قاطع طريق أصبح شيخ منصر
حميدتى .. كبير مرتزقة الدعم السريع «أمى» يحمل رتبة فريق
الإسم: محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتى
تاريخ الميلاد: مارس 1975
المؤهل: أمى
المهنة: كبير المرتزقة بالسودان
عندما يتطاول الصغار على الكبار فعلى الدنيا السلام.. مقولة لخص بها أحد السودانيين الوضع الراهن، واصفا هجوم زعيم ميلشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتى، على الجيش المصرى بأنه من علامات يوم القيامة.
فمسيرة الرجل التى بدأت بقطع الطريق على رعاة الإبل والأغنام لفرض الإتاوة عليهم وسرقة أموالهم، جعلت منه فيما بعد زعيما لعصابة من قطاع الطرق ثم قائدا لميلشيا مسلحة، وجدت فيها بعض الأنظمة والدول أداة لنهب ثروات السودان وتأديب المدافعين عن وحدة الوطن السودانى ومقدراته.
وفى مرحلة تاريخية من مراحل ضعف النظام السودانى، كانت ميليشيا حميدتى قوة كبيرة لفتت أنظار حكومة الخرطوم التي طمعت بضمها لمساندة مليشيا الجنجويد من أجل قمع تمرد الحركات المسلحة في إقليم دارفور غربي البلاد، وهكذا كانت تلك المليشيا بوابته نحو الدخول في معترك السياسة حتى صار في غفلة من الزمن نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي بعد الإطاحة بنظام عمر البشير الذي عينه وأدخله الجيش.
أمى يحمل رتبة الفريق
محمد حمدان دقلو أو حميدتى كما كان يناديه أفراد العصابة، رغم أنه أمي لم ينل تعليما ولم يذهب إلى مدرسة بوما حصل على رتبة "الفريق أول" وهو ما يثير السخرية والحزن في آن واحد.
كان المطلوب من حميدتى وعصابته قمع السودانيين، فبرز اسمه في حرب دارفور عندما ساهمت حكومة عمر البشير في تسليح قواته ولاحقا انشائها ووضع قانون لها عام 2013 على الرغم انها لا تمتلك تدريبا نظاميا بما فيهم قائدها الأمى.
وربطت اسم تلك القوات "الجنجويد" بجرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري للقبائل غير العربية غرب السودان، كما ارتبطت قواته أيضا بالحرب في اليمن و تلقت أموال طائلة نظير ذلك مما أدى الى وصفها بالمرتزقة من غالبية السودانيين أنفسهم.
ونظرا لبشاعة الجرائم التى صدمت العالم، فقد اعتبرت المنظمات الدولية حميدتى مجرم حرب، وطالبت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين المحكمة الجنائية الدولية بإدراج محمد حمدان دقلو ضمن قوائمِ المطلوبين لدى المحكمة وتقديمه للعدالة.
ثورة ديسمبر السودانية
خلال الثورة السودانية التي اندلعت في 19 ديسمبر من عام 2018 والتي أسقطت الرئيس عمر البشير، كانت ميليشيا الدعم السريع عائقا للانتقال السلمي للسلطة ومدنية الدولة وسيادة القانون فقد كانت من أشهر مطالب ثورة ديسمبر السودانية إسقاط نظام البشير، وتشكيل حكومة مدنية، وعودة الجيش للثكنات وحل قوات الجنجويد.
الرفض السودانى المستمر لميليشيا الدعم السريع، دفع حميدتى لقتل ما يزيد عن 250 مواطنًا سودانيًا خلال تظاهرات رافضه لوجوده بالخرطوم في سبتمبر 2013
اختلف حميدتى لاحقًا مع عبد الفتاح البرهان بسبب خطة دمج الدعم السريع في جيش واحد، وأعلن التمرد على الجيش السوداني في 15 أبريل 2023 وقد وصف حربه بأنها ضد الإسلاميين المتطرفين ولتحقيق الديمقراطية والحكومة المدنية؛ لكسب ود الولايات المتحدة والغرب، لكنه لم ينس لحظة انه مجرد قاطع طريق وزعيم مرتزقة، ليصبح المسئول الأول عن أسوأ أزمة و حرب في تاريخ السودان الحديث.
واصل حميدتى وميليشياته عمليات القتل خارج نطاق القانون، والاغتصاب، وسرقة المال العام متمثلا في مقدرات السودان من الذهب و احتلال بيوت المواطنين، وتخريب المؤسسات الوطنية بما فيها متحف السودان القومي، فضلا عن تهريب المخدرات.