الحب الحلال في القصر الجمهوري
بعقد عرفي.. وزراء وسياسيون في نادي الزواج السري
نادي الزواج السري، مصطلح تم إطلاقه بين المشاهير من أهل الفن والسياسة، لأن أغلب المشاهير والنجوم يحرصون على إخفاء حياتهم الشخصية، لاسيما وإن كانت تنضوي علي أسرار كالزيجات السرية وعلاقات الحب والغرام، وذلك لأن متابعة الحياة الشخصية للمشاهير تعد هدفًا مهمًا للجمهور والمعجبين في كل الأوقات والأزمنة.
ويضم نادي الزواج السري في مصر عددا من السياسين والوزراء ونجوم المجتمع من الرياضيين وكبار الفنانين منذ عهد الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي التى تزوجت سرا بأحمد حسين باشا رئيس الديوان الملكي، وحتي وقتنا الراهن.
العديد من أصحاب تجربة نادي الزواج السري اضطر للجوء لهذه الطريقة لأسباب وظروف مختلفة، حتي وإن كانت حفاظا علي استقرار زواجهم الأول، لكن في النهاية أوقعهم هذا الزواج في مشاكل كثيرة أثرت على مكانتهم ودفعت البعض الآخر منهم للجوء إلى القضاء.
وأبرز مثال علي ذلك، كان زواج الفنانة المسرحية فاطمة سري "عرفياً" من السياسي محمد بك شعراوي إبن علي باشا شعراوي وهدى هانم شعراوي رائدة تحرير المرأة.
وبعدما انجبت فاطمة سري بنتا، أنكر محمد شعراوي زواجه منها وأبوته لإبنتها، وبعد ثلاث سنوات من النزاع القضائي، حكمت المحكمة لصالح فاطمة سري ونسبت إبنتها إلى شعراوي، لكنها حرمت من رؤيتها حتى وفاتها في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي.
ضباط يوليو
في الخمسينيات من القرن الماضي، كان ضباط ثورة يوليو، هم أشهر من لجأوا ل نادي الزواج السري لاسيما من الفنانات.
فقد تزوجت الفنانة ليلى مراد من وجيه أباظة، أحد الضباط الأحرار، بعد طلاقها من الفنان أنور وجدي، وقد اشترط أباظة أن يظل الزواج سرا، لأنه كان يخشى أن يعلم زملاؤه الضباط بزواجه من مطربة، ثم انفصلا بعد عام من الزواج.
وفي الستينيات انتشر خبر زواج المشير عبدالحكيم عامر، الرجل الثاني في مصر والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية، من الممثلة برلنتي عبدالحميد، وقد أثمر زواجهما عن إبن.
وتقول بعض المصادر التاريخية، أن جمال عبد الناصر حاول أن يمنع صديقه ورفيق عمره من هذا الزواج، لكنه رفض وأصر على الارتباط بالفنانة.
في ذات التوقيت، كان مساعد المشير عامر ومدير مكتبه، على شفيق، على علاقة بالمطربة والممثلة مها صبري، وقد تزوجها زواجاً رسمياً ولكن سراً، واشترط عليها أن تتخلى عن عملها الفني، واشترطت هي عليه أن يطلق زوجته الراقصة نجوى فؤاد، وهذا ما حدث وظلا زوجين حتى قُتل علي شفيق في لندن عام 1977.
لم تتوقف حكاية زواج أهل الفن والسياسة في تاريخ مصر الحديث عند هذه الحالات بل ثارت شائعات قوية أيضًا تتحدث عن زواج الرئيس الراحل محمد أنور السادات من الإعلامية همت مصطفى سرا وسبب الشائعة هو اللقاءات التلفزيونية السنوية التي كانت تنفرد بها الإعلامية همت مصطفى مع الرئيس السادات في مزرعته بميت أبوالكوم بمناسبة عيد ميلاده.
زواج في القصر الجمهوري
في عهد الرئيس حسني مبارك، راجت شائعة قوية عن زواج مبارك من شقيقة الدكتور عبد المنعم عمارة وزير الشباب والرياضة ومحافظ الإسماعيلية الأسبق.
وساعد علي انتشار هذه الشائعات صورة انتشرت يظهر فيها مبارك يرتدي الشورت وبجواره سيدتان وشاب وقيل إن السيدة التي تجلس إلى جوار مبارك هي شقيقة عمارة وزوجته الثانية.
الشائعة أثارت استياء مبارك، الذي عبر عن غضبه منها، هو ما استدعي الدكتور مصطفى الفقي سكرتير الرئيس للمعلومات للاتصال بالدكتور عبدالمنعم عمارة ليسأله عن سبب انتشار هذه الشائعة قائلا: "الريس بيسألك هو متجوز أختك؟" فرد عمارة بعفوية :"يا ريت.. بس للأسف أختي متجوزة"، وهي الإجابة التى نقلها الفقي للرئيس مبارك فأثارت الضحك بينهما.
الفنانة المعتزلة إيمان الطوخي هي الاخري ارتبطت بشائعة قوية مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولكن الشائعة هذه المرة أكدت ان إيمان الطوخي هي زوجة للرئيس مبارك وأم لابن يبلغ الآن 16 عاما.
ورددت الشائعة التي انتشرت في حينها، ان السيدة سوزان مبارك كانت على علم بتلك العلاقة، وانها تدخلت لانهاء مشوار إيمان الطوخي الفني سواء في مجال التمثيل أو الغناء وأنها أيضا استخدمت نفوذها لمحاربة الطوخي وإجبارها على البقاء في المنزل دون عمل، بعد دورها في مسلسل رأفت الهجان، والذي كان سببا لإعجاب مبارك بها.
ومن أشهر قصص الزواج داخل القصر الجمهوري زمن الرئيس مبارك أيضا، كانت قصة زواج الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وعضو مجلس الشعب، من الإعلامية الشهيرة صفاء حجازي، ورغم أن كثيرين كانوا يعرفون أمر هذا الزواج، لكنه لم يكن معلنا، ولم يكن يصطحبها معه في حفلات عامة.
قانون سندس
ورغم أن أخبار الزواج بين مشاهير السياسة والفنانات، كانت ممنوعة من النشر في عهد مبارك، إلا أنها كانت متداولة بالنوادي العامة وفي تجمعات النميمة، وكان من أشهر هذه الزيجات زواج الفنانة نبيلة عبيد من السياسي الشهير أسامة الباز، مستشار الرئيس مبارك، ولم يكشف عنه الستار إلا بعد قيام ثورة 25 يناير2011، وذلك على الرغم من أن أصدقاء الباز ورئاسة الجمهورية كانوا على علم بهذا الزواج، وهو ما اعترفت به نبيلة عبيد مؤكدة أن زواجهما استمر تسعة أعوام.
أيضا كان زواج الدكتور فتحي سرور وزير التعليم ورئيس مجلس الشعب الأسبق، من مديرة مكتبه السيدة سندس خبرا متداولا في الاوساط السياسية والصحفية، خصوصا وأن سندس لم تتمكن من الحصول علي الطلاق من زوجها السابق، فكانت حيلة الدكتور سرور بإقناع السيدة سوزان مبارك يتبني مشروع قانون الخلع بوصفه حقا من حقوق المرأة والدفع في الأوساط القانونية والتشريعية لإصداره وهو ما أطلق عليه وقتها "قانون سندس".
أبوغزالة وفاروق حسني
ومن أهم قصص نادي الزواج السري في الأوساط السياسية خلال فترة حكم الرئيس مبارك، كانت قصة زواج المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع الأسبق من الفنانة صفية العمري، التى تناولتها بعض التقارير الصحفية، حيث أشارت الي أن صفية العمري تزوجت بعد طلاقها مباشرة من زوجها الفنان جلال عيسي، من المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة ولكن كانت تلك الزيجة عرفياً، وأن المشير بنى لها قصر في شارع الكورنيش بالمقطم.
وذهبت بعض التقارير الصحفية، إلي أن الرئيس مبارك تسبب في إصابة صفية العمري بالشلل، حيث كان السبب الرئيسي وراء انفصالها عن المشير أبو غزالة، فأصيبت بالعصب السابع مما اضطرها للخضوع للعلاج بجلسات كهربائية وتسببت هذه الجلسات في تشوه جزء من وجهها.
أما وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، الذي ظل وزيرا لمدة تجاوزت العشرين عاما في عهد الرئيس مبارك، واشتهر بأنه "الوزير العازب" فقد اعترف بنفسه في حوار تلفزيوني قبل سنوات أنه تزوج مرتين سرا أثناء شغله منصب الوزير، ورفض فاروق حسني الإفصاح عن اسم زوجتيه، مؤكدا أن حياته الشخصية ملكًا له ولا دخل لأحد فيها.