و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

على مدار 1053 عاما

الجامع الأزهر.. منارة مصرية لحفظ الدين وإرشاد المسلمين ونشر العلم

موقع الصفحة الأولى

الجامع الأزهر.. قبلة المسلمين في جميع أنحاء الدنيا لتلقي العلوم والتفقه في أمور الدين، ومركز لتجمع العلماء والفقهاء، ورمز العلم والثقافة في مصر والعالم الإسلامي، والذي قال عنه، بحق، أمير الشعراء أحمد شوقي: قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا .. وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا.

والجامع الأزهر بني عام 359 هجرية الموافق 970 ميلادية بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، على يد جوهر الصقلي، في 24 جمادى الأولى 359هـ 4 أبريل 970م بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه حوالي 27 شهرًا، وافتتح للصلاة يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيو 972م.

وسمي الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومعنى كلمة الأزهر في اللغة العربية المُشرق أو المُزهر.  

والطراز المعماري للجامع الأزهر يجمع بين الفنون الفاطمية والمملوكية والعثمانية، ما يعكس تعدد العصور التي مر بها، كما يضم 5 مآذن أشهرها مأذنة قايتباي المملوكية ومأذنة الغوري العثمانية، مع عدة قباب أبرزها قبة ضخمة مزخرفة بنقوش إسلامية.  

ويتكون الجامع من الصحن، وهو فناء واسع محاط بأروقة، كما كان يحتوي على ميضأة للوضوء، وقاعة الصلاة التي تضم أعمدة رخامية وأسقفًا خشبية منحوتة، إضافة إلى المحراب الفاطمي الأصلي.  

الجامع والجامعة

ومع تحوله إلى جامع وجامعة، ألحقت به جامعة الأزهر، وهي أقدم جامعة في العالم الإسلامي، مع جامعة القرويين، وتأسست عام 378 هجرية الموافق 988 وتحولت لاحقا إلى جامعة تدرس الفقه والشريعة واللغة العربية والعلوم الشرعية.  

وبدأت الجامعة كمركز للدعوة الشيعية الإسماعيلية في العصر الفاطمي، ثم تحولت إلى المذهب السني بعد سقوط الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي.

ويعد العصر المملوكي من أزهى وأفضل عصور الجامع الأزهر، بعدما تنافس سلاطين المماليك في العناية به والاهتمام بطلابه وشيوخه وعمارته وصيانته.

وفي أواخر القرن الثامن عشر، كان الجامع الأزهر وشيوخه وطلابه في طليعة المقاومة ضد الحملة الفرنسية على مصر، كما خرجت منه ثورة القاهرة الأولى في 21 أكتوبر 1798، وردا عليها، دنس جنود الحملة الفرنسية الجامع الأزهر واستهدفوه بالمدافع، وألقوا المصاحف على الأرض، وسلبوا ما وجدوا من أموال الطلبة وأسروا جمعا من المشايخ وأعدموا بعضهم.

ولكن الأزهر لم يستسلم أمام جرائم نابليون بونابرت وجنوده، وظل على موقفه من المقاومة، واشترك في ثورة القاهرة الثانية في 20 مارس 1800، وكان من زعمائها عمر مكرم من مشايخ الأزهر.

وبسبب استهداف الحملة الفرنسية للمسجد، قرر شيخ الأزهر عبد الله الشرقاوي وكبار العلماء، وقف الدراسة وتعطيل الصلاة فيه، فأغلقت أبوابه حوالي سنة، وأعيد فتحه أمام المصلين والطلاب منتصف 1801.

وبعد بنائه، خضع مسجد الجامع الأزهر للعديد من التوسعات عبر العصور، خاصة في العصر المملوكي والعثماني، ما أضاف إليه مآذن وقاعات وأروقة جديدة، كما خضع لعمليات ترميم واسعة في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين، بدعم من الحكومة المصرية ومنظمة اليونسكو، للحفاظ على تراثه المعماري، وكان آخرها أعمال الترميم الشاملة التي انتهت عام 1439هـ 2018م والتي استمرت ثلاث سنوات، لتبلغ مساحته الحالية حوالي 12 ألف متر مربع.

تم نسخ الرابط