ملك محافظة القاهرة
لجان هندسية تعاين المسرح العائم تمهيدا لهدمه و«الوزير ميعرفش»
انتفض الوسط الثقافى في مواجهة ما أثير حول هدم المسرح العائم بالقاهرة وفقا لمخطط تطوير منطقة المنيل الذى يستهدف توسعة المنطقة المحيطة بمستشفيات قصر العيني بجزيرة الروضة من أجل التسهيل على رواد المستشفى، وتوفير مناطق انتظار كافية للأطقم الطبية والمترددين عليها.
الغريب فى الأمر، كان إعلان الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بأنه لا يعرف شيئا عن المخطط، وما إذا كان سيتم "نقل" المسرح العائم أو بقائه فى مكانه، وفق تصريح صحفى له .
جاء تصريح الوزير، فى الوقت الذى أكد فيه مسئولين داخل المسرح على تردد موظفين من المحافظة وجهاز التنسيق الحضارى على مبنى المسرح أكثر من مرة لمعاينته وتسجيل مساحته .
وزير الثقافة لم ينفى هدم المسرح، وإنما أكد أنه لم يصدر قرار حتى الآن بشأن هدم المسرح العائم بالمنيل من عدمه، كما أنه لم يتم إخطار الوزارة رسميا بالمخطط الحضري لمنطقة المنيل.
مصير المسرح غامض
وأضاف أحمد فؤاد هنو أن هناك مخططا بالفعل، مشيرا إلى أن مخطط المشروع تنسيقي بين عدد من المؤسسات التنفيذية المسؤولة، إلا أن هذا المخطط لم يعرض على الوزارة حتى الآن، ولم يجلس مع منسق المشروع لاستيضاح مصير المسرح سواء بنقله أو بقائه في موقعه الحالي.
وأوضح أن هدم المسرح العائم مجرد تكهنات حتى الآن، لأنه لم يصدر قرار فعلي بهدم المسرح، قائلا: لا نعرف هل من المخطط إزالة المسرح أم سيتم تعديل مكانه أم سيتم إزالته ثم إعادته لمكانه مرة أخرى أم سيتم ترحيله لمكان آخر، وبالتالي وليس لدينا رأيًا كاملًا حوّل مكانه في مخطط المنطقة.
وشدد وزير الثقافة، أن وزارة الثقافة مهتمة بوجود المسرح سواء في مكانه الحالي أو بمكان بديل في نفس المنطقة، مؤكدا أن الوزارة تهدف لزيادة المنصات التفاعلية المسرحية لما لها من قيمة ثقافية وفنية كبيرة.
سيدة المسرح العربى
الفنانة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربى، أكدت أن هناك قرار بإزالة المسرح العائم يضم أيضا مسرح الطفل.
ونادت الرئيس عبد الفتاح السيسي بوقف تنفيذ القرار، قائلة: أنا أناشد الرئيس أرجو عدم تنفيذ هذا القرار لأننا بحاجة إلى مسارح إحنا بنفكر نبني مسارح مش نهدم مسارح، وبنفكر في الثقافة زي لقمة العيش بالنسبة للشعب فأرجو من السيد الرئيس يوقف هذا القرار.
فيما طالب المايسترو هشام جبر عبر صفحته الرسمية على موقع الفيس بوك، جموع الفنانين والمثقفين بمناشدة الدولة الحفاظ على المسرح العائم ، مؤكدا أنه صرح ثقافى لا يجوز هدمه.
ومن جانبها طالبت الدكتورة سامية حبيب أستاذة النقد والدراما في أكاديمية الفنون، المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، بتوضيح الأمر لفنانى ومثقفى مصر، ليس بصفته فنانا فقط وإنما من خلال موقعه الرسمي والوظيفى.
تاريخ إنشاء المسرح العائم
ويعود تاريخ إنشاء المسرح العائم، في حي المنيل وسط القاهرة إلى خمسينات القرن الماضي، وأطلق عليه اسم الفنانة المصرية فاطمة رشدي، إحدى رائدات المسرح والسينما، كما جرت صيانته وتطويره قبل سنوات.
كان المسرح العائم عبارة عن "عوامة متحركة"، كانت تتحرك كخشبة مسرح متنقلة بين كل محافظات مصر المطلة على النيل، لتقديم العروض المسرحية، بحيث تعود "العوامة" بعد الانتهاء من رحلتها إلى مقرها مكان المسرح العائم ، وكان ذلك في عهد ثروت عكاشة وزير الثقافة والإرشاد القومي، بهدف نشر الفن والثقافة في جميع المحافظات، وعلى الرغم من أنه كان يمثل منصة فنية تستقبل جميع الفرق، إلا أن الأفضلية كانت للمسرح الكوميدي الذي قدم روائع فنية شهيرة.
وتمتلك محافظة القاهرة المسرح العائم، إلا أنها منحته للبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة كحق انتفاع مدى الحياة، وشهد هذا الصرح تاريخا طويلا وحافلا، كما شهد سطوع نجوم وفنانين كبار وقدمت عليه أعمال كبار المخرجين.