعيم الوطنية المجانية الموسعة ضد الملاريا، ما قلل معدلات انتشار المرض بصورة كبيرة ومكن الدولة المصرية من إعداد ملف تمهيد لإعلان خلو مصر من الملاريا نهائيًا.
عشرينيات القرن الماضي
في عشرينيات القرن الماضي داهم وباء الملاريا محافظات الصعيد، ثم امتد لمحافظات القاهرة والإسكندرية والدلتا ومدن القناة.
كانت الضحايا بالآلاف وكانت مستشفيات الحميات غير موجودة في بعض المحافظات مثل محافظة قنا بصعيد مصر والتي كانت من ضمن المحافظات المنكوبة بالوباء.
ظهر وباء الملاريا، فيما كان الاعتماد على الطب الشعبي والأدوية المستخرجة من شجرة الكينيا، كما كانت هناك ندرة في المبيدات التي تقضي على البعوض، مما وضع الحكومة المصرية وقتها في ورطة بسبب كثرة الوفيات خصوصا في محافظات الصعيد.
وقررت الحكومة مع الموجة الأولى لوباء الملاريا عام 1926 وضع إجراءات للإنقاذ ومحاصرة الوباء من خلال استخدام المبيدات لقتل البعوض، وتوفير الأدوية بالمحافظات المنكوبة.
وحمى الملاريا؛ مرض شديد الانتشار يسبب العدوى للبشر ويتسبب في حالات وفاة كثيرة، وقد اجتاحت الملاريا معظم بلاد العالم، واجتاح مصر مرتين الاولي، في عشرينيات القرن الماضي في عهد الملك فؤاد، وأثناء الحرب العالمية الثانية في عهد فاروق الأول، وقد أوقعت الملاريا حسب الأحصائيات المنشورة وكما يؤكد المؤرخون والباحثون 100 ألف ضحية أغلبهم من محافظات الصعيد.