شهدت الساحة حادثة تعدٍّ مؤسفة عندما قامت طالبة بالاعتداء على زميلتها بالضرب، مما تسبب لها في إصابات جسدية، إلى جانب استخدام ألفاظ جارحة وإهانات لفظية وصلت إلى مستوى غير مقبول هذه الحادثة ليست مجرد واقعة فردية، بل هي مؤشر على ظاهرة متزايدة يجب أن تؤخذ على محمل الجد لمعالجتها من جذورها.
تحليل الظاهرة، تعدّ ظاهرة العنف في المدارس من أكثر القضايا التي تقلق الأسرة والمجتمع ، حيث تعكس انعدام التوازن في العلاقات بين الطلاب وعدم التزام البعض بالقيم والأخلاق التي يجب أن تسود في بيئة تربوية العنف، سواء كان جسديًا أو لفظيًا، قد يكون نتيجة لمجموعة من العوامل ، أهمها البيئة الأسرية ، قد تعاني الطالبة التي قامت بالتعدي من مشكلات داخل الأسرة مثل التفكك أو العنف الأسري، مما يدفعها للتفريغ عن إحباطها في بيئة المدرسة ، الاب والأم والعائلة كلها مسؤلة ، وكذلك التأثير المجتمعي والإعلامي فضلاً عن وجود محتوى غير مسبوق من العنف الذي يتعرض له الأطفال والمراهقون والذي يعد وبحق عاملاً مؤثرًا في تعزيز السلوك العدواني لديهم ، ولا ننسى غياب التوجيه المدرسي لانه اكيد المدرسة بل والوزارة قصرت في تقديم برامج توعية أو توفير بيئة آمنة تضمن حل الخلافات بطرق سلمية ، وقبل كل ذلك المجتمع الذي تربت وسطه الطالبة واقصد بالمجتمع كل الناس التي عاشرتهم الطالبة وأثروا فيها بدءا من الاب والأم الي الاقارب والجيران والمسجد او الكنيسة والبائع الذي تتعامل معه وسائق السيارة التي تستقلها مذيع او مذيعة التليفزيون الكل مدان.
نأتي الي تأثير الحادثة على الضحية والمجتمع المدرسي.
بالنسبة للطالبة المعتدى عليها، فإن تأثير الحادثة يتعدى الجروح الجسدية ليصل إلى الأذى النفسي، مثل فقدان الثقة بالنفس أو الخوف من العودة إلى المدرسة كما أن انتشار مثل هذه الحوادث يخلق بيئة غير آمنة داخل المدارس، مما يؤثر على أداء الطلاب وسلوكياتهم.
هل هناك حلول؟ طبعاً لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، لا بد من اتباع نهج شامل يدمج الأبعاد الأسرية والتعليمية والمجتمعية ، فيجب اولا تعزيز دور التوعية المدرسية ، يجب على المدارس تقديم برامج تثقيفية تُعلّم الطلاب كيفية التعامل مع الغضب والخلافات بطرق سلمية ، كما يجب التدخل الأسري فيتعين على الأهالي متابعة أبنائهم والتواصل المستمر مع المدرسة لفهم السلوكيات والتغيرات التي قد تطرأ عليهم ولا ننسى في هذه الحالة فرض عقوبات تربوية وتكون عقوبات مناسبة على السلوك العدواني لضمان عدم التساهل مع مثل هذه التصرفات، مع مراعاة أن تكون العقوبات تهدف إلى تقويم السلوك وليس الانتقام ، واخيراً يجب دعم الضحايا نفسيًا ، فمن الضروري توفير دعم نفسي للطلاب الذين تعرضوا للاعتداء لمساعدتهم على تجاوز الآثار النفسية والجسدية.
واختم كلامي فاقول التعدي الجسدي واللفظي في المدارس ليس مجرد تصرف فردي، بل هو مرآة لعدة مشكلات مجتمعية وتربوية تحتاج إلى معالجة جذرية من المهم أن تتكاتف الجهود بين الأسرة والمدرسة والمجتمع لتوفير بيئة تعليمية آمنة تعزز من قيم الاحترام والتفاهم بين الطلاب، وتردع كل من يحاول الإضرار بزملائه بأي شكل من الأشكال، واهمس في أذن معالي وزير التربية والتعليم فأقول نحن كلنا مدانون ، وقبل ان تضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري ، حاسب نفسك فان وزارتك هي وزارة التربية والتعليم ، والتربية اسبق ، فالطالبة منذ دخولها الحضانة حتى وصلت للصف الثاني عشر لم تتربى على الاخلاق والمبادئ التي تحكم المجتمع اي مجتمع ، علمهم اولا عدم الكذب وعلمهم عدم اخذ ما ليس لكم وعلمهم ان السب عيب فضلا عن كونه حرام وان الله لا يحب المعتدين ، وإن التسامح من اعلى الفضائل