و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

نقيب القراء

الشيخ الطبلاوي.. لماذا رفضته الإذاعة المصرية 9 مرات ونجح في العاشرة؟

موقع الصفحة الأولى

الاسم: محمد محمود الطبلاوي  

تاريخ الميلاد: 14 نوفمبر 1934  

تاريخ الوفاة: 5 مايو 2020  

المهنة: قارئ القرآن الكريم ونقيب القراء المصريين  

تميز الشيخ محمد محمود الطبلاوي، بصوته الجميل، والذي جمع فيه بين العذوبة والقوة، كما اشتهر بنفسه الطويل وقدرته على التلاوة لفترات طويلة دول كلل أو إجهاد إضافة إلى براعته في التنقل بين المقامات الموسيقية، ووصفه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأنه يمتلك أحبالا صوتية معجزة، لأنها تؤدي النغمة المستحيلة، ليصنع تاريخا طويلا ومجيدة في دولة التلاوة، مع قاعدة جماهيرية عريضة من المستمعين الذين أحبوه وارتبطوا بصوته وأسلوبه المميز في التلاوة والتجويد.

ولد الشيخ محمد محمود الطبلاوي، في يوم 14 نوفمبر 1934 في محافظة الجيزة، وأصوله تعود إلى محافظتي الشرقية والمنوفية، وكان الابن الوحيد لوالده، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة، ثم بدأ مشواره مع تلاوة القرآن وعمره 12 سنة، وكان جده قد زف بشرى إلى والدته أثناء حملها بأن الجنين الذي تحمله سيكون من حفظة القرآن الكريم، وكان الطبلاوي يقول إنه كان يسمع والده يدعو الله عز وجل أن يجعل ابنه من حفظة القرآن ورجال الدين، فقرر أن يحقق حلم والده.  

ودرس الطبلاوي في كتاب القرية وبعدما دخله وهو في الرابعة من عمره، واهتم به شيخه بسبب ما أظهره من موهبة مبكرة وصوت جميل وقدرة على التلاوة مع النفس الطويل، ثم حفظ القرآن كاملا مجودا وهو في التاسعة من عمره، ثم أصبح يذهب إلى الكتاب بشكل منتظم كل شهر لمراجعة القرآن وتثبيت حفظه.  

 

رحلة الطبلاوي مع التلاوة

بدأت رحلة الشيخ الطبلاوي مع تلاوة القرآن الكريم وهو في سن الـ 12 عاما، من خلال القراءة في المآتم والمناسبات، وكان أجره في الليلة 10 قروش، وقبلها كان يطوف بين المنازل ليقرأ عند كل بيت ربعا من القرآن مقابل مبالغ زهيدة، ولم يكن وقنها معروفا، وارتفع المقابل إلى 5 جنيهات عندما وصل إلى سن الـ 15 عاما.  

ويروي الشيخ عن بداياته أنه كان يسير بين البيوت متنقلا يقرأ ربعا من القرآن عند كل بيت مقابل مبلغ صغير، وكشف أن هذه الطريقة أسهمت في معرفة الناس به وانتشار صيته.    

وبعدما بدأت شهرته تزداد، بدأ الطبلاوي يحي الليالي القرآنية وحده، مع دعوته للقراءة في مآتم كبار الموظفين والشخصيات البارزة بجوار كبار القراء، كما كان القارئ المفضل للعائلات الكبيرة، خاصة بعدما تميز بقوة الأداء والنفس الطويل، واشتهر بقدرته على تلاوة القرآن لمدة تتخطى الساعتين دون أن يبدو عليه أي تعب أو إرهاق.  

وفي بداية مشواره، عمل الطبلاوي في شركة ماتوسيان الشهيرة للدخان، حيث التحق بوظيفة قارئ القرآن ومؤذن في مسجد الشركة، وعبر ذلك العمل، بدأت شهرته تزيد في العاصمة القاهرة.

10 محاولات للالتحاق بالإذاعة المصرية

وكان الطبلاوي حاول الالتحاق بالإذاعة المصرية، ليتم اعتماده قارئا فيها، لكن العجيب أنه فشل في امتحان التلاوة 9 مرات، وكانت اللجنة تبرر رسوبه بعدم معرفته بالمقامات الصوتية والموسيقية، لينجح الطبلاوي عندما تقدم للمرة العاشرة، ووقتها أشادت اللجنة بقدرته وقدرته على التنقل بين المقامات، وبالفعل دخل الشيخ الطبلاوي الإذاعة المصرية وأصبح قارئا معتمدا فيها عام 1970.

كما اختير قارئا للجامع الأزهر في فترة السبعينيات، كما ساهم في إنشاء نقابة المقرئين، وأصبح فيما بعد نقيبا للقراء المصريين.

 

تسجيلات الطبلاوي

واشتهر الطبلاوي بتسجيلاته القرآنية القصيرة، التي حازت على إعجاب المستمعين، وسجل المصحف المجود للإذاعة على 75 ساعة، كما سجله مرتلا على 33 ساعة، لتزداد شهرته بين الجمهور المصري والعربي والإسلامي، وسافر إلى حوالي 80 دولة عربية وإسلامية وغربية لإحياء الليالي والمناسبات، وخاصة ليالي شهر رمضان المعظم، كما وجهت إليه الدعوة لإحياء عزاء الملكة زين الشرف والدة الملك حسين ملك الأردن في قصر رغدان لمدة أسبوع كامل.    

واشتهر الشيخ محمد محمود الطبلاوي بعدة ألقاب، فقد سمي ظاهرة العصر، وقارئ الملوك والرؤساء، وعرف أيضا بـ نقيب القراء وسفير القرآن، وتميز بطريقته الفريدة وبعده عن التقليد أو التبعية لأي طريقة سابقة له.

 

قراءة القرآن داخل الكعبة

واشتهر الطبلاوي بقراءته القرآن الكريم داخل الكعبة المشرفة، حيث كان يحضر غسل الكعبة، وطلب منه وقتها الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية قراءة القرآن في جوفها.  

وقبل وفاته اعتزل الطبلاوي قراءة القرآن، بعد تقدمه في السن وظهور علامات التعب وآثار الشيخوخة عليه، لكنه ظل محافظا على صلته بالقرآن الكريم وحريصا على ختمه مرة كل أسبوع.  

وشغل الشيخ عضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كما كان عضوا في لجنة القرآن ومستشارا دينيا في وزارة الأوقاف، كما كان محكما في العديد من مسابقات حفظ وتلاوة القرآن الكريم، كما تولى منصب نقيب القراء المصريين

تم نسخ الرابط