أسرة «ثومة» مستعدة للتنازل
توقف مشروع متحف أم كلثوم و«طماي الزهايرة» تبحث عن الخريطة السياحية

جددت النائبة ضحي عاصي عضو مجلس النواب مطالبها بتنفيذ مشروع وضع قرية طماي الزهايرة مسقط رأس كوكب الشرق السيدة أم كلثوم بمحافظة الدقهلية على خريطة السياحة.
يشمل المشروع ترميم البيت وإنشاء متحف ومسرح وفندق ووضع أم كلثوم على خريطة السياحة الذكرى الخمسين لرحيل سيدة الغناء فرصة لا تعوض لإحياء مشروع تطوير بيتها وقريتها لإنصاف كوكب الشرق وتاريخها، وحل المشكلة التى تعيشها أسرتها فى قريتها طماى الزهايرة بمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية.
وقالت ضحي عاصي، أنه فى العاصمة الفرنسية باريس صدر منذ أيام أول رواية مصورة بالفرنسية عن سيرة سيدة الغناء العربى أم كلثوم، الرواية المصورة التى تحمل عنوان "ولادة أيقونة" تشاركت فى تأليفها صحفيتان فرنسيتان من أصول تونسية، هما الكاتبة "نادية حثروبى صفصف" والرسامة شادية لوصلاتى، وتحكى الرواية بالصور رحلة أم كلثوم منذ ميلادها فى قرية طماي الزهايرة حتى وصولها إلى عرش الغناء العربى فى القرن العشرين.
المفارقة، أنه فى الوقت الذى يهتم فيه العالم بسيرة وحياة أم كلثوم وتوثيقها ونشرها وتصدر أول رواية من نوعها فى باريس عن كوكب الشرق، يكون قد مر ثلاثة أعوام على إطلاق مشروع تحويل بيت أم كلثوم فى مسقط رأسها بقرية طماى الزهايرة إلى متحف، ولا حس ولا خبر من حينها عن المشروع، وكأن شيئا لم يكن، وخلال كل هذه المدة تجمد المشروع وتلاشت أخباره بعد أن كانت تملأ الصحف والشاشات، وتصريحات المسئولين عنه لا تتوقف.
وقالت ضحي عاصي: قبل ثلاثة أعوام صدرت توجيهات من رئيس الجمهورية بتحويل قرية طماي الزهايرة إلى مقصد سياحى، استغلالا لما تمثله القرية من مكانة وقيمة باعتبارها مسقط رأس سيدة الغناء العربى، ولا تزال يقصدها عشاق أم كلثوم من مصر والعالم العربى خاصة فى ذكرى رحيلها، وتسابقت كل جهات الدولة لتنفيذ التوجيهات الرئاسية، وكلف رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى الوزارات والهيئات المعنية بالشروع فورا فى التنفيذ.
وتابعت: أعلن حينها أن تطوير القرية سيشمل بناء فندق ومسرح ودار للمناسبات، والأهم ترميم البيت الذى ولدت فيه أم كلثوم وإقامة متحف يضم مقتنايتها وتعويض أسرتها المقيمون بالبيت ماليا أو ببيت مماثل قريب من المكان.
وقتها قامت لجنة مشتركة من وزارات الثقافة والسياحة والآثار والتنمية المحلية بزيارة القرية فى ضيافة محافظ الدقهلية حينها د. أيمن مختار الذى أوفد نائبه د. هيثم الشيخ لمرافقة اللجنة، التى قامت بمعاينة القرية وزيارة بيت أم كلثوم، للشروع فى ترميمه وإقامة المتحف الذى قيل إنه سيحتوى على متعلقاتها النادرة.
ودعما للمشروع الطموح أعلن المسئولون عن مبادرة حياة كريمة عن مساهمتهم فى تمويله، وجرت اتصالات من المبادرة مع أسرة أم كلثوم للوقوف على التفاصيل، كما قامت جهاد قنديل – من وزارة الثقافة – بعمل مقايسات وإعداد رسومات خاصة بمشروع المتحف والمسرح الذى ستستخدم فيها أحدث التقنيات الحديثة وبينها الهليوجرام.
أسرة أم كلثوم مستعدة للتنازل
ووبحسب النائبة ضحي عاصي عضو مجلس النواب بدأت أسرة أم كلثوم فى طماى الزهايرة تجهز البيت للتنفيذ، وهنا ينبغى أن نوضح أمرين؛ الأول أن أسرة أم كلثوم فى طماى هم أحفاد شقيقها الوحيد الشيخ خالد، ويقيم بالبيت أسرتى "خالد" و"عدلى" سمير خالد إبراهيم البلتاجى، وهم "عصب" الأسرة بحكم أن سيدة الغناء لم تنجب..ولأن الشيخ خالد مات فى حياة شقيقته السيدة أم كلثوم فإن أولاده وأحفاده خرجوا حسب الشرع من ميراثها الذى ذهب أغلبه إلى ورثتها من آل الدسوقى أبناء شقيقتها، وآل الحفناوى (زوجها د. محمد حسن الحفناوى ثم أبناءه)، وهو ما يفسر حال بيت الأسرة فى طماى الذى يعيش فيه أحفاد الشيخ خالد، إذ إن الأحوال المادية للأحفاد لا تساعد على ترميم البيت ووضعه فى الصورة التى كانوا يتمنونها.
أما الأمر الثانى؛ فإن البيت الذى يخص الأسرة فى طماي الزهايرة ينقسم إلى شقين بقايا البيت القديم الذى كان يقيم فيه جدهم الشيخ إبراهيم البلتاجى، وشهد مولد وصبا أم كلثوم.. وهو بيت صغير من الطين على حال بيوت القرية القديمة. وبجانبه بيت حديث كان قد أسسه الشيخ خالد شفيق أم كلثوم عندما عاد ليقيم فى القرية.
وحسب المشروع فإن الأسرة ستتنازل عن البيت لصالح المشروع، مقابل تعويض مناسب، سواء ماديا أو ببيت جديد فى القرية نفسها.
وكانت الأسرة حينها تستعد لعمل توسيعات فى البيت كانت مطلوبة بشكل ملح لاستيعاب الجيل الجديد الأحفاد، ثم تجمد المشروع طيلة السنوات الماضية، فلا قامت الأسرة بالتوسعات الضرورية ولا انتقلت إلى مكان جديد، وبقى الوضع معلقا وغامضا.
وحاولت الأسرة طوال الشهور الأخيرة التواصل مع المسئولين بمحافظة الدقهلية لكن لا من مجيب، وحاولت التواصل مع من سبق أن تواصلوا معها من وزارات السياحة والثقافة والتنمية المحلية لكن لا مجيب.
وأكدن النائبة ضحي عاصي، أن الوضع معلق وغريب ولا يليق بسيدة هى الأهم فى تاريخ الغناء العربى، وصاحبة أياد بيضاء على هذا الوطن، والكل يعرف دورها الوطنى العظيم بعد نكسة 67 وما جمعته من أموال وتبرعات لصالح المجهود الحربى، وما فعلته ليبقى اسم مصر عاليا ورايتها مرفوعة وروحها المعنوية فى السماء.. فلا يمكن أن يكون هذا هو جزاءها!
وطالبت ضحي عاصي ، وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو بتبني ملف تحويل بيت أم كلثوم فى طماي الزهايرة إلى مشروع ثقافى مربح وليس مجرد خدمة ثقافية، وهى فلسفة تتحقق فى مشروع أم كلثوم، إذ إنه فضلا عن ما يمثله من قيمة أدبية وخدمة ثقافية، فإنه كذلك يمكن أن يكون مشروعا تجاريا واستثماريا فى الوقت نفسه، ويمكن وضعه ضمن برامج السياحة العربية فى مصر، فلا زالت أم كلثوم تحظى بشعبية جارفة.