الأولى و الأخيرة

بمعدل 400 مليون متر مكعب يوميًا

تدفق مياه النيل الأزرق لبحيرة ناصر بعد توقف توربينات سد النهضة الإثيوبي

موقع الصفحة الأولى

في تطور جديد بشأن سد النهضة الإثيوبي، كشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تدفق مياه النيل الأزرق عبر بوابات المفيض العلوية لـ سد النهضة منذ الخامس من سبتمبر الجاري، بمعدل يقدر بحوالي 400 مليون متر مكعب يوميًا. 
وأكد أستاذ الموارد المائية أن التغيير جاء عقب توقف توربينات سد النهضة الأربعة عن العمل، مما جعل بوابات المفيض العلوية المصدر الوحيد لتدفق المياه إلى بحيرة ناصر خلف السد العالي في مصر.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد افتتح يوم 24 أغسطس الماضي بعض بوابات المفيض العلوية بتدفق يومي حوالي 250 مليون متر مكعب من المياه، واستمر هذا الوضع لمدة 4 أيام فقط، ثم أغلقت إثيوبيا البوابات يوم 28 أغسطس بعد وصول قوات مصرية إلى دولة الصومال يوم 27 أغسطس.
وحول تفاصيل الوضع الحالي ومعدل التدفق، أشار عباس شراقي إلي أنه متوسط تدفق مياه النيل الأزرق عند سد النهضة حاليًا يبلغ حوالي 400 مليون متر مكعب يوميًا.
وأكد أن المخزون في سد النهضة ظل ثابتًا عند مستوى 638.25 مترًا فوق سطح البحر، وهو ما يعادل حوالي 60.5 مليار متر مكعب، وذلك منذ حوالي أسبوعين.

مياه النيل الأزرق


وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، اكتمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق بنسبة 100% بحلول شهر ديسمبر المقبل، واصفا ذلك بالإنجاز التاريخي.
وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي أن السد يحجز 900 مليون متر مكعب من المياه يوميا منذ بدء المرحلة الخامسة، كما يحتجز في بحيرته وقتئذ 62.5 مليار متر مكعب، متوقعا أن يرتفع هذا الرقم إلى ما بين 70 إلى 71 مليار متر مكعب بحلول ديسمبر، من إجمالي 74 مليار متر مكعب هي السعة الكلية المستهدفة للسد.
بينما شكك عباس شراقي في هذه الأرقام التي يعلنها أبي أحمد، ويقول إن السد لا يمكنه احتجاز أكثر من 60 مليار متر مكعب من المياه.
وأوضح عباس شراقي أنه على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق بشأن آلية التخزين أو التشغيل بين الأطراف المعنية مصر والسودان وأثيوبيا، فقد قامت إثيوبيا بحجز مياه النيل الأزرق بالكامل على مدار شهري يوليو وأغسطس، مما أدى إلى احتجاز حوالي 19 مليار متر مكعب من المياه..
وعن فتح بوابات سد النهضة، قال إن أديس أبابا فتحت بوابات المفيض العلوية بشكل محدود بين 24 و28 أغسطس، حيث تدفقت حوالي مليار متر مكعب من المياه فقط. 
وفي الخامس من سبتمبر، تم فتح البوابات بشكل أكثر كثافة ليصل التدفق إلى 400 مليون متر مكعب يوميًا، بعد توقف توربينات سد النهضة تماما.

بوابات السدود السودانية

وتابع الدكتور عباس شراقي، أنه في ضوء هذه التطورات الخاصة بالتدفقات المائية، قامت السودان بفتح مزيد من بوابات سدي الروصيرص ومروي، مما سمح بوصول مياه الإيراد السنوي الجديد إلى بحيرة ناصر خلف السد العالي في مصر. 
وأشار إلي تأخر وصول هذه المياه إلى بحيرة ناصر حتى نهاية أغسطس، بدلاً من الموعد الطبيعي في نهاية يوليو، وتأخرت شهرين ونصف عن موعدها المعتاد بسبب الحجز الإثيوبي.
وشدد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، علي أن هذه التطورات تشير إلى وجود تحديات كبيرة في إدارة موارد المياه وتنسيق العمليات بين مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكدا أنه مع استمرار تدفق مياه النيل الأزرق عبر بوابات المفيض العلوية، يتعين مراقبة كيفية تأثير هذه الديناميات على استراتيجيات التخزين والتشغيل المستقبلية. 
وأكد في الوقت نفسه، علي ضرورة استمرار المفاوضات وتقديم الحلول التوافقية بين الأطراف المعنية سيظل أمرًا حاسمًا للحفاظ على استقرار الأوضاع وضمان إدارة فعالة لموارد المياه في المنطقة.

تم نسخ الرابط