في تصريحات خاصة لـ الصفحة الأولى
قيادي بفتح يرد على أبو مازن: ألفاظك مرفوضة وتفتقر للحنكة وتعزز الانقسام

في خطوة انفعالية، تطاول رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن على المقاومة وحماس بألفاظ نابية خلال جلسة المجلس المركزي الفلسطيني، حين قال: " مئات الفلسطينين يقتلون بشكل يومي.. وحماس تتفاوض على الأسير الأمريكي .. طيب يولاد الكـ.... سلمو الأسرى الللي عندكم وخلصونا وسدوا ذرائعهم"
وأثارت كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام جلسة المجلس المركزي موجة من الانتقادات من قبل عدد كبير ن الفلسطين، الذين اعتبروها مستفزة وتعزز الانقسام الداخلي، وتتناقض مع المصالحة الوطنية الفلسطينية، معربين عن استنكارهم بالتطاول على المقاومة وترك اسرائيل المعتدية دون مساسها بلفظ واحد.
من جانبه أكد الدكتور أيمن الرقب القيادي بحركة فتح أستاذ العلوم السياسة بجامعة القدس، أن تصريحات أبو مان وتطاوله باسخدام تلك الألفاظ أمر غير مقبول تماما ، مشددا أنه أبو مازن لا يتمتع بالحنكة الدبلوماسية وتصريحاته تعزز من الانقسام وتذهب بالمصالحة الوطنية أدراج الرياح .

وقال الرقب في تصريحات خاصة لـ الصفحة الأولى: "الأمر الثاني هو حديث أبومازن عن ملف السلاح ، فأي سلاح يتحدث عنه أبومازن هل يمتلك الفلطينيون دبابات أو طائرات مثل العدو ، لذلك ملف السلاح هو ملف فلسطيني فلسطيني يجب بحثه داخليا حول جدوى استخدامه او تجميعه أو توحيده ، الامر الثاني في حال تم توحيد السلاح واعلان سلطة فلسطنيية موحدة ماذا عن سلاح المستوطتنين والتوغلات في الضفة الغربية، ولماذا لا يربط أبومازن بين السلاح واعلان الدولة الفلسطينية ويربط بين السلاح وانسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية".
وأكد الرقب أن المستوطنين اليهود فقط يمتلكون ما يزيد عن 46 ألف بندقية آليه بجودة عالية وأشد فتكا من سلاح المقاومة، وأكثرها عددا وعتادا .
رد حماس على أبو مازن
وحول رد فعل حماس، اتهم باسم نعيم، القيادي في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي، رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بـ"التطاول على شريحة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني"، و"الاستمرار في انتهاك شرعية التمثيل الوطني الفلسطيني". جاء ذلك رداً على تصريحات عباس خلال اجتماع وصفه نعيم بأنه "مغتصب للشرعية"، حيث زعم أن عباس استخدم ألفاظاً نابية بحق جزء كبير وأصيل من الفلسطينيين.
وتساءل نعيم في منشور على صفحته الرسمية عما إذا كان عباس، باعتباره "مهندس اتفاقية أوسلو"، قد ساهم في نزع الذرائع من إسرائيل، "مما مكّن الاحتلال من مواصلة سياسات التهويد وضم الأراضي، والهيمنة على المسجد الأقصى، وارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، تشمل هدم المنازل واعتقال الآلاف"، وصولاً إلى محاولات "شطب الوجود الفلسطيني نهائياً"، وفق ما كتبه نعيم.
كما وجّه نعيم اتهاماً لعباس بـ"تكرار مواقف مشبوهة" يتحمّل فيها الشعب الفلسطيني مسؤولية "جرائم الاحتلال"، معتبراً أن هذا النهج "يتوافق مع رواية الاحتلال الإسرائيلي ويُسقط عنه المساءلة الدولية". وأكد أن مثل هذه التصريحات تُضعف الموقف الفلسطيني وتُفرّق الصفوف في حين يحتاج الشعب إلى الوحدة لمواجهة التحديات الكبرى.

كما قال أمين عام المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، أن ما سُمع خلال الجلسة من عبارات غير لائقة لا تخدم الوحدة الفلسطينية، بل تعمق الانقسام الداخلي، ولا تليق أصلًا برئيس السلطة الفلسطينية، مشددًا على أن "آخر ما يمكن قبوله هو لوم الضحية على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم".
وتعقيبا على تصريحات الرئيس عباس حول تسليم سلاح المقاومة، أوضح البرغوثي أن تسليم السلاح يكون طبيعيًا في حالة واحدة فقط وهي وجود دولة فلسطينية مستقلة، مضيفًا: "لكن السلطة نفسها ليست لها سلطة، وتمزقت بفعل إسرائيل".
وأضاف: "نحن نؤيد تشكيل حكومة وفاق وطني تشمل جميع الأراضي الفلسطينية، لكن الاحتلال الإسرائيلي يرفض ذلك بشكل قاطع"، معتبرًا أن المشكلة الأساسية هي وجود الاحتلال.
وأشار البرغوثي إلى أن حركة حماس عرضت بشكل واضح تسليم جميع الأسرى لديها دفعة واحدة مقابل وقف الحرب وتنفيذ صفقة تبادل شاملة، مؤكدًا أن إسرائيل هي من يرفض ذلك وتُصرّ على استمرار الحرب والتصعيد.
ومن جانبها علقت القناة الـ 12 العبرية على ألفاظ أبو مازن قائلة: أبو مازن و"إسرائيل" يتشاركان نفس الرؤيا حول حماس، ولا أهمية لتصريحاته لأن لا أحد يكترث به.