و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

سر اختفاء السرير الملكي

«الصفحة الأولى» تنفرد بعرض تقرير ترميم سرير الوالدة باشا بمتحف قصر المنيل

موقع الصفحة الأولى

أثارت شائعات اختفاء سرير الوالدة باشا من متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل ردود فعل غاضبة في الشارع المصري، وتساؤلات عديدة حول مصير الآثار المصرية النادرة.

الحقيقة كاملة كشفتها الدكتورة رحاب جمعة مدير إدارة الترميم بمتحف قصر الأمير محمد علي، في تصريحات خاصة لـ الصفحة الأولي، مؤكدة أن السرير الفضي الخاص بـ الوالدة باشا أو سرير زوجة الخديوي توفيق، لم يختف، بل تم رفعه مؤقتا لإجراء أعمال الترميم اللازمة له قبل إعادة عرضه في المتحف الخاص المنتظر افتتاحه قريبًا.

كان السرير الفضي، معروضًا سابقًا في القاعة الشتوية الموجودة بقاعة العرش داخل القصر، قبل نقله إلى المتحف الخاص لترميمه استعدادا لإعادة عرضه بالمتحف الخاص.


وحول مراحل  ترميم سرير الوالدة باشا، تقول الدكتورة رحاب جمعة: عند  دخول أى قطعة أثرية إلى معمل الترميم بمتحف المنيل يتم التوثيق للقطعة، وكتابة تقرير بحالتها الراهنة يشمل كل مظاهر التلف الموجودة وذلك بالتصوير الفوتوغرافي والتصوير بالآشعة الفوق بنفسجية والآشعة تحت الحمراء بواسطة كاميرات بفلاتر مخصصة لذلك، وأحيانا يتم التوثيق بالرسم الهندسى لتعدد مظاهر التلف.  


ثم تبدأ مراحل الترميم من تنظيف وتقوية ثم العزل والتغليف فى حالة رجوعها  للمخزن الأثرى لضمان حمايتها.  

حراس التاريخ المصري

وبالنسبة للسرير الفضى فقد تمت عملية التوثيق، ثم مرحلة الترميم التى شملت تنظيف الأجزاء المعدنية "الفضية" وأيضا ترميم النسيج المبطن  للسرير الذى تم فكه وترميمه وإعادة تركيبة بواسطة فريق قسم الترميم بالمتحف -من حراس التاريخ والتراث المصري- الذى يضم كلا من خبراء الترميم؛ منى عدلى، ودينا رجب، وعفاف جمعة، ونسرين فوزي، ونهي حمدي، ومنال إبراهيم، وإيهاب حافظ، ونهي أحمد ، ومنار مصطفى، ومحمد سلامة ، وكريم راتب ، ومحمود الظاني، وأسماء إبراهيم، وإلهام آمان، ومنى جوهر.
وأوضحت مدير إدارة الترميم بمتحف قصر الأمير محمد علي، أن المتحف الخاص كان يضم كل مقتنيات الأمير محمد علي فى 15 قاعة، إلا أن كل المقتنيات تم نقلها إلي المخزن لتجديد قاعات العرض.
ولكن لجنة سيناريو العرض رأت أن وجود السرير في الغرفة الشتوية بقاعة العرش غير مناسب، وأوصت بنقله إلي القاعة الذهبية، حيث ارتأت اللجنة أن المكان غير ملائم نظرا لوجود حواجز تحجب رؤية السرير كاملا من خارج القاعة وبالتالي تحجب الكثير من جماليات القطعة الأثرية.

وتم بالفعل رفع سرير الوالدة باشا من القاعة في مارس 2023 وتم نقله إلي معمل الترميم داخل المتحف لإجراء عملية تنظيف للأكسدة التى أصابت الفضة نتيجة عوامل التعرية الموجودة بالجو.
وتضيف الدكتورة رحاب جمعة، أن فريق العمل من قسم الترميم قام بفك السرير، وقام فريق خاص من قسم المعادن بإجراء عملية ترميم كاملة شملت العزل والتقوية بعد التنظيف وإعادة اللون الأصلي للفضة.

ثم قام فريق خاص من قسم النسيج بترميم البطانة الحريرية، باستخدام الكريبلين القريب من الحرير الأثري، لأن القماش كان متهالك إلي حد ما، وذلك بعد غسل الحرير بالماء المقطر والصابون المتعادل وفق التوصيات العلمية المعروفة في هذا المجال.

وبحسب التقرير الفني لعملية الترميم، تم إجراء عملية لحام لجزء بسيط في السرير، لم تكن ظاهرة كما أنها لا تؤثر فيه كأثر، ولكن إدارة الترميم رأت انه طالما تم فك الأثر لنقله وترميمه فمن الأولي لحام هذا الجزء.

داخل معمل الترميم


وآخر المراحل بحسب الدكتورة رحاب جمعة، فقد تم تجميع السرير مرة أخري داخل المتحف، بعد أكثر من 9 اشهر كان خلالها داخل معمل الترميم، استعدادا لإعادة عرضه مرة أخري.
من ناحية أخرى، كانت الإدارة العامة لإدارة الأزمات والكوارث، التابعة لوزارة الآثار، قد نشرت بيانا للرد على شائعة اختفاء سرير الوالدة باشا  مؤكدة أن السرير الفضي يخضع لعمليات الترميم الخاص به.
ونوهت وزارة الآثار، على ضرورة عدم التسرع في نقل معلومة مغلوطة وغير حقيقة والتأكد قبل نشر أي معلومة، وذلك لعدم إثارة الشائعات مما يؤثر بالسلب على مجهودات الوزارة في الحفاظ على التراث المصري.

وبحسب عدد من المصادر التاريخية، يعد سرير الوالدة باشا واحد من 4 أسرة أهداها الخديوي إسماعيل لأبنائه الأربعة، "توفيق وحسين كامل وحسن وفاطمة" وهي من الفضة الخالصة، اعتبر كل واحد منها تحفة فنية لا تقدر بثمن، ومن بين الأسرة الأربعة واحد فقط لا يزال موجود وهو الخاص بزوجة الخديوي توفيق والمعروض حاليًا بمتحف المنيل بالقاعة الشتوية.

ويتراوح وزن السرير من 850 كيلو إلي واحد طن من الفضة الخالصة ويتميز بالنقوش والزخارف الفنية، وربما يرجع السبب في أنه هو الوحيد الباقي من الأسرة الأربعة إلي أن الأمير محمد علي توفيق أوصى بقصره وما يحويه من كنوز أن يتم تحويله لمتحف بعد وفاته، وأما الثلاثة الباقيين لا يعرف أحد عنهم شيئا، لكن منهم واحد فقط تم بيعه في الخمسينات باسم ورثة السلطانة ملك، زوجة السلطان حسين كامل.

تم نسخ الرابط