و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

لم يكن إقدام الكيان الصهيوني على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران بمقر إقامته والذي قيل أنه يبعد قرابة 150 مترا من منزل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي سواء بصاروخ جو أرض، أو بقنبلة مزروعة بغرفة نوم الشهيد أو بقذيفة أطلقت من إحدى محطات التلفريك القريبة من مقر الإقامة سوى أن الدولة النووية الداعمة لفصائل المقاومة الفلسطينية والعربية ليس لديها قوة أمنية داخلية تحميها وتحمي ضيوفها وأن أمنها أهون من خيط العنكبوت خاصة وأن الكيان تسلل من خلال خيوطه كثيرا ومرارا وتكرارا.  

أمر أخر، أن الأجهزة الأمنية الإيرانية مخترقة بشبكة من الجواسيس تعمل لصالح الصهيو أمريكية وأنها قادرة على الوصول لأكبر رأس في النظام الإيراني وهي المرشد الأعلى.

أمر ثالث.. هي الخيانة فاغتيال القائد العسكري بحزب الله فؤاد شكر .. ومن قبله صالح العروري ثم قادة كتائب القسام وقادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وقادة بالمقاومة اللبنانية والسورية على الطريق ما بين بيروت ودمشق في وقت بعينه وفي مكان بعينه ما هو إلا تأكيد على وجود خيانة داخلية.. عملاء على كافة المستويات يمنحونهم المعلومات بالوقت والمكان.. مع احتمالية مساعدة من قبل بعض أنظمة بالمنطقة.  

 

مقتل السلام  

ومن الملاحظ في عملية الاغتيال أن "النتن ياهو" أقدم على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي باتت الممثل الشرعي لفصائل المقاومة الفلسطينية ليغلق باب الصفقة وهو يعلم جيدا أنه بفعلته هذه يقضي على رجل يتمتع بعلاقات قوية مع كافة قادة وأعضاء الفصائل بما فيها حركة فتح.. فضلا عن كونه قريب من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فهو شاركهم المقاومة من قبل وكان معهم.

الشهيد هنية كان يقاوم ويفاوض وهو على أرض غزة التي لم يغادرها إلا عام 2017 بعد انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحماس.. وللشهيد أبناء وأحفاد وأشقاء وذي قربى قتلتهم قوات الاحتلال خلال جميع المواجهات مع المقاومة.. لذلك فإن الشهيد هنية كان الأقدر على تمرير أي صفقة خاصة لكونه كان مهتما بالمواطن الفلسطيني الذي عايشه وتجرع مثله مرارة الحصار ونقص الدواء والمواد الغذائية وكافة سبل الحياة..  

الخلاصة.. الشهيد هنية لم يكن مقاوم من الخارج، ولم يغتني ولم يعش رغد العيش باسم الجهاد المقدس.. وأن النتن ياهو يعلن باغتياله مقتل السلام وأن المطلوب من المقاومة الإستسلام للمشروع القادم والذي يعلمه قادة المنطقة والمقاومة.  

ربما وهو غير مستبعد أن القادة رفعوا رايات الاستسلام وتم توزيع الأدوار..  وما يحدث حاليا هو إخراج سينمائي وفقا لمقتضيات حبكة السيناريو.  

أصل القضية  

القضية الأساسية في الملف الفلسطيني أن القادة العرب ينظرون إليها على أنها قضية دينية ويجب على كل مسلم الدفاع عن بيت المقدس وكل مسيحي الدفاع عن بيت لحم.. علما بأن القضية عربية ومادام القادة ليسوا على قلب رجل واحد فالمسلمين والمسيحيين من خارج الديار العربية غير ملزمين.. كل يدافع عن نفسه وداره وأرضه.. فإذا كنتم تتهربون من مسؤولياتكم فهل من حقكم مطالبة الأخرين بتحمل المسؤولية عنكم؟

الآن ومن قبل نلقي باللوم على إيران ونعاديها كلما أصابتنا مصيبة..ثم نهرول إليها في الظلام.. علما بأنها دولة إسلامية ومن الممكن أن تكون العصا التي نرهب بها عدونا.. لا أن نتخذ العدو صديقا وأخا ونوقع معه الإبراهيمية ونقول إن اليهود كانوا يعيشون هنا معنا منذ الأزل.. وبهذا المنطق فالإيرانيين يعيشون معنا من قديم الأزل فلماذا نعاديهم؟  

نعاديهم لأنهم شيعة ويناصرون الأمام علي كرم الله وجهه وآل البيت؟ ولا يناصرون آل سفيان الأمويين ومحمد بن عبد الوهاب؟

علما بأن من وقعتم معهم الإبراهيمية وتصادقونهم صهاينة يدعون بأنهم يهودي الديانة وهم لا يختلفون عن الإخوان المسلمين وداعش كلاهم له راية دينية تخفي في باطنها مشروعا سياسيا ساندته الولايات التخريبية المتحدة والمملكة الاستعمارية وأحفاد الصليبيين الطامعين في خيرات الشرق. باسم الدين ترتكب الجرائم والمطامع الاستعمارية ولدينا نموذج مسيحي في الحملة الصليبية وأخر إسلامي وهو الاحتلال التركي العثماني.

أيها السادة أصحاب الفخامة والمعالي والأماكن الرفيعة أنقذوا فلسطين شعبا وأرضا واحتضنوا إيران المسلمة واقضوا على فتنة المذهبية الدينية والطائفية تحت شعار كلنا شعب واحد الأرض لنا والدين لله.. لإنقاذ  أنفسكم أولاً وليس شعوبكم التي هي في أخر اهتماماتكم.. قبل أن يكون مصيركم صداميا أو قذافيا.. أو ربيع أخر أكثر ظلامية لأنه سيكون ربيعا بقوة سلاح قادم من الخارج.. بمعنى أخر تقسيم جديد وضعته الصهيو أمريكية بمباركة أحفاد الصليبيين. 

تم نسخ الرابط