و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

ترامب: استيلاء غير ودي على السلطة

أزمة تركية أمريكية بسبب سوريا وخبير: أردوغان الفائز الأول مما يحدث بالمنطقة

موقع الصفحة الأولى

اشتعلت أزمة بسبب سوريا، ين تركيا والولايت المتحدة، بعد إدانة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لاستيلاء أنقرة غير الودي على السلطة في دمشق، وهو ما نفاه الأتراك، الذي طالبوا بحذف هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، في الوقت الذي رفضوا فيه التوقف عن شن العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية، واستهداف الأكراد المدعومين من واشنطن.

نددت تركيا، بتصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي وصف انتصار الفصائل المسلحة في سوريا بالاستيلاء غير الودي من ناحية أنقرة، وخرج وزير الخارجية، هاكان فيدان، قائلا: "سيكون من الخطأ الجسيم وصف ما يحدث في سوريا بأنه استيلاء على السلطة، بالنسبة للسوريين فهو ليس استيلاء، وإرادة الشعب السوري لها الأسبقية اليوم".

وكان ترامب قال إن سقوط بشار الأسد يعتبر استيلاء غير ودي على السلطة في سوريا من جانب تركيا، وأوضح: "أعتقد أن تركيا ذكية للغاية، فتركيا أرادت الاستيلاء على سوريا منذ آلاف السنين، وقد نجحت في ذلك بطريقة غير مكلفة بسبب دهاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو رجل ذكي وصلب جدا، لكن تركيا نفّذت عملية استيلاء غير ودية، من دون خسارة الكثير من الأرواح، أستطيع أن أقول إن الأسد كان جزارا، وما فعله بالأطفال كان وحشيا".

وأكد وزير الخارجية التركي أنه من الخطأ اعتبار انقرة هي القوة المتحكمة في سوريا اليوم، وهو شيء لا يود الأتراك رؤيته، لأنهم تعلموا دروسا مهمة مما حدث في المنطقة التي دمرتها ثقافة الهيمنة، ولذلك، فالتعاون ضروري وليس الهيمنة، سواء التركية أو الإيرانية أو حتى العربية.

وأضاف وزير الخارجية التركي: "هناك إدارة جديدة في دمشق الآن، أعتقد أن هذا الأمر هو أكثر ما يثير قلقهم حاليا"، مطالبا المجتمع الدولي بإزالة هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع الشهير بأبي محمد الجولاني من قوائم المنظمات الإرهابية.

تصريحات ودية

وبرغم التصريحات الوردية من جانب الأتراك، إلا أنه على الأرض يجهز الجيش التركي لشن هجوم على مدينة كوباني السورية الحدودية الخاضعة لسيطرة الأكراد.

ويأتي هجوم أنقرة في الوقت الذي نفت فيه وزارة الدفاع التركية وجود حديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة أمريكيا في شمال سوريا، رغم إعلان واشنطن ذلك.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أكد أن وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية في محيط منبج بشمال سوريا تم مده حتى نهاية الأسبوع، ولكن الأتراك نفوا ذلك، وقالت مصادر بالجيش التركي إن انقرة لن تجري محادثات مع أي منظمة إرهابية، وأن كلام الخارجية الأمريكية كانت زلة لسان.

وأدرجت تركيا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية في قائمة التنظيمات إرهابية، بينما ترى امريكا وحلفاءها حزب العمال الكردستاني فقط منظمة إرهابية.

وقال الدكتور محمد أمين، المحلل السياسي، إن سقوط النظام السوري بهذه الطريقة على أيدي الفصائل المعارضة والمسلحة، لها تداعيات عميقة، ليس فقط على سوريا، بل على الخريطة الإستراتيجية للمنطقة بكاملها، وأيضا على المصالح الأميركية.

وأضاف المحلل السياسي، إن تركيا واردوغان أكبر فائز إستراتيجي مباشر مما حدث في سوريا والمنطقة، والولايات المتحدة تدرك ذلك جيدا، كما تدرك أن أنقرة هي اللاعب الخارجي الأكثر نفوذا داخل سوريا.

زيادة التوتر

وتابع أن سقوط نظام بشار الأسد، تسبب في زيادة التوتر في العلاقة المشتعلة بالفعل بين الأتراك والأمريكان، كما يبقى الملف السوري أحد أسباب الخلاف بين الجانبين، خاصة في ظل تهديد تركيا بتوسيع هجماتها التركية على قوات الأكراد المدعومة أمريكيا.

وفي نفس الوقت، فإن أمريكا تخشى من زيادة نفوذ وقوة هيئة تحرير الشام الإرهابية، وهي القوة الرئيسية التي أسقطت نظام بشار الأسد، وهو يمنح تركيا المزيد من النفوذ داخل سوريا.  

وتدرك واشنطن أن دعم تركيا هيئة تحرير الشام -وهي الجماعة المصنفة من قبل الولايات المتحدة "إرهابية" وأطاحت بنظام الأسد- يمكن أن يمنح أنقرة فرصة كبيرة لتوسيع نفوذها داخل سوريا.

تم نسخ الرابط