تاجروا في جلود الحيوانات
4 عاملين بالسيرك القومي ذبحوا وسلخوا الحمير بالتعاون مع مسجل خطر
فضيحة كبرى شهدها السيرك القومي، بعد اساءة 4 عاملين استخدام وظيفتهم وسماحهم بدخول حمير حية لذبحها وتغذية الحيوانات المفترسة عليها ومن ثم المتاجرة بجلودها، كما أدخلوا حيوانات مفترسة للمشاركة في عروض السيرك، دون علم أو تصريح الجهات المعنية، واستعانوا بـ"سايس" مسجل خطر، مستهدفين من وراء ذلك الحصول على منافع شخصية.
وقررت النيابة الإدارية، إحالة لاعبة في السيرك القومي، ومشرف عام، ومدير عام العرض، ومشرف الأمن، إلى المحاكمة التأديبية، بعدما كشفت تحقيقاتها عن ان المتهمين الأربعة أساءوا استخدام وظيفتهم، واستغلوا السيرك القومي، بعد سماحهم بدخول الحمير الحية، لذبحها وسلخها لتغذية الحيوانات المفترسة والمتاجرة بجلودها، مع إدخال عدد من الحيوانات المفترسة للاستعانة بها في العروض دون علم أو موافقة الجهات المعنية، وكل ذلك بهدف الحصول على منافع شخصية.
وكان رئيس الإدارة المركزية للشئون القانونية بالمجلس الأعلى للثقافة، أبلغ النيابة الإدارية لوزارة الثقافة، حول ورود شكوى من أحد العاملين في السيرك القومي، تحدث فيها عن انتهاكات ومخالفات ترتكب داخل السيرك، وباشرت التحقيقات ماجي أبو السعود رئيس النيابة، تحت إشراف المستشار طلعت رشاد، مدير النيابة.
واستمعت النيابة الإدارية لشهادة المشرف على إدارة التفتيش المالي والإداري في البيت الفني للفنون الشعبية، كما عرضت وأفرغت أقراص مدمجة مسجل عليها مقاطع فيديو للجرائم المرتكبة داخل السيرك، والتي شملت ذبح الحمير، وكشفت عن آثار دماء داخل الغرفة التي يتم الذبح فيها مع ظهور أحشاء الحيوانات.
كما أكدت شهادة مدير عام الإدارة العامة لحدائق الحيوان بالهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة، ومجموعة من العاملين في السيرك القومي ومشرفي الأمن، ارتكاب المتهمين لهذه المخالفات، وهو ما كشفت عنه تحقيقات النيابة الإدارية الموسعة، والأدلة المصورة التي شملت مقاطع الفيديو، واطلعت عليها النيابة خلال التحقيقات.
وتضمنت قائمة التهم، أن لاعبة السيرك القومي، أدخلت حمير حية بهدف ذبحها لتغذية الحيوانات المفترسة، مع عدم حصولها على تصريح بذلك، كما خالفت الضوابط المنصوص عليها بقرار مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
مخلفات ذبح الحمير
واتهمت النيابة الإدارية لاعبة السيرك بعدم تخلصها من المخلفات الناتجة عن ذبح الحمير داخل السيرك عبر الطرق الصحية، من خلال الدفن الصحي أو المحرقة تحت الإشراف البيطري، كما لم تحصل على ترخيص بالذبح، ولم تراع معايير النظافة خلال نقل المخلفات الناتجة عن عملية الإعدام الرحيم للحمير داخل السيرك، بالنقل على عربات مكشوفة، وإهمال البعد الوقائي بين نقطة الإعدام الرحيم وبين الكتلة السكنية التي يوجد فيها السيرك، وتسبب ذلك في الإضرار بالصحة العامة وانتشار البعوض، حسبما كشفت عنه مقاطع الفيديو التي طالعتها النيابة.
واتهمت النيابة الإدارية العاملين المحالين للمحاكمة التأديبية، بأنهم أدخلوا سايس للعمل في السيرك القومي، رغم صدور قرار من السلطة المختصة باستبداله بسايس آخر، بسبب أن الأول مسجل جرائم جنائية خطرة، كما وضعوا كاميرات شخصية داخل السيرك القومي بدون الحصول على ترخيص بذلك.
وخالفت لاعبة السيرك أيضا العقد الموقع بينها وبين البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، بعدما أدخلت عدد من الحيوانات المفترسة أكبر من العدد المتعاقد عليهن وهو 15 حيوانا، وتقاعس باقي المتهمين عن اتخاذ الإجراءات الواجبة، الأمر الذي ترتب عليه إهدار المال العام.
وقرر المستشار فوزي شحاتة، مدير فرع الدعوى التأديبية في القاهرة، إحالة المتهمين العاملين في السيرك القومي للمحاكمة التأديبية العاجلة، وإبلاغ النيابة العامة بالوقائع الجنائية التي جاءت في القضية، لضمان محاسبة المتورطين، مع إلزام السيرك باتباع القوانين المنظمة لإعدام الحيوانات وضوابط التصرف في جلودها، لضمان حماية الصحة العامة ومنع إهدار المال العام.
وقرر أيضا تنفيذ قرار منع دخول السائس المسجل خطر، والذي ثبت تورطه في وقائع جنائية، مع تشديد الرقابة والتفتيش الدوري لضمان الالتزام بالمعايير الصحية والأمنية في التعامل مع الحيوانات المفترسة.
