66 % تعرضوا للتحرش على التواصل الاجتماعي
نائبة تحذر من الابتزاز الإلكتروني للبنات باستخدام فيديوهات الذكاء الاصطناعي على تليجرام

حذرت النائبة الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، من انتشار عمليات الاحتيال والابتزاز الإلكتروني للفتيات باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي تتم من خلال مجموعة احتيالية منظمة تعلن عن وظائف للبنات والسيدات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على منصة تليجرام ومن خلال المجموعات المغلقة، وعند التواصل معهم، يتصلون بالفتاة من خلال مكالمة صوتية على تطبيق ماسنجر.
وأضافت عضو مجلس النواب، لـ الصفحة الأولى، إن المكالمة تبدأ بعرض فرصة عمل كموظفة تسويق في شركة تدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي لاستغلالها في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة، وبعد ذلك، يطلبون من الفتاة إرسال صور عالية الجودة لوجهها من زوايا مختلفة، قائلين إن تطبيق الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى تلك الصور، مع طمأنتهم للضحية بأن الصور لن يتم نشرها أو تسريبها.
وحذرت "عبد الناصر" من أنه يتم استخدام تلك الصور من خلال تكنولوجيا تبديل الوجه، ليجري استبدال وجه الضحية في مقاطع فيديو إباحية منتجة من قبل، وبعدها يبدو وكأن الضحية هي من ظهرت في الفيديو، رغم أنه مصطنع بالكامل، كما يتم استخدام المكالمة الصوتية التي أجريت من قبل في إنشاء نسخة مزيفة من صوت الفتاة عبر الذكاء الاصطناعي.
ولفتت إلى أنه بعد ذلك تبدأ رحلة الابتزاز بتلك الأفلام الإباحية والتهديد بنشرها، ومطالبة الضحية بمبالغ مالية لعدم نشرها، وفي حالة الرفض يتم رفع الفيديوهات على مواقع تخزين سحابية، وبيعها من خلال قنوات مغلقة على تليجرام.
الإعلانات المشبوهة
ودعت عضو مجلس النواب جميع الفتيات والسيدات إلى الحذر الشديد وعدم التفاعل مع تلك الإعلانات المشبوهة، وعدم إرسال أي صور لأي جهات مجهولة المصدر، ودعت أيضا الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تلك الجرائم الإلكترونية وحماية الضحايا المحتملات، مع ضرورة التوعية بهذه القضية الخطيرة.
ومع عدم وجود إحصاءات رسمية توثق ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في مصر، إلا أنها انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، والتي يتبعها الكثير من حالات الانتحار، حيث تلجأ الضحية للتخلص من حياتها هربا من الفضيحة.
ويقول الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، مستشار الهيئة الاستشارية العليا للأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، إن الابتزاز الإلكتروني يحدث من خلال العديد من الطرق، ومنها مثلا أن تضع الضحية صورا أو مقاطع فيديو على صفحاتها بوسائل التواصل الاجتماعي، أو ترسلها إلى أصدقاء أو مقربين منها، وفي النهاية تقع في يد من يستغل هذه الصور أو الفيديوهات.
وأضاف أنه في حالات أخرى، يمكن أن يتعرض الموبايل للسرقة أو يتم اختراقه بواسطة هاكرز، ووقتها يتم الحصول على الصور والفيديوهات والتي تكون وسيلة الابتزاز الإلكتروني، محذرا من أن أكثر الفئات تعرضا لـ الابتزاز الإلكتروني هم الأطفال والمراهقين الذين يتركون موبايلاتهم بدون حماية.
وللحماية من التعرض لـ الابتزاز الإلكتروني، حذر خبير أمن المعلومات من فتح الروابط المجهولة، أو تحميل برامج أو تطبيقات غير معروفة، لأنها تساعد على اختراق الموبايل بمجرد تنزيلها، ونصح بعدم ترك محادثات أو صور شخصية على الهاتف المحمول، ونقلها إلى مكان أمن قبل بيع الهاتف أو تركه للصيانة مثلا في أي مكان.
وأكد "حجاج" ضرورة أن تكون مراكز الصيانة ومحلات الموبايلات محل ثقة، مع توعية الجميع بوجود برامج يمكنها استرجاع محتويات الهواتف بعد مسحها، لذلك من الأفضل عدم تخزين أي ملفات خاصة على الهاتف.
وكانت دراسة أجريت عام 2024، بواسطة باحثين من جامعة أكسفورد وجامعة نيو ساوث ويلز كانبيرا، كشفت عن أن أكثر الدول التي تعاني من جرائم الابتزاز الإليكتروني هي روسيا، وبعدها أوكرانيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية ونيجيريا والمملكة المتحدة وكوريا الشمالية.
كما اكد مركز "بيو" الدولي للأبحاث في دراسة عن الإبتزاز الإليكتروني، أن 40% من مستخدمي الإنترنت تعرضوا للتحرش والابتزاز عبر الشبكة الدولية، وأن 66% تعرضوا لتلك الجريمة من خلال موقع للتواصل الاجتماعي، كما أن هناك 26% من الفتيات تعرضن للمطاردة، و25% أصبحن هدفا للابتزاز الجنسي.