و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

هل يصلح بن سلمان ما أفسده ترامب؟

السعودية تستضيف المتخاصمين أوكرانيا وأمريكا.. وبيان مشترك بوقف إطلاق النار 30 يوماً

موقع الصفحة الأولى

لم يمر بضعة أيام على أزمة ترامب – زيلنيسكي حتى تنتقل دفه المفاوضات إلى السعودية التي تقود محادثات أمريكية - أوكرانية ضمن مساعيها لحل الأزمة، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف في جدة تحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.  

وأعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا، اليوم الثلاثاء، في بيان مشترك، أن كييف وافقت على اقتراح أمريكي بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً واتخاذ خطوات نحو استعادة السلام الدائم بعد الغزو الروسي، وفقا لوكالة “رويترز”.

أضاف البيان أن وقف إطلاق النار المقترح يمكن تمديده بموافقة متبادلة من الطرفين، ويخضع للقبول والتنفيذ المتزامن من قبل روسيا، وأن الولايات المتحدة ستبلغ موسكو بأن المعاملة بالمثل من جانب روسيا هي مفتاح تحقيق السلام.

كما أورد البيان أن الجانبين اتفقا خلال اجتماعهما في السعودية على إبرام اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن لتطوير الموارد المعدنية الحيوية في أوكرانيا.

ووافقت واشنطن من طرفها على وقف تعليق المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف فوراً، على ما جاء في بيان مشترك اليوم.

وقالت الرئاسة الأوكرانية إن الوفدين الأمريكي والأوكراني ناقشا أهمية جهود الإغاثة الإنسانية كجزء من عملية السلام، خاصة خلال وقف إطلاق النار المقترح بما في ذلك تبادل الأسرى والإفراج عن المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين المنقولين قسراً.

الكرة في ملعب روسيا

وفي أول تعليق على الاتفاق الجديد، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن على روسيا أن تقرر ما إذا كانت ستقبل وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، التي قال إنها مستعدة للمفاوضات.

وقال روبيو للصحفيين بعد محادثات استمرت أكثر من ثماني ساعات في جدة سننقل هذا العرض الآن إلى الروس ونأمل أن يوافقوا على السلام. الكرة الآن في ملعبهم، في حين قال مستشار الأمن القومي مايك والتز إنه سيتحدث إلى نظيره الروسي.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن على واشنطن أن تقنع موسكو بقبول مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، وقال زيلينسكي في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي "يتعين على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالقيام بذلك، مضيفاً أن أوكرانيا تنظر إلى اقتراح الهدنة "بشكل إيجابي".

يأتي ذلك بعدما أعلن البيت الأبيض أن المحادثات الجارية مع أوكرانيا في مدينة جدة السعودية كانت إيجابية ومثمرة، فيما يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كييف للتوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب.

وعُقدت المحادثات بين وفدَي الولايات المتحدة وأوكرانيا في فندق “الريتز كارلتون” بحضور الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء.

في حين مثل الجانب الأمريكي في جلسة المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ومثّل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبها، ووزير الدفاع رستم عمروف.

وتأتي هذه المحادثات ضمن مساعي السعودية لحل الأزمة في أوكرانيا، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالميَّين، وانطلاقاً من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين.

مساعي السعودية 

وأكد الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله الرئيس الأوكراني زيلينسكي، في جدة، الاثنين، حرص السعودية ودعمها جميع المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية، والوصول إلى السلام.

وفي ظل التزامها بسياسة الحياد والتوازن في النزاعات الدولية، وترسيخها مكانتها وسيطاً موثوقاً، تُعيد السعودية رسم ملامح دورها في الدبلوماسية العالمية، لتصبح ساحة تجمع الفرقاء ومنصةً رئيسيةً للمفاوضات الحساسة بين القوى الإقليمية والدولية.

الرئيس زيلينسكي، بدوره قال، إن بلاده تعتمد على الدعم السعودي النشط والمستمر للوصول إلى صيغة للسلام.

تم نسخ الرابط