و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

كواليس الساعات الأخيرة

الأسد يخدع الجميع قبل الهروب وتركيا تقنع روسيا وإيران بالتضحية ببشار

موقع الصفحة الأولى

مازالت كواليس وأسرار هروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وسقوط العاصمة دمشق في أيدي الفصائل المسلحة تتكشف، مع اعتراف تركيا بنجاحها في اقناع الروس والإيرانيين بعدم التدخل العسكري في سوريا لمنع إراقة الدماء، وخطة الخداع التي نفذها الأسد قبل الهروب من دمشق إلى موسكو.  

واعترفت تركيا بأنها نجحت في إقناع روسيا وإيران بالامتناع عن التدخل العسكري في سوريا، بعد تصاعد هجوم الفصائل المسلحة ودخولها العاصمة دمشق، وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: "تحدثنا مع الروس والإيرانيين للتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكريا لتغيير المعادلة السورية، وقد تفهموا الأمر في النهاية، وكان هدفنا الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، وبذلنا جهودا لعدم سفك الدماء، من خلال التفاوض مع أكبر لاعبين قادرين على استخدام القوة لدعم بشار الأسد".

التدخل الروسي والإيراني لدعم الأسد

ولفت فيدان إلى أن التدخل الروسي والإيراني لدعم بشار الأسد، كان سيعني إطالة أمد الحرب وتأخير انتصار "المعارضة السورية"، والذي كان سيصبح دمويا.

وجاءت الاعترافات التركية حول تخلي روسيا وإيران عن بشار الأسد، في الوقت الذي تحدثت فيه الدائرة المقربة من الرئيس السوري عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل الهروب من دمشق.

وكان أبرز تلك التفاصيل، أن الأسد لم يتحدث مع أحد عن نيته مغادرة سوريا، في الوقت الذي كان نظامه ينهار بشكل متسارع، وأنه خدع جميع من حوله، بما فيهم أقاربه ومساعديه وأركان حكومته والمسؤولين، والذين تصور اغلبهم أنه مستمر في المقاومة ولن يهرب من البلاد.

خطة خداع بشار الأسد

ووصلت خطة خداع بشار الأسد، إلى درجة تأكيده لـ 30 من قادة الجيش والأمن في الاجتماع الأخير الذي عقد في وزارة الدفاع أنه ينتظر وصول الدعم العسكري الروسي، قائلا إنه في الطريق، كما طالب القوات البرية السورية بالصمود.

أما المسؤولون المدنيون، فهم أيضا تعرضوا للخداع من الأسد، حيث قال أحد المساعدين إن "بشار" قال لمدير مكتبه إنه سيعود للمنزل، لكنه رحل إلى المطار، ومنه إلى القاعدة العسكرية الروسية، للفرار إلى موسكو، ووصلت خطة الخداع إلى درجة اتصاله بمستشارته الإعلامية المقربة بثينة شعبان، والتي كلفها بالحضور إلى منزله لكتابة خطابا سيلقيه، ولكنها عندما ذهبت إلى المنزل، لم تجد أحدا.

وكانت الفصائل المسلحة سيطرت على العاصمة السورية دمشق فجر الأحد الماضي، وأعلنت سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وحزب البعث السوري، الذي حكم البلاد مدة تجاوزت 60 عاما، وقالت "إدارة العمليات العسكرية" التابعة للميلشيا السورية، إن المقاتلين اقتحموا العاصمة دمشق، في الوقت الذي غادر فيه الأسد إلى خارج البلاد. 

تم نسخ الرابط