المصريون سبقوا الحكومة
مطاعم الجنة.. شبابيبك الفقراء علي الوجبات السعيدة 💚
لم يكن افتتاح أول مطاعم سلسلة "الأخوة الإنسانية"، الذي يوفر وجبات غذائية متكاملة ومجانية للأسر الأولى بالرعاية تحت إشراف وزارة التضامن، هو الاول من نوعه في مصر، فقد سبق المصريون الحكومة في تعزيز التكافل المجتمعي والإحساس بحالة الفقر المدقع التى صاحبت عملية الاصلاح الاقتصادي.
الحكومة شاركت في دعم هذه المطاعم من خلال برامج دعم المواطنين بقطاع التكافل الاجتماعي في بنك ناصر، تنفيذاً للبروتوكول الذي تم توقيعه بين الوزارة ومؤسسة الأخوة الإنسانية في مايو الماضي، بشأن مبادرة تقديم وجبات طعام متكاملة غذائياً ومجانية للأسر الأولى بالرعاية وللأفراد غير القادرين داخل المطعم، كما يقدم الطعام بطريقة تحفظ كرامتهم عبر التعامل معهم تماما كعملاء المطاعم.
الوجبة السعيدة
وكشفت الوزارة أن فكرة المطعم ترتكز على مبدأ الأخوة والتكافل، حيث سيتم تقديم وجبات إلى جميع الفئات في المجتمع من خلال مساهمة القادر على تحمل عبء تكلفة وجبة غير القادر، وسيكون بمقدور الأشخاص والهيئات الراغبة في مساندة هذه المبادرة شحن بطاقات مُسبقة الدفع لتحمل تكاليف وجبات الأسر المستهدف مساعدتها، مضيفة أن المبادرة ستقوم بجمع التبرعات والمساهمات المختلفة من أصحاب المسؤولية المجتمعية الراغبين في الانضمام.
وحسب الوزارة فإن المطعم يقدم قائمة طعام موحدة لجميع الفئات، تحتوي على العديد من الخيارات، ويوجد بها وجبات مخصصة
للأطفال بقيمة غذائية وصحية متكاملة على غرار تجربة "الوجبة السعيدة" في المطاعم التجارية.
الإحساس بالمسئولية
الإحساس بالمسئولية المجتمعية، كان السبق فيها للمواطنين وأصحاب المطاعم السياحية والشعبية كذلك في تجربة ذابت فيها الانتماءات الطبقية والدينية والسياسية، ومحاولة جادة للتكافل - في وقت الأزمة الاقتصادية الطاحنة - وضمان حق الحصول علي طعام للفقراء المتعففين.
التجربة الأولي كانت في مدينة 6 أكتوبر، وتحت شعار "فاعل خير"، و"تعال أكتوبر وكل ببلاش"، نجح صاحب مطعم فى اجتذاب عدد كبير من سكان المدينة والمدن المجاورة، وإقناعهم بفعل الخير عن طريق شراء وجبات إضافية وتركها للمواطنين الفقراء، وبادر صاحب المطعم برفع إعلان يقول فيه : تعالي كل وجبات "الفراخ المشوية والأرز والمناقيش والشاورما، وأطباق متنوعة من المأكولات المصرية والسورية" ببلاش لو أنت محتاج دون احراج.
ونجح صاحب المطعم فى جذب أعداد كبيرة من المواطنين سواء الراغبين بالمساهمة فى فعل الخير أو الفقراء والمحتاجين، وتمكن صاحبها من تقديم جميع المأكولات التى لا يستطيع الفقراء شراءها، وتوفير عشرات الإيصالات المدفوعة التى وضعها فى مكان أمام المحل، بحيث يستطيع الفقير أو المحتاج أخذ ما يريد منها ويقف أمام قسم استلام المأكولات دون المرور علي "الكاشير" مثل أى زبون.
استنساخ الفكرة
وبعد شيوع الفكرة وانتشارها بين المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تم استنساخها في عدد من المناطق الشعبية بالقاهرة والجيزة، وسارع بعض أصحاب المطاعم المختلفة الي رفع لافتات تدعو المحتاجين لأخذ ما يكفيهم من الطعام مجانا.
ففي ميدان المساحة بالدقي، أعلن مطعم للكبدة عن تقديم ساندوتشات وشطائر الكبدة والسجق والشاورما للمحتاجين مجانا لمدة ساعة واحدة يوميا من الخامسة مساءا وحتى السادسة.
المبادرة التي قام بها أصحاب المطعم لاقت إعجاب الرواد والمترددين علي المطعم، وحرص عدد كبير من زبائن المطعم علي المشاركة فيها والتبرع بالأموال لزيادة الحصة المقررة للمحتاجين، فيما عرض رجل أعمال التبرع بقيمة الوجبات المجانية لعدة أيام، فيما عرض آخر التبرع بمبلغ كبير يكفي ثمن الوجبات المخصصة للفقراء والمحتاجين لمدة عام.
مطاعم الخير
كما انتشرت الفكرة في محافظات مصر المختلفة، ففي مدينة الاسكندرية، أعلنت إحدي السيدات عن مشروع مطعم الخير، لتوزيع وجبات مجانية على الأسر الفقيرة والمشردين بالشوارع خاصة في الأوقات ذات الطقس البارد، وذلك لسد جوعهم ومساعدتهم في الحصول على طعامهم بشكل يومي، وتوزع هذه الوجبات من خلال جدول يومي على فقراء المنطقة بأكلمها، ويحرص القائمون على المبادرة توزيع الطعام في توقيت الغداء، ويتم إنتاج ما يقرب من 250 وجبة مجانية.
وبحسب مسئولي المبادرة فيتم توزيع هذه الوجبات المجانية على الأسر من خلال عمل بحث اجتماعي، أما بالنسبة إلى المشردين فيتم توزيع الطعام عليهم من خلال البحث عنهم بالشوارع، وذلك عن طريق بعض المتطوعين الذين يتولون هذه المهمة.
وفي مدينة طنطا، رفع صاحب أحد أفران الخبز لافتة تدعو المحتاجين الي الحصول علي الخبز مجانا، دون الحاجة للوقوف في طابور الزبائن.