و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

أعراض تسمم الفسيخ

شم النسيم.. حرام عند السلفية وحلال في دار الإفتاء ومكروه بوزارة الصحة

موقع الصفحة الأولى

يتجدد الجدل كل عام قبل الاحتفال بأعياد الربيع و شم النسيم حول الفتوي السلفية بتحريم هذه المناسبة، وهو ما حسمته دار الإفتاء المصرية بالتأكيد علي مشروعية الاحتفال بشم النسيم باعتباره عادة مصرية أصيلة ومناسبة اجتماعية لا تخالف الشريعة الإسلامية.
يتمسك السلفيون المتشددون بتحريم الاحتفال بأعياد الربيع أو ما يعرف بـ شم النسيم ، بدعوي أنه عيدا وثنيا احتفل به الفراعنة كما أنه يوافق أعياد المسيحيين المخالفة للعقيدة الإسلامية. 


حرام شرعا عند السلفيين


ففي شم النسيم كل عام يكرر معظم مشايخ السلفية كأبي إسحاق الحويني فتواهم المعلنة بتحريم شم النسيم ، وتناول الأسماك بأنواعها البيض والرنجة في ذلك اليوم. 
وتذهب فتوي السلفيين إلي أن من يتناول الأسماك كالسردين والفسيخ والرنجة وغيرها من المأكولات المعروفة في هذا اليوم تحديدا احتفالا بمناسبة شم النسيم ، فهو آثم ورزقه حرام، مؤكدة أن جميع العلماء حرموا مشاركة المشركين في أعيادهم، وأثّموا فاعله. 
تلاميذ أبي إسحاق الحويني وجيل السلفية الصاعد لم يكتف بتحريم الاحتفال وتناول الأسماك والبيض، وإنما أضافوا مؤخرا تحريم بيع هذه الماكولات في تلك المناسبة؛ وقالوا: أنه يحرم على كل بائع أن يبيع في هذا اليوم أيّ مطعوم يقوم به هذا العيد، فلا يجوز بيع البيض أو الفسيخ أو الرنجة ومن فعل ذلك فهو آثم وكسبه حرام.

حلال لدي دار الإفتاء


لكن دار الإفتاء المصرية حسمت الجدل السنوي وتضطر لنشر فتواها بجواز الاحتفال بأعياد الربيع و شم النسيم ، مؤكدة أنه عادة مصرية أصيلة ومناسبة اجتماعية لا تخالف الشريعة الإسلامية، ولا ترتبط بأي معتقد ينافي الثوابت الإسلامية.
وتذكر فتوى دار الإفتاء المصرية، أن المصريين يحتفلون بـ شم النسيم بالترويح عن النفس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية مثل تلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعا، وليس فيها ما هو محرم.
وأشارت إلي إن أصل شم النسيم هو احتفال بدخول فصل الربيع، وهو شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان، فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة.
وإذا كان الاحتفال بـ شم النسيم حرام من الناحية الشرعية عند الجماعة السلفية، وحلال لدي علماء دار الإفتاء المصرية، فإنه مكروه عند وزارة الصحة.


مكروه في وزارة الصحة


والكراهة هنا ليس لها علاقة بالشرع والدين وإنما تحذير طبي من تناول الفسيخ تحديدا الذي يتسبب في مشاكل صحية عديدة.
مع أعياد شم النسيم في مصر، كل عام، ترفع وزارة الصحة حالة الطوارىء، وتصدر المناشدات والتحذيرات للمواطنين بعدم الإفراط في تناول الأسماك المملحة لاسيما الفسيخ الذى يسبب أزمات متكررة.
وعادة ما تناشد وزارة الصحة المواطنين بالتوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم فوراً عند ظهور أي أعراض مرضية خلال 24 ساعة من تناول الفسيخ، وذلك لإنقاذ حياته.
وبحسب الوصفات الطبية يتم إعطاء المصاب المصل المضاد للسم، وهو العلاج الوحيد له والمصرح به من قبل وزارة الصحة، ويتم عن طريق الحقن الوريدي ليتعادل مع جزيئات السم الذي يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان، وهو عبارة عن زجاجة "250 مللي" وقد يحتاج المصاب إلى 3 زجاجات من المصل، ويتراوح عمر المصل المضاد في الدورة الدموية من "5 – 8" أيام، وتزداد فاعليته عندما يؤخذ في الأيام الأولى من الإصابة ليمنع تطور الحالة وللحفاظ على سلامتها.


أعراض تسمم الفسيخ


وتقول وزارة الصحة أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر خلال 12 ساعة من تناول الفسيخ الملوث، وهي زغللة في العين وازدواجية في الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة في البلع وضعف بالعضلات، تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا، وتنتقل إلى باقي الجسم، إلي جانب حدوث ضيق بالتنفس وفشل في وظائف التنفس من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة.
وذكرت الوزارة أن السموم الموجودة فى الفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان، إلا إذا تعرض الفسيخ إلى درجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة 10 دقائق، مثل القلي في الزيت، وفقا لبيان للوزارة.
ورغم كل هذا الجدل وهذه المخاطر، يحتفل المصريون بعيد شم النسيم وبداية فصل الربيع منذ آلاف السنوات.
ويرتبط الاحتفال به بتناول أطعمة خاصة مرتبطة بالعادات والتقاليد، وتشمل القائمة البيض، والفسيخ، والسردين المملح، والملوحة، والرنجة، والخس، والبصل.

تم نسخ الرابط