و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

الهيئة أعلنت عن مؤتمر"مستقبل الدراما فى مصر"

بعد دعوة الرئيس لإصلاح الدراما المصرية.. خالد أبوبكر: أرجوا أن تكون الرسالة وصلت

موقع الصفحة الأولى

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي انتقادات لاذعة لـ المسلسلات المصرية، ووصف بعض الأعمال بأنها لا تعبر عن المجتمع المصري ولا تساعد على بناء الإنسان، داعيا لأن تكون الأعمال الفنية معبرة عن قيم المجتمع وأخلاقه، كما أكد أن الإعلام يجب أن يكون إيجابيا ومفيدا، ويساهم في تنشئة الأجيال الجديدة على المبادئ والثوابت التي تحفظ هوية المجتمع، مع ضرورة مواجهة موجات العنف والجريمة وتعاطي المخدرات، وإشعال الصراع المجتمعي، وترويج الابتذال اللفظي والانحراف السلوكي، وتدمير قيم العائلة.

وكانت أول المستجيبين لدعوة الرئيس السيسي، هي الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، والذي أعلن عن عقد مؤتمر بعنوان "مستقبل الدراما في مصر" في مقر الهيئة في ماسبيرو شهر أبريل المقبل.  

وأكد المسلماني أن عقد المؤتمر يأتي استجابة لرؤية الرئيس السيسي التي طرحها في حديثه بحفل إفطار القوات المسلحة، والتي تدعو لضرورة تعزيز القيم في صناعة الدراما والسينما، مشيرا إلى أن المؤتمر سيتضمن دعوة الكتاب والمخرجين والمنتجين وعلماء النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، على أن ترفع توصيات المؤتمر إلى المؤسسات المعنية، كما سيسترشد التليفزيون المصري بالرؤية الرئاسية في تقديم المحتوي اللائق فكريا وقيما ووطنيا، بعد عودته للإنتاج الدرامي هذا العام، في إطار استراتيجية عودة ماسبيرو.

وسبق دعوة الرئيس السيسي للنهوض بالدراما المصرية، حالة شديدة من الجدل أشعلها خالد أبو بكر، عضو الاتحاد الدولي للمحامين، مستشار هيئة قناة السويس، في رسالته المفتوحة على صفحته بموقع فيسبوك إلى وزير الداخلية، والتي انتقد فيها الدراما المصرية، ليحدث بعدها حالة من الاشتباك الذي حدث بين الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة وموقع الدستور، كما دخل على الخط عدد من النقاد الذين ردوا على "أبو بكر".

رسالة خالد أبو بكر

وقال خالد أبو بكر في رسالته إلى وزير الداخلية، إن بعض المسلسلات التي تم عرضها خلال شهر رمضان الجاري تروج للعنف والجريمة بشكل واضح، مؤكدا أن الدراما سلاح خطير يؤثر في العقول بشكل مباشر، وأثره أكبر من الخطط الحكومية للنهوض بالعقول.

وانتقد أبو بكر صرف أموالا طائلة على مسلسلات هذا العام، بالرغم من تأثيرها غير اللائق على الشباب، كما اشتملت على ألفاظ جديدة من نوعها، لا تعكس الواقع الإيجابي للمجتمع المصري، ولكنها أظهرت الشارع المصري بصورة غير حقيقية، خاصة في الأحياء الشعبية التي تعكس، بحسب قوله، قيمة الأدب والأصول قبل القانون.

وحذر من أن تلك الأعمال تساهم في تعزيز صورة سلبية عن المجتمع المصري في عقول الشباب، وهو ما يحتاج إلى تدخل سريع من الجهات المعنية، خاصة مع ازدياد تأثير هذه الأعمال على الشباب الصغير.

وكان أول من انتقد راي خالد أبو بكر، هو الدكتور محمد الباز، والذي اتهمه بـ"الحول الدرامي"، وقال إنه وجه رسالته إلى الجهة الخطأ، وأكد أنه لو كان منصفا لعرف أن المسلسلات التي تهين المجتمع المصري وتظهر اسوأ ما فيه ليست مصرية، حتى لو كان كل من يشارك فيها مصريون، فلماذا لم يفكر أبو بكر في توجيه الرسالة إليهم؟

وأكد "الباز" أن رسالة "أبو بكر" كان يمكن أن تكون مهمة وذات جدوى إذا كانت موضوعية، ولكنه ولأسباب خاصة به يهدم ما تقوم به الدراما المصرية ولا يرى فيها شيئا إيجابيا، ناصحا إياه بأن يعيد النظر فيما كتبه، ويتحلى بالشجاعة ويوجه غضبه لمن يستحقه.

وبعدها، كتب محمد الباز منشورا آخر على صفحته بموقع فيسبوك، قال فيه: "حزنت كثيرًا أن البعض تخيل أنني أحاول النيل من شخص خالد أبو بكر، وأحسب أن هؤلاء المضللين لا يعرفون علاقة الصداقة الخاصة التي تربطني بخالد منذ زمن، وقد اعتدنا في مناقشتنا على مدار سنوات الأخذ والرد والنقد والعناوين الساخنة، هذا نعرفه تمامًا في مجالنا الإعلامي، نختلف في الموضوع أو في الرأي ولا نختلف كأصدقاء، وأريد أن أقول لكل من يحاول التصيد لن تفلح فنحن نعرف قيمة بعضنا البعض".

انتقاد الدراما المصرية

أما الناقدة ماجدة خير الله، فردت هي الأخرى على انتقاد خالد أبو بكر للدراما المصرية، وقالت إنه لم يتابع معظم الأعمال المقدمة، فهناك الكثير من المسلسلات الممتعة فنيا، والتي تروج لقيم إنسانية، وفي الدراما يتواجد رجال الشرطة في المسلسلات البوليسية التي تتطلب معرفة الجاني، ولكن في المسلسلات الكوميدية والاجتماعية أو التاريخية يكون الموضوع مضحك إذا قفز البوليس في الصورة بلا داعي".

ونصحت "خير الله" أبو بكر" بمشاهدة مسلسلات "ولاد الشمس"، و"قلبي ومفتاحه"، و"إخواتي"، و"النص"، و"80 باكو"، كما طالبته بتوفير بعض الوقت للقراءة عن مفهوم الدراما ومعناها.

وأكدت ماجدة خير الله أن يتم الحكم على العمل من ناحية قيمته الفنية وقدرته على طرح السلوكيات المختلفة التي تحدث في المجتمع المصري، وهي في الدراما أقل كثيرا من الواقع، خاصة وأن الجرائم المخزية التي تحدث كل يوم وتنشرها لحظة وقوعها منصات التواصل الاجتماعي، فعيوب المجتمعات لن يتم إصلاحها عبر تجاهلها وإنكارها، ولكن من خلال وضيحها ومناقشتها لمواجهتها كما تفعل المجتمعات المتحضرة الراقية.

كما أبدى الناقد محمود عبد الشكور دهشته من رأي المحامي خالد أبو بكر، في دراما رمضان 2025، وقال: "اختلف مع هذا المنهج الذي يحاكم الأعمال الدرامية التي لا تقدم حكاية عن شخصيات محددة ووفق حكاية ما، وإذا تعاملت السينما العالمية بهذا المنطق لما كانت هناك سينما على الإطلاق، ولو كل أصحاب مهنة احتجوا على الدراما لن تكون هناك مسلسلات".

وأشار الناقد الفني إلى أن هناك مسلسلات كثيرة قدمت صورة إيجابية لرجال الشرطة وعن جدعنة ولاد البلد، ولذلك فإن الصورة ليست بمثل ما وصفه "أبو بكر"، لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا، مذكرا بأن لدينا رقابة تمنع لو كان هناك ما يسيء فما هو المطلوب بعد كل ذلك؟

وأكد "عبد الشكور" أن الدراما ليست جهة دعاية أو حشد وتعبئة، وإذا أحس المتفرج أن هناك دعاية لأحد في عمل ما سينفر من، مبدا دهشته من أنه في هذا الزمن هناك من يفكر هذا التفكير المضر بالدراما والمسيء لها، لأن الأصل في الدراما هو الحرية وغريب أن يصدر هذا التعليق من رجل قانون".

تم نسخ الرابط