لإنكارها جرائم بشار الأسد
قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين يثير إنقساما.. وفنانة مصرية تدعمها

قرار شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلات النقابة ، كان مفاجئا وأثار جدلا واسعا في الأوساط الفنية والثقافية السورية، حيث أعلنت نقابة الفنانين في سوريا – فرع دمشق، عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، عن شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلات النقابة.
قرار شطب سلاف فواخرجي، حمل توقيع نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور، وجاء استناداً إلى القانون رقم 40 لعام 2019 والنظام الداخلي للنقابة.
وكشف نص القرار، عن أن سبب هذا الإجراء الصارم يعود إلى ما وصفه البيان بـ “خروجها عن أهداف النقابة”، مستنداً في ذلك إلى المادة 58 من قانون النقابة، البند الثاني الفقرة “ب”.
واتهم القرار الفنانة فواخرجي، بالإصرار على “إنكار الجرائم الأسدية” والتنكر لـ “آلام الشعب السوري”، وهو ما اعتبرته النقابة خروجاً واضحاً عن المبادئ والقيم التي يُفترض أن يلتزم بها أعضاء النقابة.

الدعم المصري
أعربت الفنانة وفاء عامر عن دعمها الكامل للفنانة السورية سولاف فواخرجي، عقب الإعلان عن تعاون جديد يجمع الأخيرة بالمخرج حسني صالح، في مسلسل جديد يحمل عنوان "قلب زينب"، من تأليف المستشار بهاء المري.
ونشرت وفاء عامر عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" تدوينة أعادت من خلالها مشاركة الإعلان الرسمي الذي نشره المخرج حسني صالح عن العمل المرتقب، وعلّقت عليه بجملة قصيرة: "هذه مصر الحرية"، في إشارة رمزية إلى الدعم الذي تمنحه مصر للفنانين العرب، وإلى كونها ملاذاً فنياً مفتوحاً أمام الإبداع دون قيود.
ويأتي هذا الدعم في وقت حساس، حيث أثار قرار نقابة الفنانين في سوريا بشطب اسم سلاف فواخرجي من سجلاتها موجة تفاعل واسعة في الأوساط الفنية والإعلامية، لا سيما في مصر التي احتضنت فواخرجي سابقاً في عدة أعمال درامية.
انقسام في الرأي العام
قرار شطب اسم سلاف فواخرجي من سجلات نقابة الفنانين السوريين، أحدث انقساماً حاداً في الرأي العام، فبينما رأى فريق من الجمهور أن القرار يحمل طابعاً سياسياً واضحاً ويهدف إلى تضييق الخناق على حرية التعبير وتكميم الأفواه، اعتبره فريق آخر خطوة ضرورية للحفاظ على ما وصفوه بـ “الخط الوطني” للنقابة والتأكيد على مواقفها تجاه الأحداث الجارية في البلاد.
عبّر العديد من المتابعين، عن استيائهم من هذا القرار المجحف على حد تعبيرهم، حيث تساءل أحدهم مستنكراً: “شو دخل الرأي السياسي بالعمل؟ رح نكرر أفعال الماضي؟”، فيما لمح آخرون إلى أن القرار بمثابة تصفية حسابات و”انتقام” من قبل النقيب مازن الناطور المعروف بمعارضته لنظام الأسد المخلوع، واستغل منصبه الحالي لمحاباة السلطة الجديدة بإقصاء فواخرجي.
ولم يصدر عن الفنانة سلاف فواخرجي أي تعليق أو رد رسمي على قرار نقابة الفنانين السوريين، ويُتوقع أن تواجه فواخرجي تحديات مهنية كبيرة في الفترة المقبلة، خاصة وأن عضوية النقابة تعتبر شرطاً أساسياً لممارسة العمل الفني بشكل رسمي وقانوني داخل سوريا.

لم تكن سلاف فواخرجي بمنأى عن الأحداث السياسية المتسارعة التي شهدتها سوريا على مدى السنوات الماضية، فقبل سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، عُرفت بتأييدها العلني والصريح للنظام السابق.
وظهرت فواخرجي في العديد من المناسبات والمقابلات للدفاع عن النظام السابق، معتبرة إياه صمام أمان لسوريا، ووجهت انتقادات لاذعة للمعارضة السورية في تلك الفترة، كما كشفت عن لقاءات جمعتها ببشار الأسد وزوجته أسماء، مؤكدة أن الحديث كان يدور حول قضايا فنية بحتة.
وبعد سقوط نظام الأسد، غادرت فواخرجي دمشق، غير أنها أكدت على هويتها السورية وأملها في مستقبل أفضل لبلادها، داعية إلى الوحدة الوطنية وطي صفحة الماضي، وأعربت عن تعاطفها مع جميع السوريين المتضررين من الأزمة، ورفضت التصنيفات السياسية التي طالت الفنانين بناءً على مواقفهم السابقة.
وفي تطور لافت، اعترفت فواخرجي مؤخراً بوجود فساد وأزمات في مختلف المجالات خلال فترة حكم بشار الأسد، موضحة أن دعمها السابق لم يكن دفاعاً شخصياً بقدر ما كان تأييداً لسيادة الدولة السورية في مرحلة معينة، وأكدت أنها دفعت ثمناً باهظاً بسبب آرائها السياسية السابقة.