صواريخ تل أبيب تهدم معبد آمون
فنكوش الـ هجوم الإسرائيلي على إيران.. والإسرائيليون نحن مستيقظون والإيرانيون نائمون
سجل يا تاريخ.. في الثانية من صباح السبت الموافق 26 أكتوبر 2024، فجأة تحولت أنظار القنوات الإخبارية إلى العاصمة الإيرانية طهران وحديث عن سماع دوي انفجارات نتيجة هجوم إسرائيلي، ليبدأ مزاد المراسلين.. هناك من قال إنه سمع دوي 3 انفجارات، وأخر قال عليه بخمسة، وأخرين رفعوها لعشرة وعشرين.. وفي المقابل قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية "سكان طهران نائمون ولم يشعروا بالهجوم، بينما نحن مستيقظون.. ولا يعرف ما إذا كنا قد هاجمنا أم هم؟ ولماذا رئيس الوزراء في الملجأ؟".. نعتقد (وهذه من عندنا) أنه خشي من مسيرة لبنانية ثانية تصل في الأثناء لمنزله، خاصة وأن منظومة الدفاع الجوي الأمريكية وجنودها المئة مشغولون بالتصدي للباليستية القادم من ناحية إيران، وكذلك القبة الحديدية التي تلاعبت بها صواريخ ومسيرات المقاومة العربية من لبنان والعراق واليمن، والتي ثبت أنها صديقة لهم بدليل مسيرات حزب الله التي حلقت في سماء إسرائيل برفقة المروحية العسكرية الإسرائيلية.
أيام التوبة
الساعة الثانية والربع من صباح السبت، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أكد فيه أنه هاجم إيران ردًا على هجوم الأول من أكتوبر 2024، لافتاً إلى أن النظام الإيراني وحلفاؤه في المنطقة لم يتوقفوا عن مهاجمة إسرائيل منذ السابع من أكتوبر2023، وأنه من حقّ دولة إسرائيل وواجبها أن تردّ البيان أوضح أنه تم تنفيذ الضربات على عدة موجات وعلى مدار عدة ساعات، في مناطق مختلفة من إيران.. وبعد الإعلان عن عودة الطائرات بسلام إلى إسرائيل، أطلق الجيش الإسرائيلي على المهمة اسم “أيام التوبة”.. وقال إن عشرات الطائرات من سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات تزود بالوقود وطائرات تجسس، شاركت في العملية، التي وصفها بالمعقدة على بعد حوالي 1600 كيلومتر من إسرائيل وبعد ساعة تقريباً من الهجوم خرج المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "دانييل هاجاري" في مؤتمر صحفي مقتضب وألقى بيانا باللغة الإنجليزية قال فيه لقد نفذنا ضربات محددة ودقيقة على أهداف عسكرية في إيران، مما أحبط التهديدات المباشرة لدولة إسرائيل. لقد أنجزت قوات الدفاع الإسرائيلية مهمتها هاجاري قال "رسالتنا واضحة: كل من يهدد دولة إسرائيل ويسعى إلى جر المنطقة إلى تصعيد أوسع نطاقا سيدفع ثمناً باهظاً".
هجوم إعلامي متبادل يحقق الإنجازات
ووسط صمت الزعماء السياسيين في تل أبيب وطهران بدأت الحرب أو الهجوم المتبادل بين الإعلام الإسرائيلي والإيراني على لسان المصادر الخفية (المسؤول الكبير والصغير، ورفيع وقصير المستوى وغيرها من المستويات) الإسرائيلي قال إن الهجوم تم من خلال 3 موجات بواسطة 100 طائرة من أنواع (إف 35، إف 15، إف 16) والمسيرات، وذلك ما أكدته صحيفة معاريف.. فيما أوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن تل أبيب استهدفت مواقع لإنتاج الصواريخ والمسيّرات وقواعد لإطلاق الصواريخ الباليستية.. ومن جانبها أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي أن الهجوم لا يستهدف المواقع النووية أو المنشآت النفطية ايرانية.. وقالت إن ادعاءات إيران أن الانفجارات التي سمعت ناتجة عن اعتراضات الدفاع الجوي كاذبة.
ومن أمريكا أكد موقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إسرائيل شنت ثلاث موجات من الضربات على إيران، وأن الموجتان الثانية والثالثة من الهجوم الإسرائيلي ركزتا على قواعد الصواريخ والمسيّرات ومواقع الإنتاج، والموجات الأولى من الضربات الإسرائيلية استهدفت نظام الدفاع الجوي.
واسدلت صحيفة نيويورك تايمز الستار نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن الهجوم على إيران انتهى بعد ضرب نحو 20 موقعاً.. ووضعت هيئة البث الإسرائيلية لافتة انتهاء الهجوم على إيران بعد شن ثلاث موجات من الضربات.
العلاقات العامة للدفاع الجوي لمحافظة طهران قالت في بيان لها عن سماع صوت الانفجار، والصوت الذي سمع حول طهران مرتبط باستجابة الدفاع الجوي الإقليمي لمحاولة النظام الصهيوني مهاجمة ثلاث نقاط خارج طهران، وأوضح البيان أنه في حوالي الساعة 2:15 صباحا، سُمعت عدة انفجارات في غرب طهران، وبعد ذلك أعلن الجيش الصهيوني الهجوم على بعض الأهداف العسكرية في إيران، ورغم سماع دوي عدة انفجارات غربي طهران وبعض الشائعات، إلا أن الوضع في طهران طبيعي.
الإعلام الإيراني
الإعلام الإيراني بدوره كذب الروايات الإعلامية الإسرائيلية وقال إن الهجوم تم بواسطة 50 طائرة، والمسيرات أسقطت دفاعاتنا الجوية بعضا منها، وأن إسرائيل حاولت استهداف 3 قواعد في محافظة طهران، إلا أنّ الدفاعات الجوية الإيرانية تصدّت لها، مضيفة أنّ الأجواء في العاصمة هادئة تماما، لأنه وفقا لمصدر أمني إيراني أن طهران لم تشهد أي حادثة أمنية أو عسكرية، ولفت الإعلام الإيراني إلى أن استهداف مطاري الإمام الخميني ومهر آباد ومنشآت نفطية هو كاذب.. وأن الدفاعات الجوية نجحت في إسقاط أهداف معادية ضدّ قواعد عسكرية في جنوب وغرب وشرق محافظة طهران وليس في العاصمة.
وكالة "تسنيم" الإيرانية والمعروفة بقربها من النظام الإيراني نقلت عن مصادر مطلعة قولها إنّه "لم يتم استهداف أي مراكز عسكرية تابعة لحرس الثورة الإسلامية، غربي وجنوب غربي طهران".. وأن مدينة شيراز، لم تشهد أي حادث خلال الساعات الماضية، ولا انفجارات فيها.. ونقلت "تسنيم" عن تسنيم عن مركز الدفاع الجوي بطهران أن الأصوات التي سمعت بمحيط العاصمة مرتبطة بردنا في 3 أماكن عند أطراف طهران موقع إيران بالعربي ذكر أن المعسكر الذي أستهدف في مدينة "إسلام شهر" هو معسكر فتح الذي تحول لمدينة سينمائية، مما أدى لاحتراق معبد آمون الذي استخدم في مسلسل النبي يوسف.
ماذا حدث؟
قيادة الدفاع الجوي الإيرانية أعلنت أن الضربات الإسرائيلية طالت نقاطاً عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، إلّا أنها أكدت أن عمليات الاعتراض والمواجهة كانت ناجحة"، فيما اقتصرت الأضرار المادية المحدودة على بعض الأماكن، حسب تعبيرها.. بينما شدد مسؤول إسرائيلي، على أن الضربات حققت أهدافها بعدما فشلت القوات الإيرانية في اعتراضها، وأن تأكيد إيران أن الانفجارات أتت جراء الدفاعات الجوية أدعاء كاذب.. وطهران تجزم بأن إسرائيل تسعى لتضخيم حجم هجومها الضعيف، وأن لا صحة لضربها 20 هدفاً في إيران والعدد لم يتجاوز 3 أماكن عند أطراف طهران، وأنه لم يتم استهداف أي مركز عسكري للحرس الثوري الإيراني في طهران.. الشيء الوحيد المؤكد أن الهجوم لم يصل للمنشآت النفطية والنووية وفقا لطهران وتل أبيب.. ويبقى السؤال ماذا حدث؟
العميد زهوي: مسرحية الرد على إيران
العميد الركن المتقاعد نضال زهوي يصف الأمر بالمسرحية ويقول: بعد قيام العدو الإسرائيلي الليلة بعملية الرد على إيران مستخدما 100طائرة حربية وأراضي دول عربية وإمكانيات أمريكية ليوجه ضربة قاتلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تبين أن الضربة على مراكز عسكرية في ثلاث محافظات إيرانية وهي طهران وخوزستان وإيلام وقد نجحت الدفاعات الجوية الإيرانية بصد 90% من الهجوم الصاروخي و100% من الهجوم بالمسيرات إلا أن لهذا الحدث دلالات مهمة يجب الإشارة إليها.
1- أن القدرات العسكرية الإيرانية فعالة في صد الهجوم والتفوق في سلاح المسيرات لصالح إيران وقدرة إيران على إيصال الصواريخ على الأراضي الفلسطينية أكبر بكثير من القدرات الإسرائيلية على إيصال الصواريخ على الأراضي الإيرانية
2- الخوف الإسرائيلي من ردة الفعل الإيرانية بالإضافة إلى التخوف الأمريكي على الاقتصاد العالمي لناحية الإمدادات النفطية وعلى قواتها في جنوب غرب آسيا جعلت من الضربة محدودة ومقتصرة على المراكز العسكرية وهذا يدل على أن إيران تمتلك الكثير من عناصر القوة الاستراتيجية الدولية.
ولكن الخطورة في هذه الخطوة هي اختراق العدو الإسرائيلي للأمن الإيراني وهذا ما سيسيل لعاب نتنياهو لشن ضربات على إيران ساعة يشاء تكون أكثر إيلاما لأن هذه العملية تكون الأولى من نوعها وبضخامتها على الأراضي الإيرانية، ومن هنا ستجد إيران نفسها أمام خيار واحد لردع الإسرائيلي هو الرد بقوة أعنف من الرد الماضي مما يعني أن المنطقة ستدخل في دوامة جديدة من الصراع أعتقد أن الإسرائيلي هو الخاسر بها.. أما إذا ربطنا العملية بالصراع على كل الجبهات سنجد أن عودة المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين إلى المنطقة بشكل سريع بسبب استدعاء نتنياهو، دلالة على أن الأخير قد صرخ أولا وسيقوم بالتنازلات المطلوبة لوقف الحرب على لبنان ويبقى الرد الإيراني مرهونا بوقف القتال في قطاع غزة.. لهذا كانت الضربة على إيران هزلية لحفظ ماء الوجه وتفسح المجال أمام الوسيط المفاوض أن يقايض بعدم الرد مقابل إنهاء النزاع بشكل عام.
زين الدين: مشروع تقسيم جديد روسي أمريكي صيني
الصحفي والمحلل السياسي خالد زين الدين رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية الهجوم يقول كان الهجوم أمريكيا فهي التي حددت الأهداف والوقت ضمن مشروعها الكبير للمنطقة لحفظ أمن إسرائيل ويرى زين الدين وجود أتفاق بين أمريكا وإيران وروسيا والصين لتقاسم الحصص، وهو اتفاق يقضي بأن سوريا لروسيا وتايوان للصين وفلسطين لليهود وأوكرانيا سيتم تقسيمها.
ووفقا لرؤية زين الدين هناك اتفاق على تقاسم المنطقة بين الأقطاب الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، ويتضمن الاتفاق بأن تترك الصين جزء من مشروع الحرير وتبتعد عنه، والتخلي عن دعم القضية الفلسطينية وفك التعاون مع باكستان، خاصة وأن أمريكا قلقة من التعاون الصيني الباكستاني لذلك زرعت بينهم مجدداً طالبان، مقابل ذلك يكون للصين تايوان، مشيراً إلى بدأ الولايات المتحدة الأمريكية في إنشاء معامل تحاكي معمل الرقائق التايواني بكلفة تخطت ٢٠ مليار دولار، لتفريغ تايوان وإعادتها للصين من جديد وبالنسبة لروسيا سيكون لها حصة في أوكرانيا وواجهة على البحر الأسود والمتوسط وحكم ونفوذ في سوريا مقابل فك الارتباط بإيران وضبط الحدود السورية الفلسطينية ومنع أي تهديد لما يسمى بدولة إسرائيل.. ويكون ذلك ثمناً للسكوت عما يحصل في غزة والتخلي عن فكرة بناء دولة للفلسطينيين داخل الحدود الجغرافية للأراضي التي احتلت عام 1967.
أما تركيا سيكون لها دور قوي برعاية أمريكية من خلال السماح لها بحكم العالم السني سياسيا وعقائديا، مع دور مصري.. وذلك يفسر التقارب المصري التركي نظراً للأهمية الكبرى لهما، فالقاهرة وأنقرة تمثلان حجم سني كبير شعبي وصناعي واقتصادي وإيران يكون لها دور قوي، ولكن سياسي وعقائدي دخل حدودها، ومهم وجودها كممثل للشيعة في المنطقة وهناك مخطط لإيران من خلال تحريك الشارع الداخلي على الحكم إذا استعصت على المشروع أما في لبنان سيكون هناك وصاية دولية بقيادة أمريكية ممثلة بالألمان، وسوريا ستتحول تدريجيا لحكم ذاتي للأقاليم، وإذ تحقق المشروع هناك مشروع للأردن والعراق.
الخلاصة وفقا لرؤية زين الدين هناك خارطة كبيرة للمنطقة تتمثل بتمزيق المنطقة، وتغيير جغرافي، وثقافي، وعقائدي.. ولبنان التي انتهت صلاحية مسؤوليها هي الدولة التي ستدفع الثمن الأكبر، لأن هناك مشروع لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالإضافة إلى 300 ألف فلسطيني من غزة، وكذلك توطين السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية ولم يغادروها رغم العدوان الإسرائيلي، فضلا عن مشروع أخر لتحريك المخيمات الفلسطينية وايقاظ الخلايا لضرب استقرار لبنان.
الصين مستفيدة من أزمة روسيا
خالد زين الدين، ذهب لأمر أخر، وهو أن الصين تتمنى بقاء العقوبات على روسيا لأنها المستفيد الأكبر من استيراد المشتقات النفطية بأسعار تنافسية من موسكو، ومن مصلحتها بقاء الفاتورة الصناعية في أوروبا مرتفعة لتستطيع بكين من تصدير منتجاتها بأسعار منافسة وكبيرة.. بالإضافة إلى أن الصين تحولت بعد الحرب الروسية الأوكرانية لثاني أكبر شريك ومصدر لأوروبا والسعودية، وإيران، وإسرائيل، وتركيا.. وبالتالي الصين مستفيدة جداً، وفي ذات الوقت أوروبا بحاجة للأسواق الروسية وحلفائها لأن منتجاتها لا تستطيع منافسة المنتجات الأمريكية واليابانية الأكثر تقدما والأقل كلفة لذلك هي بحاجة لتركيا وروسيا وأذربيجان وطاجكستان وأوزباكستان وقيرغيزستان لتسويق منتجاتها.
ماذا بعد الهجوم؟
وماذا بعد الهجوم الفنكوشي والمسرحي.. هل سترد إيران أم تتماثل للنصائح الأمريكية والروسية، خاصة وأن هناك معلومات متداولة بأن روسيا أبلغت إيران بالهجوم والمواقع المستهدفة، وكانت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت أن طائرة روسية وصلت مطار بن جوريون بتل أبيب ومكثت لمدة ساعة ونصف الساعة دون أن يعلم أحد ماذا حملت وبمن جاءت. ذلك في الوقت الذي نفى فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تبليغ إيران بوقت الهجوم أو قوته أو طبيعة الأهداف.. فيما أكدت هيئة الأركان الإيرانية احتفاظها بحق الرد على هجوم إسرائيل مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
وفي الوقت الذي أصدر فيه نتنياهو تعليمات لحكومته بعد التعليق أو الإدلاء بأي تصريحات خاصة بشأن الهجوم على إيران، وتأكيد الجيش الإسرائيلي استعداده للرد على أي رد إيراني وأنه يدرس حالياً طبيعة رد طهران.. فإن هيئة الأركان الإيرانية قالت إن الاحتلال الإسرائيلي استخدم صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوسا حربية ضعيفة الانفجار، مستهدفةً منظومات رادار حدودية في محافظتي إيلام وخوزستان وضواحي طهران، وقالت إن دفاعاتنا تصدت لعدد كبير من الصواريخ الإسرائيلية ومنعت دخول مقاتلات العدو إلى أجوائنا.
إذن سترد إيران على الهجوم أم تنتظر ولا يكون هناك رد.. العميد نضال زهوي يرى أن قرار الرد موجود ولن يتأخر، خاصة وأنه لم يصدر أي تصريح من إيران يناقض عملية الرد، ويتوقع زهوي أنه في حالة الرد سيكون أصعب بكثير من عملية الوعد الصادق 2، ولكن إذا صحت التوقعات الخاصة بالتفاوض لإنهاء الصراع والعدوان على غزة ولبنان مقابل عدم الرد فيمكن أن تقوم إيران برد مسرحي لحفظ ماء الوجه.
إنا لمنتظرون، ولعل تكون الهجمات الإسرائيلية على إيران هي النهاية وفقا لتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن.