و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

يستوعب 1.3 مليون مصل

المسجد الحرام.. من بناء الملائكة قبل آدم حتى التوسعة الأضخم في التاريخ

موقع الصفحة الأولى

تحتل الكعبة المشرفة والمسجد الحرام المكانة المقدسة الأولى عند جميع المسلمين، وهي التي دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام الله عز وجل أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، ليبقى المسجد الحرام حتى يوم الدين قبلة الأرواح قبل الأجساد، فمن منا لا يتمنى زيارته، وحتى من لا يستطيع إليه سبيلا، فهو يتوجه إليه في اليوم خمس مرات على الأقل في الصلوات المفروضة.

وهناك العديد من الروايات المختلفة في تحديد تاريخ بناء الكعبة المشرفة، وأرجحها أن الملائكة بنتها قبل آدم، فهي التي وصفها القرآن الكريم بأنها أول بيت وضع للناس، وتتوسط الكعبة المسجد الحرام، وحولها فناء يسمى المطاف، وأبرز علاماتها الحجر الأسود وهو من حجارة الجنة، ويبدأ المسلمون الطواف حول الكعبة، من عنده، ويقع في الركن الشرقي للكعبة ويرتفع عن أرض المطاف بحوالي مترًا ونصف المتر.

أما الركن اليماني، فهو أحد أساسات الكعبة المشرفة منذ عهد إبراهيم عليه السلام، ويسبق موقعه الحجر الأسود، وفي الجهة المقابلة لباب الكعبة المشرفة، يوجد مقام إبراهيم، على هيئة قبة مذهبة، ويضم حجر مربع الشكل، يحمل آثار وقوف إبراهيم عليه السلام عليه، أثناء رفعه لقواعد الكعبة.

وداخل المسجد الحرام يوجد أيضا حجر إسماعيل والذي يتخذ شكل نصف دائرة، ويلاصق شمال الكعبة المشرفة، وكان في الأصل جزء من الكعبة، ولكن قريش وقتما بنت الكعبة لم تكفي النفقة التي وفرتها لأجل البناء، فقصروا من بناء الكعبة ناحية الميزاب حوالي سبعة أذرع، وأحاطوا المكان بسياج، كي يطوف الناس من خارجه.

كما يقع المسعى، شرق المسجد الحرام، والذي يبدأ فيه الحجاج سعيهم بين جبلي الصفا والمروة سبع أشواط.

ومن أبرز معالم المسجد الحرام بئر زمزم، والتي يعود تاريخه إلى زمن السيدة هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام، حينما تفجر الماء أثناء سعيها بين جبلي الصفا والمروة، وفي الوقت الحالي تقع بئر زمزم أسفل صحن المطاف، شرق الكعبة المشرفة.

ويتميز المسجد الحرام بمآذنه العالية والمتعددة، وبنيت أول منارة فيه عام 139هـ في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور، وحاليا توجد فيه 13 مئذنة، تتميز بتصميم خاص، حيث تحتوي على 5 أجزاء، تبدأ بالقاعدة، فالشرفة الأولى، فعصب المئذنة الشامخ، فالشرفة الثانية، فالغطاء.

وهناك أيضا منبر الخطبة في المسجد الحرام، ويعود تاريخ بناء المستخدم حاليا والمصنوع من الرخام إلى عام 1423هـ 2002م، ويعتبر تحفة فنية وهندسية في تصميمه وبنائه، كما تم تزويده بعجلات كهربائية تحركه بسرعة تصل إلى متر واحد في الثانية، وبلغت تكلفته وقتها 5 ملايين و750 ألف ريال.

أبواب المسجد الحرام

توجب العديد من الأبواب للمسجد الحرام، لتيسير الدخول والتقليل من الزحام، والتي يصل عددها إلى 210 أبواب، مصنوعة من أجود أنواع الخشب، كما تم تزيينها بزخارف من نحاس.

وفي الفترة الحالية، تعمل المملكة العربية السعودية، على تنفيذ أعمال مشروع التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، وهو مشروع ضخم يستهدف زيادة السعة الاستيعابية للمصلين من 670 ألف مصل إلى حوالي 1.3 مليون مصل، واستيعاب 107 آلاف طائف في الساعة، بزيادة قدرها 10 آلاف طائف عن السابق، لتمثل التوسعة الأكبر في تاريخ المسجد الحرام.

ويبدأ المشروع من مسافة حوالي 200 متر من مركز الكعبة المشرفة، وبعمق يصل إلى حوالي 684 مترًا من مركز الكعبة المشرفة، وتشمل المساحة الإجمالي للمشروع حوالي مليون و564 ألف متر مربع بعد أن كانت مساحته 414 ألف متر مربع سابقا.

وتتضمن توسعة المسجد الحرام 3 أدوار و4 مناسيب للصلاة، في الجزء الخلفي الشمالي والسطح، ومناسيب خاصة بالحركة وقبوا للخدمات، وتشمل 4 جسور شمالية تربط التوسعة ومبنى الخدمات والمصاطب، إضافة إلى 4 جسور جنوبية تربط التوسعة بالمطاف، وتبلغ إجمالي مساحة الجسور 45 ألف متر مربع.

وتستهدف التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، زيادة المساحة المتاحة للصلاة لتصبح 912 ألف متر مربع بعد أن كانت 390 ألف مربع، وزيادة عدد دورات المياه إلى 16.726 بعد أن كانت 3515، وزيادة عدد المواضئ إلى 12.639 بعدما كانت 2479 بالسابق، ورفع طاقة التبريد إلى 199 ألف طن تبريد، من 39 ألف طن تبريد.

تم نسخ الرابط