800 ألف متعاطي بالحقن
إيهاب الخراط: 6 ملايين مدمن بمصر منهم 100 ألف مصابون بـ الإيدز

نظم برنامج الحرية من الإدمان والإيدز، مائدة مستديرة للبرلمانيين والخبراء حول الحد من مخاطر فيروس نقص المناعة البشري الإيدز بين مستخدمي المخدرات وشركاء حياتهم، بالشراكة مع شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للحد من مخاطر استخدام المخدراتMENAHRA وشارك في اللقاء برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز UNAIDS.
وشارك في المائدة المستديرة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، النواب أحمد مقلد وأميرة صابر وإيهاب منصور وحنا جريس ودينا عبد الكريم وريهام عبد النبى وسناء السعيد وسها سعيد وهادي لويس، كما شارك عدد من المتعايشين مع فيروس الإيدز ومثقفو الأقران من مستخدمي المخدرات السابقين إضافة إلى مداخلة من الخبير الدولي إيلي أعرج مدير الشبكة، وأدار المائدة الدكتور إيهاب الخراط، البرلمانى السابق وكبير مستشاري برنامج الحرية.

وتضمنت التوصيات النظر في سياسات تجريم استخدام المخدرات وطرح استبدالها بالالتزام بالعلاج، واستخرج تراخيص معتمدة لمرشدي التعافي ومثقفي الأقران ومراكز تأهيل المدمنين ومراكز الوصول لهم، وتصعيد برامج العلاج ببدائل الأفيونيات التي أطلقتها وزراة الصحة مع عدد من الجمعيات الأهلية والتي قام الدكتور وليد كمال ، مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز والمدير السابق للبرنامج الوطني للإيدز بالتنويه إليها.
وقال الدكتور إيهاب الخراط، استشاري الطب النفسي، البرلماني السابق، إنه تم إجراء مسح ترصدي من الجيل الثاني عام 2006 بالتعاون بين وزارة الصحة والهيئة الدولية للأسرة، وكشف هذا المسح عن أن هناك 1% على الأقل من متعاطي المخدرات بالحقن مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز، وفي عام 2010، ارتفعت النسبة إلى 7%، ومازالت نتيجة المسح الذي أجري عام 2024 لم تعلن بعد.
المخدرات والإيدز
ولفت "الخراط" في تصريحاته لـ الصفحة الأولى، إلى أن هناك 40% من متعاطي المخدرات في العالم مصابون بالإيدز، وترتفع هذه النسبة في بعض الدول إلى 60% و70%، ولذلك فإن المحرك الأساسي لانتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة في مصر هو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.
وأشار إلى أنهم في برنامج الحرية، يعملون منذ عام 2003 على الوصول إلى المدمنين واقناعهم بتغيير سلوكياتهم لحمايتهم من المخدرات ومن الإصابة بالإيدز، وذلك من خلال مدمنين سابقين ومتعافين.
وكشف عن دراسة أولية أجراها البرنامج كشفت عن ان تعاطي المخدرات عن طريق مشاركة الإبر انخفضت من 22% بينهم إلى 5%، كما انخفضت مشاركة السرنجات من 29% إلى 8%، كما انخفضت مشاركة أدوات الحقن وأدوات التحضير بشكل عام بنسبة كبيرة.
ولفت إلى أنه تم الوصول إلى حوالي 20 ألف مدمن خلال الـ22 عاما الماضية، تعافى منهم 4 آلاف شخص وتوقفوا عن تعاطي المخدرات، و16 ألف تغيرت سلوكياتهم للحماية من الإصابة بفيروس الإيدز.

وقدر الدكتور إيهاب الخراط، عدد متعاطي المخدرات في مصر عن طريق الحقن بحوالي 800 ألف، خاصة وأن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي قال إن هناك حوالي 6 ملايين مدمن في مصر، وسط تقديرات بانخفاض العدد إلى 3 ملايين، كما قدر أن هناك من 70 ألف إلى 100 ألف منهم مصاب بالإيدز نتيجة تعاطي المخدرات.
وحذر من تزايد خطر الإصابة بفيروس الإيدز بين متعاطي المخدرات بشكل عام، رغم أن الإصابة المباشرة لا تأتي إلا بين المتعاطين عن طريق الحقن، ولكن الكثير من المدمنين يعانون مما يسمى بالجنس غير المميز، أي ممارسة الجنس غير المحمي مع أشخاص عابرين وتعدد العلاقات الجنسية، ولذلك فهناك فرص كبيرة لانتشار المرض بين المدمنين وغيرهم من الأصحاء، خاصة وأن هناك 55% من متعاطي المخدرات عن طريق الحقن متزوجين، و70% من المتعاطين يمارسون الجنس غير المحمي.
وعن مطالبته بالتحول إلى سياسة الإلزام بالعلاج وليس العقاب، قال "الخراط" إنها تتمثل في أن متعاطي المخدرات لا يحبس، ولكن يدفع غرامة ويتم إلزامه بالخضوع للعلاج، وهذه التجربة أدت غلى انخفاض عدد المدمنين في البرتغال بنسبة 50% على مدار 14 عاما من تطبيقها، ولذلك يطالب بالتوجه غلى سياسة غزالة التجريم، والتي تختلف عن تقنين المخدرات، وهدفها هو تقليل نسبة التعاطي، والتعامل مع المدمن على أنه مريض يحتاج للعلاج.
