ترهل إداري وسوء خدمات
طلب إحاطة: مطار القاهرة يشوه صورة مصر وخسائر الشركة الوطنية 16مليار جنيه

قدمت النائبة الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، طلب إحاطة، حول مطار القاهرة الدولي، و الترهل الإداري والتنظيمي وسوء الخدمات الذي يعاني منه، ووجهته إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني.
وقالت عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، إن هناك أوضاع وممارسات غير مقبولة تجري داخل مطار القاهرة من جانب إدارة المطار والعاملين فيه، ما يعكس حالة الترهل الإداري والتنظيمي وسوء الخدمات، وهو ما يتسبب في تشويه صورة مصر أمام الركاب السائحين والزائرين والمغادرين، رغم استراتيجيات الحكومة للنهوض بقطاع النقل الجوي وزيادة معدلات السياحة.
وحذرت مها عبد الناصر في تصريحاتها لـ الصفحة الأولى من أن مطار القاهرة الدولي أصبح نموذجا صارخا للإدارة العشوائية، وهو ما كشفته العديد من المشاهد التي يواجهها المسافرون يوميا، بداية من إجراءات السفر إلى صعودهم للطائرة، ولفتت إلى أنه بالرغم من التطور التكنولوجي لتيسير إنهاء إجراءات السفر عبر الإنترنت، ولكن الركاب الذين يستخدمون تلك الخدمة لا يجدون أماكن مخصصة للانتظار أو تسليم حقائبهم، وهو ما يضطرهم للوقوف في الطوابير مثل باقي المسافرين، ما أفقد تلك الخدمة أهميتها، وتسبب في التكدس والزحام داخل صالات السفر، في مشهد غير حضاري.
ولفتت النائبة إلى أن إجراءات التفتيش في مطار القاهرة تشهد فصل الركاب في عدة طوابير، مع إجبار السيدات على الوقوف في طابور خاص بهن، والرجال في طابور آخر، والأمر الذي اثار دهشة وغضب المسافرين، وفي مقدمتهم السياح الأجانب، لأنه لا يوجد أي مطار حول العالم تحدث فيه هذه الممارسات.
انطباع سلبي
وطالبت بالقضاء على تلك العشوائية في التنظيم، لأنها تؤدي إلى إهدار وقت الركاب وزيادة الزحام في مطار القاهرة، إضافة إلى الانطباع السلبي الذي يتولد عند السائحين عن مستوى الخدمات داخل مصر.
وقالت عضو مجلس النواب، إنه بالإضافة إلى سوء التنظيم داخل مطار القاهرة، فإن هناك بعض العاملين الذين يتعاملون مع المسافرين بأسلوب غير لائق، ووردت شكاوى متعددة من سوء المعاملة، سواء من العاملين بالمطار أو الموظفين المكلفين بإنهاء الإجراءات، ليتسبب ذلك في صورة سلبية عن مصر كوجهة سياحية، لأن الطريقة التي يتم التعامل بها مع الركاب تفتقر إلى أدنى معايير المهنية والاحترام، وهو ما يستوجب التدخل العاجل لضبط الأداء داخل المطار.
أما عن محطة مصر للطيران الموجودة داخل المطار، فقالت مها عبد الناصر إن وضعها لا يقل سوء، والتي تعاني من سوء إدارة شديد ظهر في تدني جودة الخدمات المقدمة للركاب، إضافة غلى التأخير المستمر في مواعيد الرحلات دون أسباب واضحة، مع غياب التنسيق بين الموظفين، وغياب الآلية الواضحة للتعامل مع شكاوى المسافرين.
وأشارت إلى أن كل هذه المشاكل جعلت تجربة السفر عبر مصر للطيران من مطار القاهرة تجربة غير مرضية، وتتسبب في تناقص شعبية الشركة بين العديد من الركاب ونفورهم من استخدام الناقل الوطني، كما يضر بسمعتها على المستوى الدولي، خاصة بعد خروجها من تصنيف أفضل 100 شركة طيران على مستوى العالم، إضافة إلى معاناة الشركة من أزمة مالية طاحنة تفاقمت في السنوات الأخيرة، بسبب سوء الإدارة وتراكم الديون، ما جعلها واحدة من أكثر الشركات نزيفًا للخسائر في قطاع الطيران بالمنطقة.
خسائر شركة مصر للطيران
وحسب التقارير الرسمية، فقد بلغت خسائر شركة مصر للطيران التراكمية 16 مليار جنيه مع نهاية العام المالي 2024، بعد أن كانت 30 مليار جنيه في العام السابق، ولكن هذا التحسن النسبي لا يعني خروج الشركة من أزمتها، لأنها مازالت تعتمد بشكل أساسي على دعم الدولة لمواصلة عملياتها، مع ضخ وزارة المالية حوالي 20 مليار جنيه لإنقاذ الشركة، ما يشمل تغطية ديون مستحقة لشراء قطع غيار الطائرات، وسداد مستحقات العاملين، ومواجهة ارتفاع تكاليف التشغيل، ومع ذلك، فإن الشركة غير قادرة على تحقيق أرباح فعلية، وتعاني من ضعف الإيرادات مقابل المصروفات المرتفعة.
وتشير عضو مجلس النواب إلى أن أزمة مصر للطيران ليست فقط نتيجة عوامل اقتصادية، ولكنها بسبب إدارة غير فعالة تسببت في تفاقم الخسائر، مع تأكيد التقارير الرقابية وجود مشكلات جسيمة في التخطيط المالي، وضعف استغلال الأسطول الجوي، والتأخر في تنفيذ خطط التطوير.
كما تعاني مصر للطيران من قرارات إدارية متضاربة، أبرزها شراء طائرات جديدة دون دراسة جدوى واضحة، والتأخر في تجديد الأسطول بما يتناسب مع المعايير العالمية، إضافة إلى أن الخدمات داخل الطائرات تعاني من ضعف الجودة لدى مقارنتها بالمنافسين الإقليميين، الأمر الذي تسبب في فقدان جزء من العملاء لصالح شركات أجنبية أكثر تنافسية.
وطالبت مها عبد الناصر، رئيس الوزراء، ووزير الطيران المدني، بضرورة اتخاذ إجراءات فورية تعتمد استراتيجية هيكلة واضحة المعالم سواء من الناحية التنفيذية أو الزمنية، لعلاج تلك الأزمات المشكلات، مع وضع خطة تدريب شاملة لجميع العاملين والموظفين في مطار القاهرة لتقديم الخدمات المكلفين بها، طبقا لأعلى معايير الجودة العالمية في مجال النقل الجوي