رواد السوشيال ميديا: خطة متعمدة للدعاية له
"كاملات عقل ودين" ينتظر حسم الأزهر.. كريمة: العنوان عن جهل أو عمد
لا يزال كتاب “كاملات عقل ودين”، للكاتبة أسماء عثمان الشرقاوى، مثار للجدل عبر رواد السوشيال ميديا خاصة بعد أن قامت دار النشر بسحبه من معرض الكتاب، لكن الغموض لا يزال يكتنف مصيره خاصة أن مصادر كشفت عن أن الكتاب تم عرضه على مؤسسة الأزهر الشريف للبت في أمره.
وقد أثار إعلان دار «السراج» للنشر سحب كتاب «كاملات عقل ودين»، من جناحها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الحالية إثر تعرض الكتاب والدار إلى هجوم كبير- حالة كبيرة من الجدل.
ولم تكتفِ دار «السراج» بسحب كتاب “كاملات عقل ودين” من معرض القاهرة للكتاب، بل أصدرت بيانا تعتذر فيه لكل من هاجم الكتاب بسبب عنوانه، أكدت فيه أنها «لم تتعمد المساس بأحاديث النبى أو تتبنى ذلك»، مشيرة إلى أن الكتاب «نُشر من قبيل مناقشة الآراء والتعرف عليها».
وأضافت الدار، معلنة عن سحب الكتاب نزولًا على رغبة المعترضين على عنوانه، واعتبارهم إياه «تحريفًا لنص حديث نبوى صحيح»: «أما وإن الرأى الغالب يرفض هذا الطرح، فإننا نعلن سحب نسخ الكتاب من التداول وإيقاف نشره منذ تاريخ هذا البيان».
وفي تطور جديد للأحداث، أفادت مصادر مطلعة أن كتاب “كاملات عقل ودين” سيعرض على الأزهر الشريف للبت في مدى مطابقته للمبادئ الإسلامية، وذلك بعد الانتقادات الواسعة التي تعرض لها الكتاب، حيث اعتبر البعض أن عنوانه وبعض الأفكار المطروحة فيه تمثل مساسًا بالدين الإسلامي، وأثار الكتاب جدلاً واسعًا حول حرية التعبير والنقاش الفكري في القضايا الدينية.
وسيقوم الأزهر الشريف، بصفته المرجعية الدينية الأعلى في مصر، بدراسة الكتاب بدقة وتحديد مدى مطابقته للشريعة الإسلامية، ومن المتوقع أن يصدر الأزهر فتوى رسمية حول الكتاب، والتي ستحسم الجدل القائم حوله.
حملة مدفوعة الأجر
مؤلفة الكتاب أسماء عثمان الشرقاوى، حولت الدفاع عن نفسها بسبب الحملة المقامة ضدها، والتى أكدت أن مدير دار «السراج» هو من سحب الكتاب بنفسه، نظرًا للحملة «المدبرة والممولة والمدفوعة» ضد الإصدار، نافية ما تردد حول أن إدارة معرض القاهرة للكتاب هى من مَنعت عرضه أو طلبت سحبه.
وقالت أسماء عثمان: «نشرت الكتاب من قبل، مع دار مدبولى الحفيد، تحديدًا الناشر أحمد مؤمن، فى عام ٢٠٢٢، ووقتها صدر بغلاف غير غلاف (السراج) الحالى، ولم يتعرض لمثل الهجمة الحالية»، مشيرة إلى اعتقادها أن ما حدث «حملة مدبرة ممولة مدفوعة الأجر».
وحول ما تعنيه بـ«حملة ممولة مدفوعة الأجر» للهجوم على كتابها، قالت مؤلفة «كاملات عقل ودين»: «إنسان ظلامى سلفى جهول قرأ الكتاب وقرر أنه لا يصلح للنشر. هذا الشخص قرأ النسخة المنشورة فى ٢٠٢٢، ليبدأ حملة هجومية تحريضية على الكتاب».
وتقدمت بالشكر لصاحب هذه الحملة الهجومية على الكتاب، قائلة: "لو كنت دفعت ١٠ ملايين جنيه للدعاية لهذا الكتاب ما كنت قد حصلت على مثل هذه النتيجة، ولذلك قررت توزيع الكتاب pdf بالمجان لمن يريد الحصول عليه وقراءته، أنا لا أريد أموالًا، كل ما أرغب فيه أن ينتشر العلم، أن تفكر العقول، ويعرف الناس دينهم بدلًا من هذا الوضع المزرى".
ونفت ما تردد حول أن إدارة معرض القاهرة للكتاب هى من منعت «كاملات عقل ودين»، أو طلبت سحبه من الدورة الـ٥٦، موضحة: "كلها أخبار كاذبة جملة وتفصيلًا، ومن نشرها لم يسأل من الأساس، واكتفى بالفبركة والتأليف من نفسه، ومن يتناقلها مخطئ"، مؤكدة أن صاحب شركة «السراج» هو من سحب الكتاب، بعد الهجوم الذى تعرض له هو والدار، قبل أن يصدر بيانًا رسميًا يعلن فيه ذلك.
وشددت على ضرورة تنقية السُنة المطهرة مما أُلصق بها ظلمًا وعدوانًا، معتبرة أن البخارى نفسه فعل ذلك من خلال الإمكانات التى أتيحت له فى عصره، والعيب كل العيب ألا نكمل مسيرته تلك، بعد أن اختار ٤ آلاف من ٦٠٠ ألف حديث جمعها، بما يعنى أنه انتقى أحاديث مما أعتقد أنها أحاديث غير صحيحة، ولم يتهمه أحد أو يكفّره.
واختتمت بقولها: "كل ما أريده نشر التفكر والتدبر بين المسلمين، بل بين أى إنسان على وجه الأرض. الله يريد منا ذلك وبه أمرنا دراسة القرآن الكريم والسنة النبوية لا بد أن تستمر ولا تتوقف أبدًا فى أى عصر حتى تقوم الساعة".
وعلى صعيد أخر شن رواد السوشيال ميديا هجوما على كتاب «كاملات عقل ودين» وعلى كاتبته، فاتهم البعض منهم الكاتبة بالجهل في اصول الدين ، وذب البعض الأخر الى انها خطة ممنهجة لتحريف ثواب الدين من القران والسنة، وقال اخرون أنها حملة متعمدة من دار النشر والكاتبة لإثارة الجدل والعمل على تقديم الدعايا للكتاب وبالتالي سيكون الاأكثر مبيعا وتوزعا وقد يتم رفع سعره أيضا بناءا على حجم الطلب عليه .
تفنيد حديث" ناقصات عقل ودين"
من جانبه، رفض الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية، التعليق على كتاب "كاملات عقل ودين"، مؤكدا أنه لم يقرأه ولا يستطيع التعليق عليه دون قرائته.
وقال كريمة لـ "الصفحة الأولى" أن كثير من الكتاب يلجأ إلى عناوين وأسماء صادمة لكتبهم في محاولة لحذب القراء، موضحا أن كثير منهم يلجأ إلى عناوين قد تتعارض مع ثوات الدين عند جهل أو عن عمد.
وأضاف كريمة أن كثير ممن يدعون الثقافة لا يدركون معنى الحديث النبوي الذي قال فيه الرسول" ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للُبّ الرجل الحازم من إحداكن" ، ويحاول البعض أن يذهب إلى تفسيره بأنه انتقاصا من المرأة رغم أن الرسول، بين مفهوم النقصان الذي أرده في الحديث.
وتابع كريمة:"معنى نقصان دين المرأة أن تكاليف الدين بالنسبة لها أقل من تكاليف الرجل بسبب ما يعتريها من حيض ونفاس فلا تصل ولاتصم، ولا يعني نقص تكاليفها نقص تدينها، كما لا يعني ذلك نقص ثوابها، أما نقص عقلها: فليس القصد منه افتقادها للحكمة والفكر الصحيح، فالحديث يرد ذلك النقص إلى الشهادة المالية، إذ لا يعتد فيها بشهادة امرأة واحدة بخلاف الرجل الذي هو أقدر على الضبط والفهم في تلك الحالة، وقد يعود ذلك إلى طبيعة مهمات المرأة الحياتية.