الأولى و الأخيرة

في غزة والسودان واليمن وسوريا:

أطفال العرب قتلى الجوع والصراعات العسكرية والاحتلال

موقع الصفحة الأولى

انتهى عيد الأضحى وإجازته التي دامت عشرة أيام، ولكن يبقى سؤال سأله الشاعر أبو الطيب المتنبي:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
فقال عيد الأضحى جئت كما جاء عيد الفطر.
كيف جئت يا عيد؟
العيد: جئت حزينا على أهالي غزة المحرومين من الاحتفال بقدومي فقد منع الاحتلال إدخال الأضاحي إلى القطاع بإغلاقه معبري كرم أبو سالم ورفح الذي احتله وقام بإحراقه، مضيفا جريمة جديدة لسجل جرائمه السوداء وهو لازال يواصل قصفه لخيام النازحين والمنازل لإسقاط المزيد من القتلى والجرحى، ويستخدم منع إدخال المساعدات والغذاء كورقة ضغط سياسية ضد المدنيين لتكريس المجاعة التي أدت لفقدان 33 طفل حياتهم بسبب المجاعة وسوء التغذي وفقا لتقديرات المكتب الإعلامي الحكومة بقطاع غزة في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك.. فيما أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية توثيق وفاة 32 نتيجة سوء التغذية منها 28 حالة لأطفال دون سن الخامسة.
 

 جرائم إسرائيل بحق الأطفال تجاوزت 155 % 
 

وقد سجل تقرير الأمم المتحدة السنوي عن "الأطفال والصراع المسلح" زيادة نسبة الانتهاكات بحق الأطفال الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي بحوالي 155 % نتيجة استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان في غزة مما تسبب في قتل 15,694 طفل، و3600 طفال مفقودين فضلا عن إصابة قرابة 34 ألف طفل وذلك وفقا لتقديرات المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، الذي أوضح أن نحو 1500 طفل فقدوا أطرافهم أو عيونهم أو أصيبوا بعاهة مستدامة وأكثر من 200 مختطفين لدى الاحتلال، و17 ألف باتوا أيتاما 3 % منهم فقدوا كلا الوالدين.. وأكثر من 700 ألف طفل نزحوا قسرا.
وتكشف البيانات عن ضياع العام الدراسي لنحو 625 ألف طفل نتيجة لتدمير الاحتلال المدارس أو تحويلها لأماكن إيواء للنازحين.. بخلاف الوضع الصحي المتردي فنحو 98 % من أطفال غزة لا يجدون مياه صالحة للشرب التي تصل حصتهم منها لأقل من 3 لترات يوميا في الوقت الذي أصيب فيه 3500 طفل بأمراض مزمنة وهؤلاء معرضين للموت بسبب سوء التغذية وعدم توفر العناية الطبية اللازمة. 
المؤلم أن 60 ألف جنين في بطون أمهاتهم، معرضين للإجهاض والموت أو لتشوهات خلقية بسبب تأثيرات القنابل والمتفجرات.. ونحو 40 ألف رضيع لم يحصلوا على التطعيمات واللقاحات اللازمة بشكل منتظم. و82 ألف طفل ظهرت عليهم أعراض سوء التغذية، 35% منهم يعانون أعراض حادة.. علما بأن 450 ألف طفل معرضين للإصابة بسرطان الصدر وأمراض الجهاز التنفسي، بسبب الاعتماد على حرق مخلفات الركام لإعداد الطعام.
وقد تسببت كل هذه الجرائم الأمم المتحدة لإدراج الكيان الإسرائيلي ولأول مرة على "قائمته السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال بسبب قتل وتشويه الأطفال ومهاجمة المدارس والمستشفيات" 
 

 480 %.. الزيادة الصاعقة في السودان 
 

ويكرر المتنبي السؤال بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟
ويعيد ذات الإجابة حزينا يتيما في السودان فقد اتهمت منظمة "أطباء بلا حدود" قوات الدعم السريع بنهب الأدوية وسيارات الإسعاف وتخريب المراكز الصحية والمستشفيات وقتل المعاقين ذهنينا في الخرطوم بإطلاق الرصاص عليهم أو تعذيبهم حتى الموت.
كما أدرجت الأمم المتحدة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في قائمتها السوداء بعدما أظهر التقرير السنوي زيادة الانتهاكات التي وصفها بالخطرة ضد الأطفال خلال النزاع الدائر منذ الخامس عشر من إبريل 2023 بنسبة 480 % وهي زيادة صاعقة على حد وصف التقرير الأممي الذي أكد أن السودان تعيش كارثة إنسانية قد تدفع بالملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18..وكان تقرير لإحدى الهيئات العالمية المعنية بالغذاء المدعومة من الأمم المتحدة أوضح في مارس 2023 أن ما يقرب من خمسة ملايين شخص يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 3.6 مليون طفل دون سن الخامسة و1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة.
وتحققت الأمم المتحدة من 1721 انتهاكا خطيرا بحق 1526 طفلا في السودان بحلول عام 2023.. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" قد حذرت من خسارة جماعية لحياة الأطفال ومستقبلهم في السودان بوجود 14 مليون طفل بحاجة لمساعدات إنسانية و4 ملايين باتوا نازحين، هذا في الوقت الذي حذرت فيه منظمة "أنقذوا الطفولة" من موت ما يقرب من 230 ألف طفل وامرأة حامل وأم جديدة بسبب الجوع.
 

 سوريا.. السفينة الغارقة 
 

أما سوريا فهي سفينة غارقة تزايدت احتياجات شعبه بشكل كبير منذ بداية الحرب قبل 13 عاما، خاصة مع تحول الاهتمام العالمي إلى أزمات أخرى حتى أن المنسق الأممي للشؤون الإنسانية لسوريا قال "إن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 تبلغ أكثر من 4 مليارات دولار لم يتم تمويل سوى 0,02 % منها فقط رغم زيادة عدد المحتاجين للمساعدة من 15,3 مليون شخص عام 2023 إلى 16,7 مليون شخص عام 2024.
ووفقا لوصف الأمم المتحدة فقد أدى الصراع الأكثر فتكا بالمدنيين في العالم إلى انعدام الأمن الغذائي لأكثر من 12,9 مليون سوري ونزوح 7 ملايين داخليا وأكثر من مثلهم في البلدان المجاورة. 
أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف" فقد وصفت الوضع في سوريا بالنسبة للأطفال بأنه أحد أعقد حالات الطوارئ في العالم بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، والنزوح الجماعي، ودمار البنية التحتية العامة مما تسبب في عيش 90 % من الأسر في فقر وبات 7,5 مليون طفل سوري في حاجة للمساعدة، وقدرت المنظمة عدد الأطفال المصابين بالتقزم دون سن الخامسة بنحو 650 ألف طفل.
كما واجهت البلاد واحدة من أكبر أزمات التعليم في التاريخ الحديث، حيث دفع جيل كامل من الأطفال السوريين ثمن الصراع. والمرافق التعليمية مستنزفة، ولا يمكن استخدام العديد من المدارس لأنها دمرت أو تضررت أو آوت أسراً مشردة أو تستخدم لأغراض أخرى مما تسبب في خروج 2,4 مليون طفل من التعليم.


 

طفل يمني يموت كل 10 دقائق       
 

وفي اليمن الحزين يموت طفل كل 10 دقائق بسبب التفشي المتعاقب للأمراض المعدية مثل الكوليرا والحصبة والدفتريا ونقص اللقاحات اللازمة للعلاج فضلا عن أن 50 % من المرافق الصحية تعمل في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات والموظفين. فضلاً عن سوء التغذية ونقص المياه الصالحة للشرب وفي ذلك السياق تذكر التقارير الأممية أن 15,3 مليون يمني يعانون من نقص مياه الشرب بينهم 8 ملايين طفل، وأن اليمن البالغ تعداد سكانه 32,2 مليون نسمة بينهم 21,6 مليون مواطن بحاجة لمساعدات إنسانية بينهم 11 مليون طفل.. ووفقا لتقديرات اليونيسيف "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" فإن 4 أطفال من بين كل خمسة أطفال في حاجة للمساعدة.
المعارك الدائرة باليمن منذ مارس 2015 وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية أدت لمقتل وإصابة 11 ألف و200 يمني.. ونزوح أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون بينهم 2,3 مليون طفل فيما تقدر بعض المنظمات الإنسانية عدد الأطفال النازحين داخليا بنحو 3,1 مليون طفل.
مأساة اليمن وأطفاله نتيجة الصراع العسكري طالت التعليم فقد تم تدمير 2900 مدرسة مما أدى لخروج 2,7 مليون طفل من المدارس.. والأخطر في أزمة اليمن هو تجنيد الأطفال في الصراع الدائر حيث تم تجنيد أكثر من 4 ألاف طفل من قبل الجبهات المتصارعة.
 

 315 ألف انتهاك للأطفال في 17 عاما  
 

وتأتي تلك الأوضاع في وقت وثق فيه تقرير للأمم المتحدة 315 ألف انتهاك ضد الأطفال في 30 حالة صراع في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية ما بين 2005 و2022 (أي على مدى 17 عاما) منها مقتل أو تشويه 120 ألف طفل وقيام القوات والجماعات المسلحة بتجنيد 105 ألف طفل واختطاف 32 ألف و500 طفل، إلى جانب تعرض 16 ألف طفل للعنف الجنسي.. 
الأمم المتحدة تحققت أيضا من تعرض 16 ألف مدرسة ومستشفى للهجوم من قبل المتصارعين، و22 ألف حالة لمنع وصول المساعدات الإنسانية على مستوى العالم.   
وأعربت الأمم المتحدة عن آسفها لضعف التمويل المتاح والذي لا يتناسب مع المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في مناطق الصراعات، حيث يتطلب قطاع حماية الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة ما بين مليار و1,37 مليار دولار خلال الفترة من 2024 وحتى 2026 لتتمكن المؤسسات الأممية المعنية بالطفولة من لم شمل الأسرة ودعم الصحة العقلية ومنع التجنيد في الجماعات المسلحة.. في حين بلغ العجز في العام الجاري (2024) 835 مليون دولار ويتوقع زيادته إلى 941 ملين دولار عام 2026.

تم نسخ الرابط