قاتل سيدنا عمر بن الخطاب
ردا على مسلسل «معاوية».. قناة عراقية تبدأ تصوير فيلم «شجاعة أبولؤلؤة المجوسي»

في تطور جديد للأزمة المثارة حول مسلسل معاوية الذي تبثه مجموعة قنوات MBC، أعلنت قناة الشعائر العراقية عودتها لإنتاج فيلم «شجاعة أبولؤلؤة المجوسي»، وهو ما أثار مخاوف من تصعيد إعلامي يزيد من التوترات الطائفية فى عدد من البلاد العربية والإسلامية.
بدأت الأزمة عندما أعلنت مجموعة قنوات MBC عن إنتاج مسلسل معاوية الذي يروي سيرة معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية، ويركز على دوره في الأحداث الكبرى التي تلت مقتل الخليفة عثمان بن عفان، مرورًا بحرب صفين والخلاف بينه وبين الإمام على بن أبي طالب، وصولًا إلى خلافته وتأسيس الدولة الأموية.
أما أبولؤلؤة المجوسي، فيعرف تاريخيًا بأنه قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عام 23هـ، اسمه الحقيقي فيروز النهاوندي، وكان من أصل فارسي، ويقال إنه أُسر وجيء به إلى المدينة المنورة حيث كان يعمل تحت ولاية المغيرة بن شعبة.
وتختلف الروايات حول شخصيته بين المصادر السنية والشيعية، حيث يُنظر إليه في بعض الروايات الشيعية على أنه «منتقم» لآل البيت، بينما تُقدمه الروايات السنية كشخص قاتل لدوافع شخصية.
وكانت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، قد حذرت قناة MBC العراق من عرض مسلسل معاوية ، ضمن ماراثون الدراما الرمضانية لحماية المعايير الوطنية العراقية.
معركة سياسية ودينية
وأعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، أن قرار المنع يستند إلى الصلاحيات القانونية الممنوحة لها، والتزاماً بمسؤوليتها في تنظيم قطاع الاعلام وضمان انسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق.
وأكدت الهيئة أن بث أعمال ذات طابع تاريخي جدلي قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية، ما يهدد السلم المجتمعي ويؤثر على النسيج الاجتماعي، خاصة خلال الشهر الفضيل، مشيرة إلى أنها أصدرت خطاباً رسمياً إلى إدارة قناة MBC العراق بهذا الشأن، مطالبة إياها بالامتثال للقرار وعدم بث المسلسل، وبأنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أي جهة تخالف الضوابط الإعلامية النافذة في البلاد.
ودعت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالمعايير المهنية، وعد تناول أو عرض مسلسل معاوية ، مؤكدة أن على أن قرار المنع يستند إلى الصلاحيات القانونية الممنوحة لها بموجب الأمر التشريعي 65 لسنة 2004 النافذ، والتزامًا بمسؤوليتها في تنظيم قطاع الإعلام وضمان انسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق.
ويروي مسلسل معاوية الذى يعرض ضمن قائمة مسلسلات رمضان 2025 سيرة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية وأحد أبرز الشخصيات في تاريخ العالم الإسلامي.
ويتناول المسلسل التيلفزيوني، الصراعات السياسية والعسكرية التي مهدت لبداية العصر الأموي، بالإضافة إلى العلاقات المعقدة بين الشخصيات التاريخية الشهيرة مثل الإمام على بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب.
وتركز القصة على شخصية معاوية بن أبي سفيان، الذي بدأ حياته في معركة سياسية ودينية بعد خلافه مع الخليفة على بن أبي طالب، والتي أدت إلى حرب صفين وظهور الفتنة الكبرى، كما يستعرض المسلسل الأحداث التي تلت ذلك والتي مهدت له الطريق لتأسيس الدولة الأموية، مع تسليط الضوء على علاقته بأسرته وأهم الحروب والصراعات التي خاضها.
ويشارك عدد من الفنانين العرب والمصريين في تقديم مسلسل معاوية ، الذى يقدم عدد منهم شخصيات للصحابة، وهو ما أثار جدلا مضاعفا، إذ يظهر بعضهم في شخصية عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وغيرهم.
معاوية يتحدي الفتوى الشرعية
وكانت دار الإفتاء المصرية قد أصدرت الفتوى رقم 547 بتاريخ 4 سبتمبر 2011، حول حكم تمثيل الأنبياء وآل البيت في الأعمال الدرامية.
وقالت الفتوي الموقعة من الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية الأسبق: الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم أفضل البشر على الإطلاق، وميَّزهم الله تعالى عمن سواهم بأن جعلهم معصومين، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان، ولذا فإن تمثيلَهم حرامٌ شرعًا.
أما الصحابة رضوان الله عليهم، فالمختار للفتوى أنه إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم؛ من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط
وكذلك التأكيد على حرمة جميع الصحابة؛ لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم في صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم، ونقل سيرتهم الصحيحة كما هي، وعدم التلاعب فيها، والاعتماد على الروايات الدقيقة وتجنب الروايات الموضوعة والمكذوبة، وتجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية.
ووفقا لفتوي دار الإفتاء، يستثني من هذا الحكم، العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم لِمَا لَهُم من مكانةٍ عظيمةٍ وسابقةٍ في الإسلام.
وأكد الشيخ علي جمعة أنه لم يسبق لدار الإفتاء المصرية أن أصدرت - في أي عهد من عهودها منذ نشأتها - أيَّ فتوى تبيح تمثيل الأنبياء أو الرسل أو العشرة المبشرين بالجنة أو آل البيت الكرام.