احتجاجات داخل المجمع المقدس
اشتعال الحرب المقدسة بين «حراس العقيدة» و«رجال البابا» بوادى النطرون
انفجر بركان الغضب الكامن تحت الأرض بعد خروجه عن السيطرة بمجرد إعلان الجدول العام للمتحدثين فى جلسات سيمينار المجمع المقدس المزمع عقده خلال الفترة بين ١٨-٢١ نوفمبر بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون لمناقشة بعض الأمور العقائدية بعد إبداء بعض الأساقفه الكبار إحتجاجهم للبابا تواضروس الثانى " بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" وسكرتير المجمع القدس الأنبا دانيال على حضور شخصيتين لإلقاء محاضرات خلال السيمينار لإنتماءاتهم الغير أرثوذكسية وتسبب تسريب أسماء المعترضين عبر وسائل التواصل الإجتماعى فى مضاعف حجم الأزمة وتحولت من إختلافات داخليه فى وجهات النظر إلى صراع عقائدى علنى يهدد فعليا بشق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الراسخة عبر الزمان.
تسريب أسماء المعارضين
ولا يمكن الجزم بطريقة أو أسباب تسريب التوقيعات الإ أن بعض الترجيحات تميل إلى انه تم من خلال جروب الواتساب الخاص بأعضاء المجمع المقدس من خلال بعض الأباء والخدام عن قصد وليس بالضرورة بحسن نيه ولعل حجم أسماء الأساقفة المعترضين زاد من هول الصدمه لدى الشارع القبطى لكونهم معروفين بالدفاع عن العقيدة الإرثوذكسية والثوابت المستلمه من الآباء الأولين وتلاميذ المسيح وملقبين شعبيا "بحراس العقيدة" ؛ فمنهم من له باع طويل فى الأسقفية منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث ومنهم حديثى الرسامة لكن جميعهم يتحدون فى نفس الأفكار المناهضه لتغيير المعتقدات لمواكبه العصر أو ما يعرف بنهج "التيار العلمانى الإصلاح" .
وضمت قائمة الأساقفة المعترضين كل من : الأنبا رافائيل " الأسقف العام لكنائس وسط البلد" والأنبا بولا" أسقف طنطا" والأنبا إرميا" الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى"و الأنبا بنيامين" أسقف المنوفية" والأنبا إبرام" أسقف الفيوم" والأنبا سرابيون" أسقف لوس أنجلوس" و الأنبا يوسف" أسقف جنوب أمريكا" والأنبا يسطس" أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر" والأنبا بيمن " أسقف قوص ونقادة" والأنبا ديفيد" أسقف نيونيورك" والأنبا مارتيروس " الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحدبد" والأنبا أغاثون" أسقف مغاغة والعدوة" والأنبا مكاريوس" أسقف المنيا" والأنبا مايكل" أسقف فيرجينيا" والأنبا ثيؤدييوس" أسقف الجيزة" والأنبا يوحنا" أسقف شمال الجيزة" والأنبا زوسيما" أسقف أطفيح والصف" والأنبا فيلوباتير" أسقف أبو قرقاص" والأنبا تادرس" أسقف بورسعيد" والأنبا صليب" أسقف ميت غمر" بينما خرج كلا من الأنبا موسى " أسقف عام الشباب" والأنبا أبانوب" أسقف عام المقطم" عبر مقاطع فيديو مصورة- تحتفظ الصفحة الأولى بنسخه منها- يعربون خلالها عن رفضهم التام لحضور الخارجين عن العقيدة لسيمينار المجمع المقدس ووجوب الحفاظ على الهوية الأرثوذكسية المستلمه عبر الأجيال ودفعت ثمنها بحورا من الدماء- على حد وصفهم بينما تحدث الأنبا بنيامين " مطران المنوفية" عن الأزمة خلال قناة Me Sat القناة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الأسمين محل الإعتراض لهم توجهات لا طائفية وتم تذكيتهم كمعلمين ومحاضرين لأساقفة المجمع المقدس ورد الفعل كان تعبيرا عن الآراء .
المتهمان بإشعال الأزمة
ويعتبر كلا من سينوت دلوار وجوزيف فلتس هما السبب الرئيسي فى الخلاف الذى تسبب فى أول مواجهه مباشرة بين أساقفة الكنيسة من حماة الأيمان وبين سكرتير المجمع المقدس والبابا تواضروس والأساقفه التابعين له بعد تورطهم فى ترشيحهم لعقد محاضرات عقائدية لأعضاء المجمع المقدس رغم إنحرافاتهم الإيمانيه المخالفه للعقيدة الإرثوذكسية وذلك نظرا لأرائهم التى كانت مناهضة لتعاليم البابا شنودة الثالث وإتباعهم لفكر الراهب متى المسكين المحظور توزيع مؤلفاته فى الكنائس القبطية الإرثوذكسية ولعل سينوت دلوار كان أحد مؤسسي التيار العلمانى مع كمال زاخر و مجموعته والتى عليها مآخذ عديدة من الكنيسة كما هاجم فى السابق البابا ديمتريوس الثانى لمناهضته لنشاط الإرساليات التبشيرية الأجنبية فى مصر من خلال كتابه " تاريخ مدارس الأحد" وما زاد الطين بله تعيين البابا تواضروس له عضوا بلجنة شؤون المعاهد التعليمية ومسئوليه مدارس الأحد وإدارة معهد التاريخ الكنسي بالمعادى كل هذه الأسباب أشعلت الغيرة المقدسة فى قلوب الأساقفة أعضاء المجمع المقدس بالإضافة إلى أسباب أخرى خلافية مع البابا فى موضوعات طقسية وإعتراضيه على بعض السياسات الإدارية فيمكن إستعارة المثل القائل بكون الأزمة الأخيرة بمثابة القشه التى قسمت ظهر البعير .
هاشتاج وحملات دعم لأساقفة المجمع المقدس
وأطلق البعض حملات لتأييد موقف الأساقفة من خلال هاشتاج حمل مسمى ندعم_أسود_المجمع_المقدس والتى دعا لها الدياكون ديسقوروس عبر صفحته على موقع فيس بوك ومن بعده إيبوذياكون مارتيروس الذى أعلن كامل الدعم للأساقفة الرافضين لتواجد مخالفى الإيمان خلال سيمينار المجمع المقدس وعدم التهاون مع أى أفكار غير مستقيمة .
إتهامات لسكرتير البابا
وهاجم الناشط باسم سام " صاحب قناة الفكر الحر" التى تبث من الخارج سكرتير البابا تواضروس الثانى الراهب كيرلس الأنبا بيشوى واتهمه بكونه اهم أسباب الأزمة وتوسيع الفجوة بين البابا والأساقفة والشعب و المجاملة بالأهواء الشخصية و إبعاد الكثير من الأساقفة والشخصيات المرموقة عن البابا نظرا لمحسوبيات ومصالح خاصه به بجانب ضرورة تغييره بسكرتير أخر يتسم بالوقار والجدية والإحترام للجميع ولا يتحرك بتعليمات أو توجيهات .
ونشرت صفحة مسيحى إرثوذكسي مقترحا للخروج من الأزمة الحالية مقدم للبابا تواضروس الثانى يستند على تغيير المنظومة الإدارية فى الكنيسة ودائرة المحيطين به وإحلالها بدائرة من المخلصين من المشهود لهم بالامامه والمهنية العالية بجانب تغيير المتكلمين خلال سيمينار المجمع المقدس.
الكنيسة لا تؤمن بعصمة البابا
وقال كريم كمال الكاتب والباحث فى الشؤون القبطية والسياسية ، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة مجمعية حسب لائحة المجمع المقدس القرارات تكون بثلثي الأساقفة ولا يتعاملون مع البطريرك بمبدأ ابن الطاعة تحل علية البركة لان المجمع المقدس جهة تشريع في الكنيسة والاب البابا البطريرك حسب قانون الكنيسة هو الاول بيّن متساوين وطاعة الاباء المطارنة والأساقفة بتكون لقرارات المجمع وليس لقرارات البطريرك كلامي ده حسب قانون الكنيسة وليس راي شخصي يجانب إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة مجمعية وليست كنيسة بابوية تؤمن بعصمة البابا مثل الكنيسة الكاثوليكية وهذا لا يقل من احترام الجميع لشخص ومكانة البابا البطريرك الذي لا يعطية قانون الكنيسة الحق في الانفراد بالقرارات .
وأضاف أن المجمع علي قلب رجل واحد والاختلاف في الرأي طبيعي وقداسة البابا تواضروس منفتح دائما علي كل اراء الاباء ويقدرها دائما وحريص كل الحرص علي اخذ القرارات بشبة الإجماع في جميع المواقف داخل المجمع .
مساعى للدفاع عن البابا
وعلى النقيض جرت بعض المساعى من المقربين للبابا لتهدئة الأمور و حشد جبهه من المفكرين و الإعلاميين لدعمه خلال الأزمة الإ انها لم ترقى لمستوى يمكن وصفه بالمرضى بينما خرج بعض القساوسة مثل القس جوناثان رفعت و بعض الرهبان فى محاوله للحفاظ على ماء الوجه والدفاع عن البطريرك عبر وسائل التواصل ونشر صورا له تعبر عن كثرة مسئولياته .