كيف سيكون رمضان بعد قرن
الذكاء الاصطناعي يؤكد : الصيام بعد 100 عام بدون جوع أو عطش

من الصعب التنبؤ كيف سيكون صيام شهر رمضان بعد مئة عام من الآن، وكيف سيكون شكل الصيام عام 2125 وما هو شكل الحياة فى ظل التطور السريع الذى نشهده عاما بعد عام وعقد بعد آخر .
السؤال حول كيف سيكون صيام شهر رمضان بعد مئة عام وتحديدا عام 2125، طرحناه على برنامج الذكاء الاصطناعي الذى أكد أن الصوم سيكون أكثر سهولة بفضل التطورات التكنولوجية، مثل تكنولوجيا التحكم في الجوع والعطش.
فمن الممكن أن يستعين الصائم ببرامج تكنولوجيه تمنع إحساسه بالجوع والعطش طوال النهار، وتمنحه احساسا بالشبع. ووفقا لإجابة برنامج الذكاء الاصطناعي أيضا، قد يصبح تناول الافطار والسحور أكثر تنوعًا، حيث يشارك الأشخاص في تجارب غذائية جديدة ومبتكرة، كتناول حبة صغيرة تشبه حبة القمح تكفي جسم الإنسان ليوم كامل وتجعله فى غني عن أى طعام أو شراب لمدة 24 ساعة مثلا .
ولكن الاستعانة ببرامج تجنب الصائم الإحساس بالجوع والعطش تتعارض مع فلسفة الصيام والحكمة الربانية من شهر رمضان التى تستهدف الإحساس بالفقراء، ومشاركتهم الجوع والعطش.
وقد لخص هذه الفلسفة الأديب بأسلوب عقلاني بديع، واصفًا الشهر الفضيل أنه «مدرسة الثلاثين يوماً» الذي وضع به الله عز وجل الإنسانية كلَها في حالة نفسية واحدة، عبر نظام علميٍ من أقوى وأبدع الأنظمة الصحيحة ألا وهو الصوم.
ويقول الرافعي: لم أقرأ لأحدٍ قولًا شافيًا في فلسفة الصوم وحكمته، أما منفعته للجسم، وأنه نوعٌ من الطب له، وبابٌ من السياسة في تدبيره، فقد فرغ الأطباءُ من تحقيق القول في ذلك، وكأنَّ أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبَّةً تؤخذ في كلِّ سنة مرةً؛ لتقوية المعدة، وتصفية الدم، وحياطة أنسجة الجسم.
فلسفة الصيام الربانية
وعن فلسفة الصوم يضيف مصطفى صادق الرافعي بأنه فقر إجباري يُراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح: أنَّ الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، وأنها إنما تكون على أتمّها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون، وحين يتعاطون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة.
ولو حققت رأيت الناس لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم، ولا بأنسابهم، ولا بمراتبهم، ولا بما ملكوا؛ وإنما يختلفون ببطونهم، وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة. فمن البطن نكبة الإنسانية، وهو العقل العملي على الأرض، وإذا اختلف البطن والدماغ في ضرورةٍ مدَّ البطن مدَّه من قِوَى الهضم فلم يُبْقِ، ولم يَذَرْ.
ومن ههنا يتناوله الصوم بالتهذيب والتأديب والتدريب، ويجعل الناس فيه سواء، ليس لجميعهم إلا شعورٌ واحد، وحسٌّ واحد، وطبيعة واحدة، ويُحْكِمُ الأمر، فيحول بين البطن وبين المادة، ويبالغ في إحكامه فيمسك حواشيه العصبية في الجسم كله يمنعها تغذيتها ولذتها حتى نفثة من دخينة سيجارة.
ويقول الرافعي عن فلسفة الصوم أن الصيام يضع الإنسانية كلَّها في حالة نفسية واحدة، تتلبَّس بها النفس في مشارق الأرض ومغاربها، ويطلق في هذه الإنسانية كلها صوت الروح يُعَلِّم الرحمة، ويدعو إليها، فَيُشْبِع فيها بهذا الجوع فكرةً معينة؛ وهي تلك التي يكون عنها مساواة الغنيِّ للفقير من طبيعته، واطمئنان الفقير إلى الغني بطبيعته.