و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

الحمدلله الذي جعلنا مسلمين ، وأمرنا بان نعتصم بحبله جميعاً والا نكون من الهالكين ، واشهد أن لا إله إلا الله الواحد الاحد القوي المتين ، واشهد ان محمدا عبدة ورسوله الصادق الأمين ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الغر الميامين اما بعد …
ذكر التشيع في كتاب الله مذموماً في قوله سبحانه وتعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الانعام ، وفي قوله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159) الانعام ، وفي قوله سبحانه وتعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص وفي قوله سبحانه وتعالى (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم 
ففي الاية الاولى جعل الله سبحانه وتعالى التشيع عذاباً لنا يذق به بعضنا بأس بعض وسبحان الله هذه الاية تنطبق على المسلمين اليوم ايما انطباق ، وقد صرف الله لنا الايات منذ اكثر من الف واربعمائة سنة لعلنا نفقه وما نحن بمتفقهين ، ثم في الاية الثانية اكد الله سبحانه وتعالى لرسوله ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ليس منهم الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن امرهم الي الله الذي ينبئهم بما كانوا يفعلون، وفي الاية الرابعة ذم لفعل فرعون الذي قسم الناس شيعاً وأحزاب يستضعف منهم طائفة يذبح أبنائها ويستحي نسائهم واعد الله سبحانه وتعالى ذلك من الإفساد في الارض ، وفي الرابعة جعل الله الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً مشركين بقوله (ولا تكونوا من المشركين) من المشركين ياربي؟ (الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون.


كما ذكر التشيع مرة واحدة مصحوب بالغواية في قوله سبحانه وتعالى (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ (18) القصص 
فبعد ان استغاث به الذي من شيعته وادى الي قتل الاخر فان موسى قال (هذا من عمل الشيطان) ، حتى ان وسى قال للذي من شيعته (انك لغوي مبين) ، وهذا الذي من شيعته قال له ( يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) ، فان ذلك ايضاً في باب الذم 
ولم تاتي ممدوحة إلا في حالة واحدة في قوله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (78) سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) الصافات ، وفي هذه المرة الواحدة لم تكن الكلمة بمعنى التحزب او اتباع الفرقة ، لأن نوحا عليه السلام الذي كان إبراهيم عليه السلام من شيعته لم يكن حيّا وقت بعث الله إبراهيم نبيا ورسولا، لذلك جاءت هنا بمعنى اتباعة في الإحسان والايمان اي اتباعه في عموم التوحيد لا خصوص المنهج فلا يحتج بها من اراد ان يقول ان التشيع جاء مذموماً ومحمودا ، لانه لم يأتِ بمعنى التحزب والفرقة إلا مذموماً ، ولاننا قست قلوبنا ولم نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ، فان الله جعل التشيع عقاباً لنا يذيق بعضنا بأس بعض.

سيسأل سائل: 

هل معنى هذا انني اكفر الشيعة؟ واقول حاشا لله واستغفر الله ان اكون من الجاهلين فكيف انهي عن فعل وارتكبه؟ فقد انقسمنا الي سنة وشيعة وفي كل فرقة انقسمنا الي مذاهب شتى ، ففي السنة هناك الصوفية والمعتزلة والأشاعرة والجهمية والمعطلة والمرجئة وغيرهم أحزابا شتى وفي الشيعة هناك الجعفرية الاثنى عشرية والموسوية السبعية والزيدية وغيرهم طوائف كثيرة ، ونحن جميعاً على ملة ابراهيم (ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه) ، فهل شق علينا اتباع امر الله (قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين) آل عمران ، وهذا ما كان عليه آلنبي محمدًا عليه الصلاة والسلام (قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين) الانعام ، فما هي ملة ابراهيم؟ قال تعالى (ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا) النساء ، هي الإسلام لقوله سبحانه وتعالى (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) الحج ، إذا نحن جميعاً مسلمين اما هذه الاسماء سنة شيعة وغيرها (إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23) النجم 
نحن أحوج ما نكون اليوم للوحدة لا للفرقة ، نرمي انفسنا بكل نقيصة فنقول هؤلاء روافض واولئك نواصب والعدو من حولنا لا يرقب فينا إلًا ولا ذمة ، وقد اجمعوا ان يستريحوا مننا وقد تداعوا علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها ونحن غثاء كغثاء السيل نزع الله من قلب عدونا المهابة والقى في قلوبنا الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت ، ومازلنا مختلفين ، والذي رفع السماء بغير عمد وارسل للمستضعفين المدد لان لم ننتهي من الفُرقةِ والنكد ، لذهبت ريحنا ثم ليأتين الله بقوم غيرنا ثم لا يكونوا امثالنا إلا هل بلغت اللهم فاشهد

تم نسخ الرابط