معلناً إنهاء 70% من الربط مع السعودية
وزير الكهرباء في ندوة «الوطنية للصحافة»: الوقود النووي يدخل الضبعة في 2027
استضافت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي مساء أمس الثلاثاء وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، في ندوة موسعة بمقر الهيئة بحي جاردن سيتي في القاهرة بحضور عدد من رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء تحرير الإصدارات وعدد من الصحفيين والأعلاميين وذلك لمناقشة آخر التطورات في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.
ومن جانبه أستعرض وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، آخر المستجدات والمشروعات بقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة ، بما في ذلك المشروعات الجديدة التي تساهم في تعزيز قدرة مصر على إنتاج الطاقة من مصادر نظيفة ومتجددة.
دخول الوقود النووي محطة الضبعة
وفي هذا السياق أوضح الوزير أن مشروع الضبعة النووي يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية في مصر، حيث سيتم توفير قدرة إنتاجية تصل إلى 4800 ميجاوات.
وأشار الوزير إلى أن المشروعات النووية تستغرق وقت طويل للاعداد لها سواء في إجراء الدراسات أو استخراج التصاريح مؤكدا ان المشروع النووي في الضبعة دخل مراحل التنفيذ الحقيقية وذلك بعد صب قواعد المفاعلات الأربعة وتركيب مصيدة قلب المفاعل لتلك الوحدات كما شهد شهر ديسمبر الماضي استخراج تصريح بناء مبنى تخزين الوقود النووي المستهلك لافتا إلى ان في عام 2027م سيبدأ الوقود النووي دخول المحطة النووية في محافظة مطروح على أن يبدأ تشغيل الوحدة الأولى في عام 2028م وتشغيل باقي الوحدات تدريجيا حتى الوصول إلى التشغيل بالطاقة الكاملة بحلول عام 2030م.
مشروع الربط مع السعودية
ومن ناحية اخرى أعلن الوزير خلال الندوة عن نسب تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية مؤكدا ان الوزارة أحرزت تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ هذا المشروع لافتا إلى انه تم إنجاز ما يقرب من 70% من المشروع حتى الآن.
وأشار عصمت إلى أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية من المشروعات الهامة التي تدعم التعاون مع الدول المجاورة وتعمل على دعم استقرار الشبكات الكهربائية في البلدين.
الهيدروجين الأخضر
وأوضح عصمت أن الوزارة وضعت استرتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز قدرة مصر على توليد الطاقة من مصادر غير ملوثة للبيئة.
كما تحدث الوزير خلال الندوة عن مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر التي تعد من المشروعات الواعدة في مجال الطاقة النظيفة، والتي تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعمل على تعزيز استدامة الطاقة في مصر.
وفي نفس السياق أكد الوزير على أن مصر تعمل على تعزيز مكانتها في سوق الهيدروجين الأخضر من خلال تنفيذ ثلاثة مشروعات استراتيجية لافتا إلى أن الهيدروجين الأخضر يعد من الحلول المستدامة لتوليد الطاقة ويعتبر مستقبل الطاقة المتجددة في العالم.
وأضاف وزير الكهرباء أن مصر بصدد توسيع دورها في السوق العالمية للهيدروجين الأخضر، حيث كانت قد ساهمت بنسبة كبيرة في الطلب العالمي على الهيدروجين في عام 2020.
منوها إلى أن الهيدروجين الأخضر له استخدامات مختلفة في العديد من القطاعات كما انه من المتوقع أن يساهم في 25% من السوق العالمية بحلول عام 2030.
وشدد الوزير على أن مصر حريصة على تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال زيادة الاعتماد على الطاقات الجديدة و المتجددة بشكل مستمر منوها أن قطاع الكهرباء والطاقة يعمل وفق استراتيجية محددة تستمر حتى عام 2050م لتحقيق أكبر استفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وأضاف الوزير أن استراتيجية القطاع الحالية تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، موضحًا أن مصر كانت تستهلك 100 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا في توليد الكهرباء، وقد زادت الكمية في الصيف الماضي لتصل إلى 120 مليون متر مكعب نظرا لزيادة الأحمال.
مشيرا إلى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع وزارة البترول لوضع استراتيجية شاملة للطاقة، وسط جهودًا كبيرة من الوزارتين لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وضمان استدامتها.
ترشيد الاستهلاك
وتضمن حديث الوزير خلال الندوة الإشارة إلى ترشيد الاستهلاك حيث أكد أن الوزارة تولي أهمية كبيرة بهذا الشأن خاصة في فترات زيادة الأحمال مثل فصل الصيف، الذي تزيد فيه الأحمال الكهربائية عن فصل الشتاء.
سرقة الكهرباء
وكشف وزير الكهرباء على هامش الندوة عن سعي الوزارة نحو تحقيق تقدم ملموس في عدة مجالات أساسية، بما في ذلك تحسين استهلاك الطاقة ومكافحة سرقة التيار، إلى جانب تعزيز الطاقات المتجددة.
وأوضح عصمت أن الوزارة قد عملت على تقسيم الاستهلاك الكهربائي إلى شرائح مختلفة، حيث تختلف أسعار استهلاك الكهرباء باختلاف كل شريحة، لافتاً إلى أن الشريحة الأولي غير الشريحة الثانية، بينما تختلف الشرائح الأخرى بناءً على معدلات الاستهلاك، وذلك بهدف ضمان عدالة توزيع الدعم على المستهلكين.
كما أوضح عصمت أن الوزارة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض الأعمال لتحسين الكفاءة التشغيلية لمرافق الكهرباء، لافتاً إلى أن استخدام هذه التقنيات سوف تساهم بشكل كبير في تحسين نتائج الأعمال وتوفير الكهرباء بشكل أكثر كفاءة.
وفيما يتعلق بظاهرة سرقة الكهرباء قال عصمت أن الوزارة تقوم بجهود كبيرة لمكافحة هذه الظاهرة التي تعد من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على النظام الكهربائي في البلاد.
وإكد عصمت أن الوزارة تتعاون مع مختلف الجهات المعنية لتطوير حلول تكنولوجية تساعد في رصد سرقة الكهرباء والقضاء عليها.
ومن ناحية اخرى سلط وزير الكهرباء الضوء على الاستراتيجية المتكاملة التي تم وضعها بالتعاون مع وزارة البترول، والتي كانت لها دور كبير في النهوض بقطاع الطاقة في مصر، مؤكدً أن الاستراتيجية تعمل على تعزيز الإنتاج المحلي للطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي، من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وأوضح عصمت أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قد لعبتا دورًا كبيرًا في زيادة الطاقة الإنتاجية للكهرباء في مصر، مؤكدا على أن القطاع مستمرة في تعزيز هذه المصادر النظيفة للطاقة بهدف تحقيق التنمية المستدامة.
صناعة الألواح الشمسية
وبخصوص صناعة الألواح الشمسية قال، وزير الكهرباء أن الألواح الشمسية أصبحت تُصنع الآن في مصر بكفاءة عالية، وهو ما يُعد خطوة كبيرة نحو تحقيق التوطين الصناعي في مجال الطاقة المتجددة، موضحاً أن هذا التطور يعكس الجهود المبذولة لتصنيع الألواح الشمسية محليًا، مما يسهم في خفض التكلفة وتعزيز قدرات مصر في هذا المجال.
وأكد الوزير ان الحكومة تعمل على تحقيق رؤية 2030 التي تتضمن استراتيجيات واضحة لزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من خلال تصنيع الألواح الشمسية محليًا.
وكشف عصمت خلال الندوة انه بحلول عام 2030م، سيكون كل لوح شمسي يتم تركيبه في مصر منتجًا محليًا بالكامل، مما سيسهم في تعزيز القدرة الإنتاجية وتوفير فرص عمل جديدة.
وفي نفس السياق لفت وزير الكهرباء إلى أن الطاقة المتجددة في مصر تحظى بتطور مستمر حيث يتم تطوير مشروعات ضخمة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمشاركة القطاع الخاص لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة بشكل مستدام.
تكريم وزير الكهرباء
وفي نهاية الندوة كرمت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تقديرًا لجهوده البارزة في تطوير قطاع الكهرباء والطاقة وتحقيق إنجازات وطنية بارزة.
وأكدت الهيئة هلى انها تسعى بشكل مستمر لتعزيز العلاقة بين الحكومة ووسائل الإعلام من خلال استضافة الوزراء والمسؤولين لمناقشة الخطط الحكومية والمستجدات في مختلف القطاعات.