و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

لا مكان فيها للبسطاء

موائد الرحمن.. إفطار الفيوم يفتح قضية «كرنفالات اللقطة» و«مهرجانات الترند الرمضانية»

موقع الصفحة الأولى

بدأت موائد الرحمن كواحدة من صور التكافل الاجتماعي في مصر قبل عدة قرون، فصارت شعيرة من شعائر شهر رمضان المبارك وسنة حسنة حرص عليها الأثرياء للتراحم ومساعدة الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل.
عاما بعد عام تحولت موائد الرحمن إلى مظهر احتفالي فصنعت منها وسائل التواصل الاجتماعي كرنفالات ومهرجانات تعتمد على «اللقطة» وتسعي إلى «التريند»، بعيدا عن الهدف منها. 
كان أسوأ هذه الظواهر التى أقيمت تحت مسمي موائد الرحمن المعنية باستقبال البسطاء والمحتاجين، ما حدث في إفطار محافظة الفيوم وما شاهده الجميع من فوضى وعشوائية ومهانة للفقراء.
لم يكن ما حدث مجرد خطأ تنظيمي، فكيف يمكن لمحافظة بأكملها أن تُقيم إفطارًا جماعيًا، ثم تتحول الفعالية إلى مشهد مذل يُظهر الصائمين يتصارعون على الطعام ولا يجدونه 
وبدلًا من أن يكون الإفطار كغيره من موائد الرحمن مناسبة للبهجة والتراحم، تحول إلى ساحة إذلال للبسطاء الذين تم استغلال حاجتهم وسوء أحوالهم المعيشية لصناعة لقطة و«ركوب التريند» دون تخطيط أو تنظيم، لم يجد الصائمون سوى الطاولات الفارغة، والفوضى العارمة ، فتحول الإفطار إلى ساحة معركة وليس مائدة الرحمن .
لم يكن إفطار الفيوم سوي محاولة لتقليد إفطار عزبة حمادة بالمطرية، وهو الإفطار الذى نال شهرة عالمية، لكنه تحول أيضا إلى مناسبة إعلامية أكثر منه مائدة من موائد الرحمن .

موائد الترند الرمضانية

تحول إفطار المطرية من مشهد شعبي عفوي يعبر عن التلاحم والتراحم والتكافل إلى رحلة سياحية للمسؤولين والسياسيين والمشاهير والبلوجرز وصناع المحتوي .
حتى أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم يجدوا في إفطار المطرية سوي مشاهد تمثيلية ليس لها علاقة بذلك المشهد العفوي الذى بدأ عام 2013 ، كمائدة من موائد الرحمن تستقبل الجميع.
فقد صار الإفطار مجرد بؤرة ضوء تجتذب الوزراء والسياسيين ورجال الأعمال المقربين منهم، لغسيل السمعة والتسويق السياسي، تحت شعار «مصر بخير.. الـ11 غير».
محمد أكرم أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من المطرية قال عبر حسابه على فيس بوك: الحلاوة والبساطة دي اختفت بعد ما الإعلام حط كشاف على المطرية والإفطار اللي كان تجمع ناس بسيطة وأهالي منهم فيهم بقى رحلة سياحية للوزير والمحافظ والنجوم والسياسيين والبلوجرز وأي حد عاوز يقول أنا موجود إفطار المطرية هيفضل موجود بس زي فاكهة الأيام دي، شكل حلو بس لا لون ولا طعم.
ورد عليه أحد اصدقائه قائلا: فطار المطرية للأسف اتحول من لمة حبايب لاهل المطرية وبيوت مفتوحة علي بعض لشو للبلوجر ومحتوي لمراسلين القنوات الإخبارية والفنانين للاسف دة غطي علي كل اللي بنشوفة في السنين الماضية فرحة الناس البسيطة باللمة.

وأضاف آخر: معظم موائد الرحمن وحتى فطار المطرية اللي بيتم يوم 15 من رمضان اتحول من فطار حلو لأهل المنطقة لفطار الانفلونسرز والبلوجر والوزراء، تحس ان الطبقة دي مستخسره اي فكرة حلوة بدونهم.
ومع شهرة إفطار المطرية بدأ انتشار الفكرة لعدد من احياء القاهرة ووصل إلى المحافظات أيضا، فأصبح هناك إفطار شبرا وإفطار الفيوم وإفطار المحلة الكبري. 

تم نسخ الرابط