كوريا الشمالية: العالم مثل «العصيدة»
مسؤول تركي يطالب بضم غزة باعتبارها إرثا عثمانيا للحفاظ على حقول الغاز

تحول قطاع غزة إلى القضية العالمية رقم واحد، وطغى على كل الأزمات والملفات الدولية الأخرى، بعد صموده أمام العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية التي استمرت أكثر من 15 شهرا وأدت إلى تدمير القطاع بأكمله، في محاولة لتحويله إلى أرض غير صالحة للحياة، ودفع سكانه أصحاب الأرض الفلسطينيين إلى تركه، ولكنهم تمسكوا بأرضهم ورفضوا مغادرة القطاع المدمر، ورغم ذلك يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتجاه تهجير غزة من أهلها، وسط رفض فلسطيني مصري عربي قاطع لذلك الاقتراح.
ولكن رفض التهجير لم يقتصر على الجانب العربي فقط، بل امتد إلى العديد من العواصم العالمية والهيئات الدولية، ولكن اللافت هو دخول كوريا الشمالية على خط أزمة غزة، والتي شنت هجوما لاذعا على ترامب وتصريحاته بشأن السيطرة على القطاع، ووصفت السياسة الأمريكية بأنها السبب في غليان العالم وتحويله إلى ما يشبه وعاء العصيدة.
وجاء هجوم كوريا الشمالية، عبر وكالة الأنباء المركزية والتي فندت تصريحات ترامب ومطالبته بالسيطرة على قطاع غزة، وتهجير أهله من الفلسطينيين، وقالت إن العالم يغلي الآن مثل وعاء العصيدة بسبب الإعلان الأمريكي المفاجئ، والسيادة الوطنية لا يمكن أن تخضع للمفاوضات مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن آمال الفلسطينيين البسيطة في الأمن والسلام تتحطم بسبب الاقتراح.
وواصلت كوريا الشمالية هجومها قائلة إن أمريكا لا تستطيع البقاء على قيد الحياة إلا عبر الذبح والسرقة، وطموحها للهيمنة وغزو العالم والسيطرة عليه ظهر بجلاء في خطة غزة، ولكن الأمر لا يقتصر على القطاع فقط، كما تتجاهل واشنطن القانون الدولي ومبادئه، لافتة إلى اقتراح ترامب بالاستحواذ على جرينلاند ومطالبته باحتلال قناة بنما وإعادة تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا.
وأشارت بيونج يانج إلى أن عصر القطب الواحد، الذي مثلت فيه أمريكا القوة العظمى الوحيدة، انتهى فعليا، ويجب على واشنطن الاستيقاظ من وهمها البالي والتوقف فورًا عن انتهاك كرامة وسيادة الدول الأخرى.
وكانت كوريا الشمالية من بين الدول التي هاجمت ما تعرض له قطاع غزة من عدوان وتدمير وعدوان، واتهمت الاحتلال الإسرائيلي بالمسؤولية عن إراقة الدماء، ووصفت الولايات المتحدة بالطرف المتواطئ.
ضم قطاع غزة
ولكن التصريح الأغرب حول قطاع غزة، جاء من جانب رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، ويتولى حاليا رئاسة حزب المستقبل المعارض، والذي طالب بإعادة ربط قطاع غزة مع تركيا باعتبارها إرثا عثمانيا، مع منحه الحكم الذاتي.
وقال أحمد داود أوغلو إن تركيا تمثل الامتداد الشرعي للدولة العثمانية، وهي ىخر دولة شرعية حكمت القطاع قبل الانتداب البريطاني على حد قوله، وبالتالي فإن أهل غزة رفاق ومواطنون طبيعيون بتاريخهم المشترك مع أنقرة، ولذلك فعلى شعب غزة إجراء استفتاء شعبي عام للموافقة على الانضمام إلى تركيا كقطاع يتمتع بالحكم الذاتي، وذلك حتى يتم إنشاء دولة فلسطين، زاعما أن الفلسطينيين ما زالوا يحملون الهوية العثمانية في وجدانهم وتاريخهم.
كما وجه داود أوغلو انتقادات شديدة لتصريحات ترامب حول شراء أو امتلاك غزة، وقال إن الرئيس الأمريكي لا يستهدف القطاع، ولكنه يبحث عما وصفه بـ "فتحة البحر" بين قبرص ومصر، والممتلئة بحقول الغاز الطبيعي، وشدد على أن تلك الحقول ملكية مشروع للفلسطينيين، وحذر من المخطط الأميركي الإسرائيلي للاستيلاء عليها.