شاهد على التاريخ
«الآثار» تنفي تحويل قصر الشناوي بالمنصورة لجراج سيارات: كان حفل إفطار

بعد تداول صور بتحويل حديقة قصر الشناوي الأثري بمدينة المنصورة إلى جراج سيارات، نفى الدكتور محمد الحسيني طمان رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، التعدي على القصر قائلا: كان مجرد إفطار جماعي .
وأوضح رئيس آثار الوجه البحري بوزارة السياحة والآثار، انه تواصل مع مع المشرف العام على الآثار بمحافظة الدقهلية، وأكد أن الشركة المسؤولة عن أعمال ترميم وتطوير القصر أقامت حفل إفطار جماعي لمهندسي وأخصائي الترميم والفنيين العاملين بالقصر، وهو ما كان سببا فى وجود العديد من السيارات في حديقة القصر.
وكانت مبادرة «أنقذوا المنصورة» المهتمة بالتراث والمباني التراثية بمحافظة الدقهلية، قد نشرت مؤخرًا على فيسبوك صورًا لأكثر من 10 سيارات داخل حديقة قصر الشناوي الأثري، مشيرة إلى ان تم فتح أبوابه ليًلا لاستقبال السيارات، حسب بيان المبادرة.
واستنكرت المبادرة تحويل حديقة القصر الأثري لجراج، وتساءلت عن نية تحويل وزارة السياحة والآثار للقصر من متحف ومركز ثقافي لساحة انتظار سيارات مسائية، وأشارت إلى ان السيارات تبدأ فى الاصطفاف بعد العاشرة مساءا بكثافة وهو التوقيت الذى تنتهي قبله بساعات حفلات الإفطار الرمضاني.
وقالت المبادرة أن هذه ليست المرة الأولى، التي يتم فيها استغلال حديقة القصر الأثري كجراج سيارات، مشيرة إلى واقعة مماثلة قبل عامين "نظرًا للموقع الحيوى للقصر في منطقة متميزة مُكدسة بالسيارات لقربها من مبني محافظة الدقهلية، تظل هدفًا من وقت لآخر لتتحول إلى جراج.
وأضافت أنه في المرة الماضية، بعد مناشدات عديدة نجحت المبادرة في منع إقامة الجراج، وتم اتهام الغفير آنذاك وتحميله المسؤولية بمفرده، وإنكار الوزارة معرفتها بالأمر رغم أن تأمين القصر مسؤوليتها.
شاهد على أحداث التاريخ
ويعتبر قصر الشناوي بمدينة المنصورة، أحد القصور الأثرية والذى تم بنائه عام 1928 على مساحة 4164 بواسطة نخبة متميزة من المهندسين والعمال الإيطاليين، لصاحبه محمد باشا الشناوى أحد أعيان محافظة الدقهلية.
وحصل القصر عام 1931 على شهادة تؤكد أنه من أفضل القصور التي شيدت على الطراز المعمارى الإيطالى خارج إيطاليا بأيدى إيطاليين، موقعة من موسيلينى بإيطاليا.
وشهد قصر الشناوي بمدينة المنصورة عددا من الأحداث التاريخية ، حيث عرف بقصر الأمة بعدما نزل به سعد زغلول، ومصطفى النحاس باشا عدة مرات، كما استضاف الملك فاروق، وأحيت داخله كوكب الشرق السيدة أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب عدة حفلات فنية.
وقامت وزارة الثقافة بشراء القصر من مُلاكه، عام 2005، وقام المجلس الأعلى للآثار بتسجيله كأثر إسلامي. وخضع القصر لمشروع ترميم وتطوير من قبل قطاع المشروعات بوزارة الآثار على مرحلتين، المرحل الأولى عام 2009 والتي توقفت عقب اندلاع ثورة 25 يناير.
وأسندت المرحلة الثانية من أعمال استكمال الترميم والتطوير بالقصر إلى شركة مقاولات بدأت العمل في أواخر شهر ديسمبر عام 2017، ولكن العمل توقف لعدم توافر اعتمادات مالية.
ويتكون قصر الشناوي بمدينة المنصورة من دور أرضى وأول بالإضافة للبدروم، يتوسط مبنى القصر حديقة تحتوى على أشجار نادرة ومتنوعة ونافورة تراثية تقع بالحديقة الخلفية للقصر. قديماً، وكان هناك ملعب للتنس الأرضي، ملحقة بالقصر، إلا أنه في التسعينيات من القرن الماضى، قام ملاك القصر باقتطاع الملاعب من مساحة الحديقة وبيعها لأحد الشركات الإستثمارية التي قامت ببناء مشروع تجارى سكنى منع الإطلالة المميزة المباشرة لحديقة القصر على نهر النيل بمدينة المنصورة.