هذا ما وجدنا عليه آباؤنا
عادة "التخميس" بدم الأضحية.. فرعونية قديمة نهي عنها الشرع بوصفها بدعة
عادة التخميس هي عادة مصرية قديمة، توراثتها الأجيال مع مختلف العصور، ومع استعداد أغلب المصريون لاقتراب عيد الأضحي المبارك، والبدء في إحضار أضحيتهم إلى المنزل قبل يوم الذبح، تسود حالة من الفرحة لكل أهل المنزل، وقد تخلتف الأضحية بحسب الظروف المادية لكل أسرة، فهناك أسر تقوم بذبح خرفان، وأخرى تقوم بذبح العجول، ومن الطبيعي أن يتم الذبح في المجازر، ولكن عيد الأضحي يكون استثناءً لأن فرحة أهل المنزل تكون في التفاف الجزار حول الأضحية.
وبعد قيام الجزار بذح الأضحبة يبدأ الأطفال وأهل المنزل بتخميس أيديهم وأصابعهم في دم الأضحية، ثم يطبعون هذا الدم على باب المنزل أو على جدرانه، ويعتبرها البعض إشارة إلى أن هذا البيت قام بذبح الأضحية، بينما يعتبرها آخرون إشارة لـ طرد الحسد، وعادة ما ترتبط هذه العادة بالمناسبات الدينية والاجتماعية.
ويقول حاتم أحمد، موظف، إن عادة التخميس منتشرة منذ كان صغيرًا، ولكنه لا يعلم سر هذه العادة، كل ما كان يسمعه من جده أو جدته عن هذه العادة أنها تطرد الحسد، وتمنع الشيطان من دخول المنزل، مضيفًا أن هذه العادة يقوم المصريين بفعلها عند ذبح الأضاحي أو شراء شيئًا جديدًا مثل سيارة أو منزل.
ويوضح أيضًا أحمد، أن المجتمع المصري تربى على الكثير من العادات المختلفة، قد يعلم البعض ماهية تلك العادات، في حين البعض الآخر يفعلها كشئ تربى عليه دون معرفة أسبابه، قائلًا "إنه من الأشخاص الذين لا يعرفون سبب تلك العادة، ولكن هذا ما وجدنا عليه آباءنا".
أصل عادة التخميس في التاريخ القديم
ويوضح الدكتور خليفة محمد، باحث في التاريخ القديم، أن المصريين القدماء كانوا يهتمون بالاحتفالات والأعياد، وكانت الأضحية تقدم للآلهة في الأصل كحيلة للتقرب، وذلك لتأكيد الإيمان بقوة هذه الآلهة وتحاشيهم لغضبهم، وكانت هذه القرابيين تقدم تحت إشراف كهنة المعبد، وكان القربان يتم اختياره من بين أفضل وأجود الحيوانات، وكان هناك كاهن متخصص يشم دم الأضحية، وذلك للتأكد من خلوها من أي أمراض، ثم يقوم الجزار بعد ذلك بذبحها.
وأشار الدكتور خليفة إلى أن عادة التخميس من المظاهر المتوارثة من المصريين القدماء، مشسرًا إلى أن لون الدم الأحمر يرمز إلى إله الشر المعبود ست، وكان المصريين القدماء يعتقدون أن تغميس الكفوف بدم الضحية ووضعها على جدران المنازل ستمنع شر المعبود ست، كما أنها ستمنع الحسد وتطرد الأرواح الشريرة، متابعًا أن المصريون القدماء اتجهوا أيضًا إلى صناعة كفوف اليد الخمسة من الأحجار، ثم وضعها كتميمة داخل أربطة المومياء، أو في التابوت، وذلك لطرد الأرواح الشريرة.
الأطباء يحذرون من ملامسة دم الأضحية
ويحذر الدكتور مصطفى محمد، دكتور أمراض جلدية، من ملامسة دم الأضحية، وخصوصًا مع اقتراب عيد الأضحى، موضحًا أن هناك العديد من الأمراض الخطيرة التي قد تنتقل إلى الإنسان عند ملامسة هذه الدماء، لأنها قد تكون مليئة بالبكتيريا والفطريات التي قد تصيب الجلد بالالتهابات الخطيرة أو الإكزيما والتصبغات.
ويوضح الدكتور مصطفى، أن عادة التخميس من العادات الخاطئة المنتشرة في المجتمع المصري، مطالبًا بالتوقف عن هذه العادة فورًا والتخلص منها، قائلًا "إن هذه العادة للجاهلين فقط"، لأنها تؤدي إلى الإصابة بفيروس السنط، وهو فيروس سريع الانتقال من شخص إلى آخر، لذلك يجب غسل الإيدي جيدًا بعد الانتهاء من الذبح، وعدم ملامسة دم الإضحية.
الشرع: عادة التخميس بدعة
ويقول الدكتور أحمد علي ربيع، أستاذ أصول اللغة ووكيل كلية اللغة العربية للدراسات العليا بالقاهرة، إن عادة التخميس بدعة، والبدعة هي كل ما لا يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار".
وأشار الدكتور أحمد ربيع، إلى أن عادات الذبح في الإسلام معروفة وواضحة وهي أن يسمي الله تعالى على الذبيحة، ووقت ذبح الأضحية بعد انتهاء صلاة العيد والخطبة، ويجوز الذبح في ثاني يوم، وثالث يوم لمن لا يستطيع الذبح أول يوم، ولكن ينتهي وقت ذبح الأضحية مع غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.