موجودة في السوق السوداء
نائبة تهاجم «هيئة الدواء» وتكشف نقص المضادات الحيوية وعلاجات القلب
هاجمت النائبة راوية مختار عضو مجلس النواب، هيئة الدواء بسبب نقص الأدوية فى الأسواق رغم تكرار التصريحات بانتهاء أزمة النواقص على لسان أكثر من مسئول.
وقدمت النائبة راوية مختار سؤال برلماني موجه إلى وزير الصحة والسكان، وذلك في ضوء ما تشهده السوق المصرية من نقص حاد في الأدوية، خاصة المضادات الحيوية وأدوية القلب، مما أدى إلى انتشار ظاهرة السوق السوداء لبيع الأدوية.
وأشارت النائبة إلى تصريحات رئيس هيئة الدواء التي تتعارض مع الواقع، مؤكدة أن المواطنين يعانون من نقص شديد في الأدوية الأساسية.
وذكرت أن الصيدليات أصبحت تعرض أدوات التجميل بسبب اختفاء الأدوية الضرورية، مما يثير القلق بين المرضى الذين يعتمدون على هذه العلاجات.
وأكدت النائبة راوية مختار، أن هناك شكاوى عديدة من المواطنين بسبب نقص المضادات الحيوية وكريمات الأكزيما وأدوية القلب، لافتة إلى أن الدواء المصري الوحيد المتوفر هو مضاد حيوي يسمى «Elidel» والذي يتجاوز سعره 300 جنيه، مما يشكل عبئًا ماليًا على المواطنين.
استشهدت عضوة مجلس النواب، بتصريحات لوزير الصحة، والتي تشير إلى أن الاستراتيجية الوطنية للصحة تمثل أولوية متقدمة على أجندة عمل الدولة، قائلة: ورغم ذلك، فإن السوق المصرية تعاني من نقص حاد في الأدوية.
وطالبت النائبة بإيضاح عدة نقاط؛ حول الأسباب التي أدت إلى ظهور ظاهرة السوق السوداء لبيع الأدوية، وأسباب اختفاء أدوية المضادات الحيوية وأدوية القلب، والتي تستوردها مصر من الأدوية، وكذلك الكميات التي تنتجها مصانع الأدوية المصرية.
وتساءلت راوية مختار عن أسباب عدم التشديد على زيادة الإنتاج المحلي من الأدوية، وتصدير الأدوية رغم العجز الكبير في السوق، وكيف يتم تصدير الدواء إلى الخارج على حساب صحة المواطن المصري.؟
كما دعت النائبة راوية مختار إلى إحالة هذا السؤال لرئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، مع ضرورة تقديم إجابة مكتوبة وفقًا لأحكام نص المادة 200 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب.
انتهاء أزمة النواقص
وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قد أكد قبل أسابيع انتهاء مشكلة نقص الأدوية، لافتا إلي إنشاء 15 مصنعا جديدا للأدوية ليصل إجمالي عدد مصانع الأدوية في مصر إلى 172 مصنعًا، فيما تم إنشاء 33 مصنعًا جديدًا لمستحضرات التجميل خلال آخر 3 سنوات، حتى أصبح لدينا في مصر 120 مصنع مستحضرات تجميل، بالإضافة إلى 116 مصنعًا للمستلزمات والأجهزة الطبية، فضلًا عن مجموعة مهمة للغاية من المصانع وهي 4 مصانع جديدة؛ لإنتاج المواد الخام والمستحضرات الحيوية التي تدخل في صناعة الدواء.
وقال مدبولي إنه من بين كل 100 علبة دواء تُستخدم في مصر، 91 منها يتم إنتاجها في مصانع مصرية، بينما يتم استيراد العدد المتبقي وهو 9 علب فقط، ويشمل هذا العدد أدوية لأمراض متقدمة مثل الأورام وعدد من أدوية الأمراض الأخرى التي تسعى الحكومة إلى توطين صناعتها في السوق المصرية.
وفي يوليو الماضي، قال الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الصحة والسكان، إنه من المنتظر انتهاء أزمة نواقص الأدوية في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأكثر. وأضاف عبد الغفار أن تفاقم هذه الأزمة يعود إلى ما شهدته مصر في فترة سابقة من أزمة في العملة الأجنبية، ما أثر على استيراد المواد الخام.
وأوضح أنه بسبب الأزمات العالمية قامت الوزارة بوضع أولويات في توفير المستلزمات الطبية والأدوية، لافتا إلى أن الأولوية كانت لتوفير أدوية المناعة والأورام والقساطر المخية والقلبية، والتخدير لعدم توقف العمليات الجراحية.
وقبل أسابيع قليلة أيضا، كشف الدكتور علي الغمراوى رئيس هيئة الدواء المصرية، عن انتهاء أزمة نواقص الدواء فى السوق المحلى والاتجاة إلي توطين الصناعات الحيوية لأكثر من 80 صنف جديد، قائلا: الفترة المقبلة ستشهد ضخ كميات كبيرة من الدواء فى السوق المحلى.
وقال رئيس هيئة الدواء المصرية، إن هناك 3.6 مليار عبوة دواء تنتج سنويا داخل السوق المصرية للدواء، تكلفتها 191 مليار جنيه، ونصيب الفرد في ظل عدد السكان في مصر ما يقرب من 36 عبوة شهريا، وهذا رقم كبير.