كان بصحبة وزيرة حالية
هالة زايد تكشف عن أكبر ابتلاء تعرضت له خلال عملها بالوزارة

كشفت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة السابقة، عن أصعب موقف إنساني عايشته أثناء عملها كوزيرة، عندما تلقت اتصالا من وزيرة صديقة تستنجد بها بعد نقل نجل سيدة مسؤولة- أصبحت وزيرة فيما بعد - إلى العناية المركزة في أحد المستشفيات بعد إصابته بحالة اختناق قاسية.
قالت "زايد" في حوار لها مع برنامج "كلم ربنا"، الذي يقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، علي الراديو 9090: كنت راجعه البيت متأخر وعندي تاني يوم الصبح أول استجواب في تاريخ مجلس النواب، وفوجئت بتعرض نجل السيدة المسئولة لحالة اختناق وتم نقله للمستشفي، كان ابنها شاب وبيموت تعرض لاختناق فى البيت، دخلت على الولد الشاب المستشفى لقيته مات، فصدمت، فجاءت المفاجأة بتحملي مسئولية إبلاغ الأسرة، بوفاة الشاب فجأة.
وأضافت هالة زايد : تمالكت نفسي وخرجت للأم وبلغتها بالخبر الحزين وانهارت بين ايديا ومشيت معاها لحد البيت ومعانا عربيه الإسعاف شايله جثمان ابنها وقعدت معاها للساعة ٤ الفجر.
وواصلت: وجدت أن الأم الثكلى مؤمنة بقضاء ربنا، وهنا رأيت حكمة ربنا الكبيرة إن إنت لما تبتلى بشكل قاسي هتتخطى بقربك منه، وبإيمانك أن الابتلاء وراءه رسالة، وقلت لربنا ليه كلمونى؟، ليه خلوني شاهدة على الموقف ده؟، فحسيت إن ربنا بيقولى وأنا رايحة بكرة الاستجواب: أنتى بتتكلمي في إيه.. إيه اللي أنت شايلة همه ده.. شايفة النوع ده من الأقدار شكل إيه، وربنا عوضها صحيح متأخر، لكنه مبهر، فربنا جابنى فى الموقف ده عشان يقولى اتعلمي واحمدى ربنا، فمتنتظرش العوض فى وقته أو جبر جابر فى وقته، ولما هيجي قد يكون بشكل مختلف.
اقتراح لرئاسة الجمهورية
وأشارت هالة زايد : في الطريق واحنا ماشيين حاولت أخفف عنها أواسيها وفكّرتها بالخير اللي عملته لملايين السيدات في مصر الأم دي هيا قدمت اقتراح عظيم لرئاسة الجمهورية بالكشف المُبكر عن سرطان الثدي علي سيدات مصر، وبقت مبادرة رئاسية ونتيجة ده تم إنقاذ ملايين السيدات من سرطان الثدي .. قلتلها اوعي تعتقدي ان ربنا ممكن ينسي لك حاجه زي دي .. ودي محنة ومحنة كبيرة وهتتعوضي عليها ، والابتلاء ده وراه رسالة كانت بتبكي بكاء شديد علي ابنها لكنها كانت مؤمنة وثابتة في اليوم ده شفت ازاي الدنيا ممكن تقف قدام موقف قاسي زي ده لأم ثكلي فقدت ابنها في لحظه، كل مشاكل وهموم الدنيا تساوي ايه جمبي حصل ؟
يومها سألت نفسي ايه اللي ممكن يجبر خاطر أم زي دي ويعوضها ؟ وتابعت: مكنش عندي جواب لكن دارت الأيام وهذه الأم بعد كام سنة م الواقعة دي تم اختيارها وزيرة في الحكومة واتعوضت نفسيا ع اللي حصل خاصة انها مسئولة عن وزارة كل عملها عمل خير ومساعدات .. طبعا مفيش حاجه تعوضها عن ابنها لكن ربنا طبطب عليها.
وأشارت إلى أنه في بداية حياتها المهنية تم تعيينها في الجامعة بقسم الأشعة فرفضت التعيين، وكان أقرب تخصص لشخصيتها هو النساء والتوليد، وفى بداية عملها حدثت لها صدمة بحالة إنسانية عميقة، كانت لممرضة زميلة لها فى القسم كانت حامل في التاسع والجنين كان متوفي، واسمها حميدة.
وأضافت: انتهى الموضوع بأنهم شالوا لها الرحم وخدت 11 كيس دم، فطلبوا منى أقعد معاها، فقعدت جنبها تحت رجليها 48 ساعة.
وأوضحت أنها تميل إلى الوحدة منذ طفولتها وللقراءة، مضيفة: بقعد مع نفسي كتير، وفيها بكلم نفسي وبكلم ربنا، وربنا هو الرفيق جابر الخاطر، دائما بشكي له وبطلب منه وأتحايل عليه، وفى كل موقف فى حياتي كان بيجبر بخاطري، وربنا علمنى إن العوض السريع مش هو أحسن حاجة، لكن أتعلم من المحنة، أشوف الناس أكتر والمحيطين بيا أكتر، وأتعلم دروس تزدنى صلابة، وعرفت إن جبر الخاطر المتأخر بيجي فى وقته المناسب.