و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

للمرة الرابعة في تاريخ المغرب

الملك محمد السادس يقرر إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي.. والشعب منقسم بين الرفض والتأييد

موقع الصفحة الأولى

أثار ملك المغرب محمد السادس، جدلا كبيرا في الشارع المغربي، بعد توجيهه رسالة إلى المواطنين يطالب فيها بعدم تنفيذ شعيرة ذبح أضحية العيد لهذا العام، نتيجة التحديات الاقتصادية والمناخية التي تمر بها البلاد، والنقص الحاد في الثروة الحيوانية وارتفاع أسعار الأضاحي.

وتلا الرسالة على الشعب المغربي، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عبر نشرة الأخبار الرئيسية، وقال فيها الملك محمد السادس: "إن الاحتفال بعيد الأضحى ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة، ولكن حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية.

وأضاف ملك المغرب في رسالته: "أخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررًا محققًا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لا سيما ذوي الدخل المحدود، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة. وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: “هذا لنفسي وهذا عن أمتي”.

3 سوابق لامتناع عن سنة الأضاحي

ودعوة الملك محمد السادس إلى الامتناع عن سنة الأضاحي، ليست الأولى في تاريخ البلاد، فقد اتخذ والده الملك الحسن الثاني نفس القرار ثلاث مرات من قبل، الأولى كانت عام 1963، عندما قرر إلغاء ذبح الأضاحي بسبب حرب الرمال مع الجزائر، التي تسببت في تداعيات على الاقتصاد المغربي.

والمرة الثانية عام 1981، وكان قرار تعطيل سنة الأضاحي بسبب موجة جفاف حادة أدت إلى هلاك عدد كبير من الثروة الحيوانية، والمرة الثالثة عام 1996، وكانت بسبب الجفاف أيضا، والأزمة المائية الحادة التي كانت يعاني منها المغرب.

 وأثار قرار الملك محمد السادس العديد من ردود الفعل داخل الشارع المغربي بين مؤيد للرسالة باعتبارها خطوة تستهدف حماية الفئات الفقيرة، وبين المعارض الذي اعتبره تدخلا لتعطيل شعيرة دينية مؤكدة.

وقال المؤيدون إن قرار ملك المغرب، جاء بسبب الظروف الاقتصادية والمناخية التي تمر بها البلاد، وأكد أحد المواطنين على التلفزيون المغربي أن القرار صعب لكنه حكيم، لأنه كان من المستحيل شراء الأضحية هذا العام بسبب الأسعار المرتفعة، فالملك فكر في مصلحة الفقراء قبل أي شيء.

ولكن مواطنين آخرين عارضوا قرار العاهل المغربي، عن استيائهم، وقالوا إنه قد يؤثر على الروابط الاجتماعية والتقاليد الدينية التي توارثوها عبر الأجيال، وقال أحدهم على موقع إكس: "مهما كانت الأزمة، لا يجب أن تمنع الدولة شعيرة من شعائر الإسلام. التضحية ليست فقط طقسًا دينيًا، بل مناسبة اجتماعية تجمع العائلة».

وجاءت المعارضة الأبرز من فئة مربيين وتجار الماشية، وقالوا إن قرار الملك محمد السادس سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة، خاصة وأنهم ينتظرون موسم عيد الأضحى كل عام لجني أرباحهم.

تم نسخ الرابط